يقول الزعيم النازي الألماني أدولف هلتر: “إذا أردت أن تسيطر على المجتمع، أخبرهم أنهم معرضون لخطر، وحذرهم أن أمنهم تحت التهديد، ثم شكك في وطنية من يعارضك”.
هكذا يفعل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، الذي يمثل هذه الأيام مسرحية الانتخابات الرئاسية، بمزيد من مؤتمرات النحيب والبكاء على الشهداء الذين يتم استدعاء أسرهم للعب على وتر فقد أبنائهم واستثارة مشاعرهم وحزنهم من اجل الحصول على “اللقطة”، ومنحه قبلة الحياة بعد تردي الأوضاع في مصر إلى دردة “الحضيض” في كافة المجالات.
ويخوض السفيه تلك المسرحية أمام “محلل” تم استدعاؤه في الساعات الأخيرة، بعد أن أجبر أحمد شفيق على الانزواء في بيته وكتم أنفاسه، واعتقل سامي عنان ونائبه المقترح هشام جنينة، واستصدر حكما عسكريا بسجن أحمد قنصوة، وأجبر أنور السادات وخالد علي على التراجع. للتحول مسرحية الانتخابات إلى استفتاء وفق ما نشرته «رويترز».
ونقلت الوكالة عن أحد كبار مؤيدي الانقلاب ومدير مكتبة الإسكندرية، مصطفى الفقي، أن «الأولوية هي لإصلاح الأحوال وليس بالضرورة ان يحدث بالمعايير التقليدية الديمقراطية»، بما يعني أن الديمقراطية ليس لها حساب لدى النظام طالما كان هناك هدف واحد هو الحرب كل من يعارض رؤية هذا النظام.
وأضاف: «هذه هي المصلحة العليا للشعب المصري. أنا ومعظم الشعب المصري نرى أنه ماض على الطريق».
وأكدت “رويترز” أنه “من الصعب التأكد مما يعتقده معظم المصريين، في ظل ندرة استطلاعات الرأي المستقلة، وحجب مئات المواقع، ومنع توجيع النقد لـ«السيسي».
ولا تبدي الأجهزة الأمنية التابعة للسيسي تساهلا مع المعارضين، وتقلص هامش التعبير عن الرأي عما كان عليه قبل 2011.
وقالت “رويترز” إنه غالبا ما يصور «السيسي» وأنصاره مصر كضحية لمؤامرة أجنبية، أطرافها وفقا للنظرية، تشمل كل ما له علاقة بتنظيم «الدولة الاسلامية» وجمعيات المجتمع المدني الممولة من الخارج وصولا إلى وسائل الإعلام الأجنبية من حين لآخر.
وتقول مسؤولة سابقة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» إن اللوم الدولي بسبب حملات القمع ضد المعارضين أو جمعيات المجتمع المدني ليس له تأثير يذكر على «السيسي».
وتضيف: «إنهم يعتقدون أن الدولة ستنهار»، مشيرة إلى أنه «أمر وجودي بالنسبة لهم ويمكن التضحية بأي شيء تقريبا (من أجل تجنب ذلك). وفي هذه الحالة من الصعب جدا أن يكون للنفوذ الخارجي دور كاف».
ويقول أنور السادات المرشح المنسحب إن الخوف كان قائما من وجود منافسين حقيقيين، وربما مناظرة على بعض القضايا والأولويات خاصة المشروعات القومية، أن يكون هناك نقاش.
ويتابع: «وهذا النقاش أعتقد أنهم لم يرغبوا في أن يحدث في هذه الفترة».
ويؤكد «مايكل وحيد حنا» من مؤسسة «سنتشري» للأبحاث، أن «نظام السيسي لن يسمح بوجود مساحة يمكن أن تسمح للقوى السياسية بأن تكبر وتكتسب الثقة».