“زي ما قال الريس.. منتخب مصر كويس”.. وسط حشد من اللاعبين الفرحين بفوز المنتخب للمرة الثالثة على التوالي بكأس إفريقيا 2010، ردد جمال ابن المخلوع مبارك حينها هتافاتهم، وتجاوب معهم الحضور من صحفيين وإعلاميين إضافة للجهاز الفني للمنتخب، على طريقة المخلوع في توظيف مباريات الكرة سياسيًا، لإلهاء الجماهير، وامتصاص غضبها، واصطناع فرحتها؛ حاول الإعلاميون الموالون لقائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، توظيف مباراة مصر مع البرتغال أمس الجمعة، سياسيا، لصالح تلميع السفيه قبل مسرحية الانتخابات فجاءت الهزيمة.
وسيطرت مباراة مصر والبرتغال على قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولاً عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ونجح اللاعب محمد صلاح، في إحراز هدف مصر الوحيد قبل الهزيمة 2/1، في المباراة التي أقيمت بسويسرا، وحقق هاشتاج ساخر من المعلق “مدحت شلبي”، صدارة الهاشتاجات نظرًا لمحاولته الكوميدية التطبيل للانقلاب أثناء المباراة.

واعتاد جمهور الكرة على سماع تطبيل الإعلامي مدحت شلبي، الذي ارتبط اسمه بعدد من “الإفيهات” التي ما زال يذكرها ويرددها المشجعون، لاسيما فيما يتعلق بمباريات المنتخب الوطني.
وطيلة سنوات حكم المخلوع حرص القائد العسكري السابق على إظهار دعمه للمنتخب، وأصر مرارا على نسبة الفضل لنظامه الداعم للرياضة في فوز المنتخب بكأس أفريقيا في عهده 5 مرات، وصعوده لكأس العالم مرة واحدة؛ لكنه بعد الفوز الخامس والثالث على التوالي بشهور.. اندلعت الثورة.
وصلة معتادة
مشهد يكاد يكون مكررا، فقبل انطلاق صافرة الحكم في مباراة مصر والبرتغال، حرص إعلام السفيه السيسي على وضع قائد الانقلاب في الصورة، شكرا وتأكيدا على دعمه وكيلا للمديح، وقبل ذلك بأشهر استضاف السفيه السيسي المنتخب وأعلن عن مكافآت بـ1.5 مليون جنيه لكل لاعب، لكن الفارق أن ابن السفيه السيسي لم يكن في غرفة خلع ملابس اللاعبين ليهتف “زي ما قال الريس.. منتخب مصر كويس”!
عصابة السيسي من الإعلاميين والمذيعين أمثال مدحت شلبي، يتسابقون كالجراد لتلميع السفيه السيسي، مؤكدين أن ذلك أحد ثمرات الاستقرار الذي تنعم به مصر في عهد العسكر، وعلى حد قول المعلق مدحت شلبي: “لولاه لكنا موتى بلا قبور.. ومسافرون بلا أوراق”.. في إشارة إلى وضع الشعب السوري.

من جانبه علق الناشط حسام البخاري بالقول:” ولسه ( شلبوكة ) هيبتدي وصلة التعريص المعتادة .وبيقول : الله عليكي يا مصر ..عظيمة في كل حاجة ..عظيمة في الرياضة .عظيمة في السياسة .أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا …..وفجأة يا مؤمن ..يقوم الواد ( رونالدو ) يسجل فينا جونين في دقيقتين”.
ويقول الناشط سيد أبو المكارم: “أصله كان فاكر ان خلاص الماتش خلص ، فحب يحتفل بطريقته التعريصية .. و مع اول تعريصة ردت في صدره كتمتُه ..دا احنا ربنا رحمنا من وصلة تعريص حتي مطلع الفجر”.
ويقول الناشط خالد عنياتي:” جرعة الوساخة والقذارة وتضليل المصريين كاالعادة من خلال مذيع مخابرات السيسي مدحت شلبي في مبارة #مصر_والبرتغال ، كنت مستمتع باداء لاعبي مصر عدا هذة الجرعة القذرة من إعلانات مسيسة مريضة عفنة لمذيع قذر ستيني مثل من كتبوا لة تلك الجرعة القذرة ليرددهها حتي يحفظها القطيع..”.
تعليمات السفيه
وسادت مشاعر الصدمة الشديدة في الشارع المصري، إزاء خسارة المباراة الودية، ويبدو أن التعليمات الصادرة لإعلاميي السفيi السيسي كانت هي تناول موضوعات عامة بعيدا عن المباراة، فإذا جاءت النتيجة في غير صالح مصر، يتم تجاهل الأمر، وإن جاءت لصالحها، يجب تغيير الموضوع، والتعليق على الفوز فورا، والاتصال السريع بشبكة مراسلين، في شتى المراكز، والأندية.
وفي وقت سابق أكد الإعلامي والعقيد السابق في الشرطة مدحت شلبي أنه يدعم حملة “كلنا معاك من أجل مصر” لمطالبة السفيه السيسي باغتصاب السلطة فترة ثانية، بزعم النجاحات الكبيرة التي حققها السفيه في السنوات الماضية، وطبل شلبي بالقول أن :”السيسي أحدث نقلة كبيرة في مصر، بالمشروعات الاستثمارية الضخمة التي تم إنشاؤها في عهدها”. وفقا لزعمه.
ويرى مراقبون أن السفيه السيسي في محاولة توظيف الحدث الرياضي سياسيا خرج خاسرا، بسبب الابتذال الإعلامي في محاولة إلصاق النصر بالسيسي، إضافة إلى إعلان المكافآت الباهظة في ظل ارتفاع الأسعار والمعاناة الشعبية من الغلاء.
