لكل شر لعنة، ولعنة الانقلاب تنتقل من بيت إلى بيت ضمن دائرة عصابة 30 يونيو، ولأن الجزاء من جنس العمل كان جزاء من رمى اعتصام رابعة والنهضة بأكذوبة “خيام النكاح”، أن ظهرت بناتهم وأقاربهم في “قضايا آداب” ومقاطع فيديو، أشهرها “عنتيل المحلة”، ومن أيد الإعدام والاعتقالات والقتل والاختفاء القسري بحق مؤيدي الشرعية ذاق شيئا من ذلك.
ولقي الشاب “خالد”، نجل السياسي والبرلماني المؤيد للانقلاب حمدي الفخراني، مصرعه منتحرًا داخل منزل العائلة الواقع في محافظة المحلة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، والتي أمرت بتشريح الجثة بمستشفى المنشاوي بطنطا.
وكان مدير أمن الغربية اللواء طارق حسونة قد تلقى، مساء الإثنين، إخطارًا من العميد أشرف عمارة، مأمور قسم أول المحلة، يفيد بورود بلاغ من أسرة عائلة “حمدي الفخراني”، البرلماني الأسبق، بالعثور على جثة نجلهم “خالد”، 18 سنة، مشنوقًا داخل غرفة نومه بمنزل العائلة.

من جانبه، انهار البرلماني السابق حمدي الفخراني أثناء حديثه مع الإعلامي وائل الإبراشي، حول انتحار نجله خالد- 18 سنة- وقال “الفخراني”، الهارب إلى لبنان في مداخلة مع برنامج “العاشرة مساءً”: “ابني عمل كدة عشان مضغوط.. أبوه مش موجود وهربان في بلد تانية.. ليه الظلم ده يا ربي!”.
نفسي أشوف ابني
وأضاف: “أنا متهم في قضية إهانة القضاء ومحكوم عليا بـ3 سنين وقاعد بره مصر، مع إن اللي قلته كان تحت قبة البرلمان.. ومع ذلك أنا بعتذر عنه بس يسيبوني أنزل مصر أدفن ابني“.
وتابع “هما كلموني وقالولي ابنك مات بسكتة قلبية.. وحتى لو عمل كده (انتحر) فلأنه كان مضغوط.. مع إنه كان مش بيسيب فرض.. وكان يصلي ويصوم وكان متفوقا جدًا.. وأنا نازل مصر بكره.. حتى لو هتمسك بعدها بس أشوفه قبل ما يتدفن”.
وفي الثالث من يوليو 2013، أيد الفخراني وعشرات السياسيين انقلاب وزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي، على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.

وكان الفخراني ضمن تحالف سياسي دعّم قائد الانقلاب، ضم منتمين للحزب الوطني المنحل وبعض الأحزاب السياسية، من بينها حزب الوفد والاجتماعي الديمقراطي والدستور والمصريين الأحرار، وانتهاء بالتجمع واليسار الناصري، وهى تشكيلة سياسية متنوعة المشارب والاتجاهات صنعت 30 يونيو.
ولعبت المخابرات الحربية دورا فى توجيه تمرد هذا التحالف على الرئيس محمد مرسي، الذي أيد انقلاب الجيش في 3 يوليو وقتل المعارضين، ولعل التساؤلات المطروحة عقب مرور 5 سنوات على 30 يونيو تتمثل: هل أخذ السفيه السيسى تحالف 30 يونيو بجدية أم أنه اعتبره منذ البداية وسيلة أو كوبري لا بديل عنه لنزول الجيش إلى الشوارع والوصول للسلطة؟.
الجزاء من جنس العمل
من جهته قال الدكتور حازم حسني، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية المؤيد للانقلاب، إن تحالف 30 يونيو تفكك بالكامل، مؤكداً أن الفكرة التي كانت تجمع التحالف انتهت، وشهد العام 2015 صراعا بين دولة المخلوع مبارك “العميقة” والسفيه السيسي، ظهر بقوة بعد إلقاء القبض على حمدي الفخراني، برشوة شهد عليها أحد أكبر رموز دولة المخلوع.
وبحسب مصادر فإن علاء حسانين، الشاهد على رشوة الفخراني، رتب للإيقاع بالثاني من أجل إقصائه، وقمعه خلال حرب دارت بين دولة مبارك والعسكر، قبيل انتخابات برلمان الدم وقتها.
وفي العام 2014، تفجرت فضيحة مدرب الكاراتيه عبد الفتاح الصعيدي، ومدير حملة السفيه عبد الفتاح السيسي في المحلة الكبري، وفيديوهاته الفاضحة مع عدد من زوجات قضاة ومستشارين وضباط بالداخلية، قيل وقتها إن ابنة حمدي الفخراني اسمها مذكور في فضيحة مدرب الكاراتيه.
يذكر أن الفخراني قد اتهم سابقا جماعة الإخوان باغتصاب فتاة في أحداث الاتحادية، حيث قال الفخراني: “فيه بنت اتصلت بيا خلال أحداث الاتحادية، واشتكت إن النخبة بتتكلم وخلاص ومفيش حضور لهم على الأرض، وكنت بالصدفة خارج من غرفة العمليات المشكَّلة لمتابعة الأحداث”.
وأضاف: “البنت روت لي تفاصيل واقعة حدثت لها، وقالتلي إن أنصار الإخوان قبضوا عليها وربطوها في بوابة القصر من الداخل، وتعدوا جنسيًا عليها، وقالوا لها احنا هنغتصبك لأنك “سبيَّة”، على حد زعمه.