العيش فى رضا وسعادة تحت نعل البيادة لا يختلف شيئًا عن التحول إلى كائن رخو كل مهمتك فى الحياة أن تصفق لمن يسحقك ويهدر كرامتك، وهو أمر تفوق فيه حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية فى الإسكندرية، التى يقودها الدكتور ياسر برهامى، وهو الشىء الذى من المنتظر أن يبهر البرنامج الشهير الذى يراقب الكائنات الحية وتطورها ناشيونال جيوجرافيك.
وفور انتهاء مسرحية انتخابات السفيه قائد الانقلاب، هنأ حزب النور على لسان الدكتور أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، بفوز السفيه بولاية انقلاب ثانية، قائلا: “إن نختلف فى وطن آمنين خير من أن نتفق فى مخيمات لاجئين”، مكررا النبرة والعبارة نفسها التى يرددها موسى وأديب والغيطى والحديدى وعكاشة ومجاهد وعبد المنعم والديهى وأمين والخياط وأبو بكر وعلى والدمرداش وعيسى والباز وسالم والمسلمانى!
أما عضو جبهة علماء الأزهر، الشيخ محمد عوف، فقال إن سلطة الانقلاب العسكرى لا تتعامل مع حزب النور باعتباره شريكًا مثل الجيش والشرطة ولكن كتابع أمنى واستخباراتى.
خارج الصندوق!
وفى شمخة سابقة من “شمخات النور”، صرح الحزب بأن من يقرأ القرآن بفهم يعرف أن حدود مصر لا تشمل تيران وصنافير بل تبدأ من حدود البحر الأحمر وليس بعده مدللا بقصة بنى إسرائيل الشهيرة فى القرآن.
وقال إن القرآن صريح حين طلب بنو إسرائيل من موسى أن يأكلوا البصل والثوم أثناء إقامتهم فى جزيرتى تيران وصنافير بعد النجاة من فرعون أجابهم موسى قائلا: “اهبطوا مصرا” فى دليل دامغ على أن تيران وصنافير التى يعيشون فيها “ليست من حدود مصر بنص القرآن”.
من ناحية أخرى، قرر حزب النور السلفى القيام بسلسلة مؤتمرات فى جميع أنحاء مصر تحت عنوان: “لا تتكلم عن تيران واتركها للمنان” لتوعية الشعب المصرى بخطورة التحدث عن قضايا الجزيرتين، خصوصًا بعد أن قال الإمام المتغلب السيسي: “مش عاوز كلام تانى فى الموضوع ده” حيث يعتبر حزب النور أن الخروج على الحاكم هو كفر يطبق على فاعله حد الحرابة.
البقاء للموهوبين!
من جهته، يشرح الناشط “أبو عمر” ما وقع فيه حزب النور، بالقول: “يا جماعة التعريص والله ماهو سهل أبدا.. فكرة إن الواحد “…..” للسيسى دى حاجة صعبة وبتحتاج مجهود وقدر عالى من “…..” و”…..” مضروبة فى الخلاط مع منقوع الجهل والرخص والنطاعة.. كمان أجواء التنافسية فى “……” بتطرد من السوق أنصاف الـ”….” البقاء للموهوبين فقط”.
موضحًا: “واحد زى برهامى مثلا.. طالع يقول: “دعمى للسيسى مطلق.. طالما لم يقتل مسلما”.. شايفين بقى الموهبة.. تبقى “…” و”…” فى نفس ذات اللحظة.. إللى هوا لو قتل مسيحيين قشطة وعادى جدا..”
وتابع: “لكن طالما المسلمين اللى معاه فى حزب النور بخير.. فهنا عقيدة الولاء بتبقى للحاكم المتغلب أو اللى ماسك عليهم أفلام “…..”.. أو كليهما.. هنعلى إزاى على “….” دى؛ إيه اللى ممكن نعمله قصاد واحد قرر يتصل بوائل الإبراشى ويقوله “لو السيسى قالى إن أبويا مش أبويا.. هصدقه” .. واحد قرر يطلع على التلفزيون يقول أنا مش بس بثق فى كلام الريس.. أنا مبثقش فى أمى ذات نفسها علشان خاطر عيون السيسي”.
مؤكدًا: “كمان التنافسية مش بس هى العائق الوحيد قدامنا لو قررنا، “…”، كمان هنختار أى منهج.. “….” الشرعى بتاع حزب النور.. والا “…..” القومى بتاع مصطفى بكرى.. والا “…..” اليسارى بتاع الناصريين.. ولا “…..” الميلفاوى بتاع تحالف ميلفات نادى الصيد”.
يذكر أن مواقف الدعوة السلفية فى مصر، وذراعها السياسية حزب النور، باتت تثير ردود فعل ناقدة بين الحين الآخر، سواء من معارضى الانقلاب أو من مؤيديه، وكان آخر هذه المواقف دعوة الحزب إلى الوشاية بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومعارضى الانقلاب فى مصر بشكل عام، حيث يبدو أن الحزب تحول من المشاركة السياسية فى الانقلاب إلى المشاركة الأمنية.
