تخاريف.. هل تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عامًا؟

- ‎فيتقارير

“أخونة الدولة” مصطلح صكه العسكر بعد فوز الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب برئاسة البلاد في 2012، تداول إعلام العسكر هذا المصطلح وتم دفعه لأذرع الانقلاب في الشارع فتلقفه حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية التي شكلها الأمن أيام المخلوع مبارك، وتم تصدير الفزاعة إلى كل بيت في مصر أن الرئيس مرسي يريد أخونة الدولة، وبعد تمام الانقلاب في 30 يونيو 2013، ظهر أن عصابة العسكر نجحت في استغفال المصريين.

ومن العسكر إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتصريحاته الأخيرة، التي هاجم فيها جماعة الإخوان ووصفهم بأنهم أخطر من تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، وذلك في حوار له مع صحيفة “تايم” الأمريكية، زعم خلاله أن جماعة الإخوان هي الخطر الأعظم وليس إيران!

وتابع مزاعمه بالقول إن :”هدف جماعة الإخوان الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة”، وتابع:”حيث يأملون بأن تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عاماً”، فيما هاجم مراقبون تخاريف بن سلمان، مؤكدين أن صناعة التطرف والغلو من أبرز مقاصد آل سعود منذ نشأتهم، وتربية الأجيال عليه من مهامهم السامية، وتصديره إلى العالم من الواجبات الشرعية للسعودية.

وتبرأ بن سلمان في الحوار من «الوهابية»، وذكر أن الإسلام الذي عرفته الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة يختلف عن الممارسات التي جلبها المتشددون بعد عام 1979، والمختلفة حتى عن ممارسات النبي نفسه. ورأى أن الوهابية غريبة على المملكة.

تخاريف بن سلمان

من جانبه علق الإعلامي والمذيع المعروف بقناة “الجزيرة” جمال ريان، على تصريحات بن سلمان في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على “تويتر” تعليقا على تلك التصريحات ما نصه: ”من يحارب الاخوان كمن “يدهن الهواء بويا””

وتابع موضحا: “لأن جماعة الاخوان تنظيم فكري عالمي سلمي ، الأكثر تنظيما في الدول العربية والاسلامية ، في غياب وقمع الاحزاب السياسية الحقيقية ، وهو التنظيم الوحيد القادر على الوصول للسلطة لهذا يحاربونه حفاظا على عروشهم”.

وفي رسالة لـ “عيال زايد” أضاف جمال ريان في تغريدة أخرى:”الامارات التي قادت الثورات المضادة للربيع العربي وأسقطت الاخوان بانقلاب عسكري في مصر ، هل تقف ورا ء تراجع الامير محمد بن سلمان عن اعتبار ايران الخطر الأكبر وإنما الاخوان ،وهل سيترتب على هذا التراجع محاربة امبراطورية الاخوان من إندونيسا الى المغرب الى اوروبا وامريكيا؟”.

آل سعود كاذبون

من جانبه دان الدكتور جمال عبد الستار، رئيس الجامعة العالمية للتجديد بتركيا، الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، والقول بأن الجماعة هي من نشر الإرهاب في السعودية، وقال :”يوم أن سافرت إلى السعودية للتدريس في إحدى جامعاتها منذ ما يقرب من ثمانية عشر عاما، كانت المفاجأة حينما تسلمت المقرر لتدريسه، فإذا هو عبارة عن مجموعة من المقالات للشيح صالح الفوزان جمعها في كتاب سماه “الإرشاد في تصحيح الاعتقاد”، فهالني ما رأيت في الكتاب من تأصيل لتكفير المخالف، وجرأة عجيبة في التفسيق والتبديع، ناهيك عن الاعتداد بالرأي ونفي الرأي المخالف تماما، بل واعتباره والعدم سواء!”.

ويضيف:”فما أيسر أن تجد المعتزلة في هذا المنهج كفارا، والأشاعرة ضُلالا، والماتريدية فُجارا، والصوفية عبدة للأصنام، بل حتى الشافعية والمالكية والحنفية مخالفين للسنة خارجين عن المنهج الإسلامي! أما عن الليبرالية والعلمانية والديمقراطية، فجميعها بلا استثناء حطب جهنم، وسكان سقر، ووقود النار بحسب الكتاب!!”.

وتابع: “هذا دفعني يومها إلى تسمية الكتاب باسم مناسب لحالته، فسميته “الإرشاد في تكفير العباد”، وأدركت من ساعتها أين يُصنع الإرهاب، وكيف يُغرس التكفير في نفوس الأجيال، فسارعت مع أساتذة فضلاء إلى إدارة الكلية نعرض المشكلة، ونُرشح كتابا آخر يفي بالغرض، ويحمي الطلاب من لفحات التكفير، ومنهجيات التطرف والتفجير”.

موضحًا: “وكانت المفاجأة أن الجامعة لا تملك مجرد النظر في استبدال الكتاب! وأن تدريس هذا الكتاب على وجه الخصوص بمثابة الأمن القومي الذي لا يجرؤ أحد على المساس به أو المطالبة بتغييره!! فأدركت أن صناعة التطرف والغلو من أبرز مقاصد النظام، وتربية الأجيال عليه من مهامه السامية، وتصديره إلى العالم من الواجبات الشرعية”.