في مجازر المسلمين.. “الهجوم الشفوي” هو الرد الوحيد للعالم ولا أفعال!

- ‎فيتقارير

“المجتمع الدولي يراقب مجازر نظام بشار الأسد بحق شعبه.. وما زال يراقب!”، هذا حال الأوضاع ليس في سوريا وحدها بل في معظم بلاد المسلمين، التي يحكمها وكلاءٌ نيابة عن الاحتلال الأجنبي المباشر، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، اليوم الخميس، عبر منصته المفضلة على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنه لم يقل أبدا متى سيقع الهجوم على سوريا.

وأضاف ترامب- في التغريدة التي تعد تراجعا منه عن ضرب سوريا بعد أن توعد بتنفيذ ضربات للرد على الهجوم الكيماوي- “قد تكون قريبة جدا أو لا تحصل أبدا”، وتابع “على أية حال قامت الولايات المتحدة، تحت إدارتي، بعمل عظيم في تخليص المنطقة من داعش.. أين شكر أمريكا؟”.

وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، عن أن ألمانيا لن تشارك بضرب بشار الأسد، مشيرة إلى أن برلين لم تُستشر من أمريكا وفرنسا بخصوص ضربة عسكرية على سوريا؛ بسبب مجزرة الكيماوي الذي نفذها نظام الأسد في مدينة دوما السورية في ريف دمشق ضد المدنيين.

غضب شفوي

التاريخ الكيماوي والدموي لنظام بشار الأسد لم يكن كافيًا لبدء تحرك دولي جاد من أجل إيقاف جرائمه وحقن دماء السوريين، وربما أيقن هذا النظام المجرم أن ردود الأفعال على جرائمه لن تتجاوز الأقوال إلى الأفعال، وإذا ما حدث فهي أفعال دون المستوى ولا تشكل له تهديدًا حقيقيًا.

وبالرغم من ذلك فقد كانت حدة الغضب الدولي مختلفة هذه المرة، وهو ما رفع سقف التوقعات بشأن ما سيلاقيه نظام الأسد من عقاب على جرائمه.

فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح إلى إمكانية شن هجوم عسكري على سوريا، وبدا غضب ترامب تجاه مجزرة دوما الكيماوية واضحًا، حيث وصف بشار الأسد بـ”الحيوان”، وقال: «لا يمكننا أن نسمح بهذه الفظائع، أنتم رأيتم هذه المشاهد البشعة»، وحذر قادة سوريا وإيران وروسيا قائلًا: «إن هناك ثمنًا كبيرًا سيدفع».

وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا انتقادات لاذعة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الهجوم، وقال الممثل الروسي فاسيلي نيبنزيا، إن الحادث الذي وقع في دوما قد تم تنظيمه من قبل المتمردين، وإن العمل العسكري الأمريكي قد يكون له «تداعيات خطيرة».

أين الأفعال؟

وفيما يعد مؤشرًا على أن ردود الفعل ستنتقل هذه المرة إلى مرحلة الأفعال، قال السيناتور ليندسي جراهام: إنه يجب تصنيف «الأسد» كمجرم حرب، ويجب على «ترامب» أن يمحو سلاحه الجوي، وأضاف: «العالم يراقب الرئيس، إيران وروسيا وكوريا الشمالية تراقب الرئيس، هذا الرئيس لديه فرصة ليفعل عكس أوباما”.

ويرى مراقبون أن بشار الأسد اختار الوقت الخطأ هذه المرة لتنفيذ هجومه الكيماوي، وأنه بدلاً من أن يلتزم الصمت والهدوء لحين حسم الجدل حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وفقًا لما كان قد أعلنه ترامب مؤخرًا، عاد ليستفز ترامب بشنّ الهجوم الكيماوي، ليجبره على اتخاذ رد فعل قوي، وربما شعر الأسد أنه في ضوء رغبة ترامب في مغادرة سوريا، يمكن شنّ هجمات كيماوية غير قانونية بدون تكلفة.

فقبل عام، قام النظام السوري بهجوم بغاز السارين على بلدة “خان شيخون”، وبعدها أمر ترامب بهجوم صاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية التي أُطلق منها الهجوم، وفي وقت لاحق دمرت إسرائيل منشأة للأسلحة الكيميائية السورية، لكن هذه الإجراءات لم تردع الأسد عن القيام بهجمات جديدة.

وفيما يترقب العالم رد الفعل الأمريكي هذه المرة قال الرئيس ترامب: إنه سيعلن عن قراره للرد على الهجوم الكيماوي خلال ساعات، مؤكداً أنه ليس لديه شك في إقدام النظام السوري على شن هذا الهجوم الذي وصفه بـ«المشين والمروع والبربري». وحول إمكانية استخدام الخيار العسكري قال ترامب إن “كل الخيارات على المائدة”.

من جانبه، صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، بأنه لا يستبعد أي خيار للرد على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وقال: «أنا لن أستبعد أي شيء في الوقت الحالي»، وأضاف: «أول شيء يتعين علينا النظر فيه هو لماذا لا يزال هناك استخدام للأسلحة الكيماوية في الوقت الذي تضطلع روسيا بالقيام بدور الجهة الضامنة لإزالة جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا».

سيناريوهات الرد

ويرى خبراء أن الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ربما تمسّ بعض القواعد العسكرية لنظام بشار، كما حدث قبل عام، حين وجهت البحرية الأمريكية ضربات صاروخية ضد مطار الشعيرات في محافظة حمص. لكنهم لا يتوقعون أن تقدم أمريكا على أكثر من ذلك، لأن الروس لن يسمحوا للأمريكان بأكثر من ذلك، وواشنطن تعرف هذا جيدًا.

لكن مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، رصدت عددًا من السيناريوهات الأخرى التي يمكن أن يقدم عليها الرئيس ترامب بعد توعده بـ”دفع ثمن باهظ” بسبب الهجوم “الكيميائي”. وأول هذه السيناريوهات هو حدوث تدخل عسكري ضخم ضد نظام الأسد، وهو ما يمكن أن يكلف واشنطن فاتورة باهظة جراء تغيير التوازن العسكري والسياسي في سوريا.

أما السيناريو الثاني فيتمثل في تدخل عسكري محدود للضغط على الأسد ومنعه من استخدام الأسلحة الكيميائية، مع التلويح بورقة إعادة الإعمار وزيادة الدعم للمتمردين السوريين، ويشمل السيناريو الثالث تدخلا دبلوماسيا وإنسانيا مثل دعم اللاجئين السوريين في دول الجوار، وقيادة الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا، فيما يذهب السيناريو الرابع إلى إمكانية سحب القوات الأمريكية بشروط.