شيخ الطبالين مصطفى بكري، المؤيد للانقلاب العسكري، شن هجوما عنيفا على عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، بسبب تأييد بكري المطلق للمجرم بشار الأسد، وحتى مع مجزرة الكيماوي الأخيرة التي ارتكبها بشار في دوما وراح ضحيتها مئات الأطفال والنساء، أما موسى الذي يدين بـ”الناصرية” مثل بكري فلا يختلف عنه في التطبيل للقتلة سواء في مصر أو سوريا، إلا أن طبلة “بكري” أعلى قليلا من طبلة موسى ولذلك اختلفا.
المطبلاتي بكري اتهم رفيقه الناصري عمرو موسى بتبني الرواية الأمريكية بالتسليم بأن نظام الأسد ضرب المدنيين بالكيماوي في دوما، معلقا: “تبنى موسى الرؤية الأمريكية مستبقا نتائج التحقيق الدولي، لكنني حقيقة لا أستغرب، لأنه أيضا تبنى تبريرات كاذبة عن ليبيا عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية، وأعطى لحلف الناتو الاستعماري شرعية التدخل لقتل أبناء الشعب الليبي”.
ظل مصطفى بكري مخلصا لخطه الناصري، طالما أن ذلك يجلب له ملايين الدولارات، حتى مع سجود العسكر في محراب إسرائيل، سجد خلفهم وبرر خيانتهم لـ”الأمة العربية” التي يدندن حولها بكري في برامجه ومقالاته، وسجل انقلابا فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية.
مؤامرة ضد حماس!
هكذا صاح مصطفى بكري قبل سنوات في ظهور تلفزيوني له، مدافعا بقوة عن حركة المقاومة التي تدير قطاع غزة. تصريحات انسجمت مع زيارته للقطاع عام 2010، وحصوله على درع تكريمي من رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية.
بعد انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي في 2013، تحولت “حماس” عند مصطفى بكري إلى كيان إرهابي، يتهمه بالمسئولية عن العمليات ضد الجيش المصري في سيناء، كما يتهمه بالتنسيق مع داعش، وهي نفس الاتهامات التي وجهها مسئولون إسرائيليون مرات عديدة لحركة حماس، أي أن الخطاب الإسرائيلي تطابق مع خطاب بكري “الناصري” عدو إسرائيل!.
والأغرب أن اتهامات بكري للحركة تطورت لتصبح اتهامات بالتنسيق مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية في غزة، وفي جريمة النظام السوري الأخيرة رفض بكري ما أسماه محاولات “التشكيك” بالموقف الروسي، متهما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بتحريض الولايات المتحدة على “الاعتداء السافر” على سوريا.

وأضاف بكري مخاطبا موسى: “عن أي قومية تتحدث!، وأي عروبة التي كنت الأمين العام لجامعتها!، كفّ عن هذا العبث، وارحم نفسك، وارحم شهداء سوريا وارحمنا من هذا الغثاء، غدا التاريخ يكتب صفحاته، وحتما سيكون لك نصيب كبير في صفحاته المجللة بالسواد”.
وتابع: “يؤسفني أن أقول إنك تتبنى موقف العدوان الثلاثي، فينك يا شعبان يا عبد الرحيم لتعيد صياغة أغنيتك (بحب عمرو موسى وأكره إسرائيل)”.
انقلابات الناصريين
يقول الكاتب والمحلل السياسي أسامة رشدي: “ثمة علاقات خاصة ووثيقة، تربط بين الناصريين المصريين والانقلابات، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصل إلى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري أطلق عليه بعد ذلك اسم “ثورة 23 يوليو 1952″، وهو انقلاب عده العديد من الباحثين سببا في تشجيع وإلهام ضباط، في دول عربية عدة للاقتداء به، فجاء معمر القذافي وصدام حسين وحافظ الأسد بانقلابات عسكرية، أدت إلى تدمير هذه الدول”.
وتابع: “بعد أن قام عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو عام 2013، بالانقلاب على نظام الرئيس محمد مرسي، عاد الناصريون إلى سيرة التأييد المتحمس للانقلابات، إذ روج العديد منهم أن السيسي، يمثل امتدادا لجمال عبد الناصر”.
موضحا “لكن المثير للدهشة هو أن تأييد انقلاب السيسي دمر المبادئ الرئيسية للتيار الناصري التي يقدم بها نفسه للجماهير، والتي تتلخص في مساندة القضية الفلسطينية وحركات المقاومة، ومعاداة إسرائيل أو التطبيع معها، بعد أن وضع نظام السيسي الناصريين المصريين، في مواجهة واضحة مع تلك المبادئ، نتيجة سياساته المغايرة لسياسات عبد الناصر ظاهريا”.