“حذاء محمد صلاح أفضل من عباية محمد بن زايد”، كانت هذه تغريدة من عشرات التغريدات التي انطلقت في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق اللاعب الدولي المصري المحترف بنادي “ليفربول” الإنجليزي، محمد صلاح، إنجازًا أسطوريًّا جديدًا؛ إذ حصد جائزة أفضل لاعب في موسم 2017-2018 في إنجلترا.
واعتادت الشعوب العربية قبل ثورات الربيع العربي على دفن أوساخهم دائماً تحت السجادة، فبدل أن يتخلصوا من القذارات، كانوا دائماً يحاولون إخفاءها كي لا ينفضح أمر طغاتهم، أو كي لا يعترفوا بواقعهم، ويرى مراقبون أن أهم مراحل العلاج هو التشخيص، فلا قيمة لعلاج يتجاوز التشخيص.
يقول الناشط صلاح أبو كريم:”عندما نضع يدنا على المرض، عندئذ يصبح اختيار العلاج سهلاً جداً. لكننا دائماً اعتدنا على تغطية عيوبنا وأمراضنا. ونحن نعلم إذا كان لديك دمل على يدك، فلا يمكن أن تعالجه بتغطيته بمنديل ورقي، بل يجب أن تعرضه على الطبيب كي يداويه أو يستأصله. أما التستر عليه بالمناديل فلن يحل لك المشكلة”.
وحصل محمد صلاح، على العدد الأكبر من الأصوات في الاستفتاء الذي يضم أصوات اللاعبين خلال الفترة الماضية، ليتفوق على منافسيه، يقول الإعلامي فيصل القاسم، في تغريدةٍ على حسابه بموقع “تويتر” اللاعب المصري، بشكلٍ خاصّ، مقارنًا إنجازه بالنسبة للشعوب العربية مع “الطغاة الذين يحكمون بعض الدول”.
وكتب “القاسم”: “حذاء اللاعب المصري الشهير محمد صلاح جلب للعرب عزة وكرامة وسمعة طيبة بالأطنان، وجعل اسم العرب طنانًا رنانًا في أرجاء المعمورة”، وأضاف متسائلًا: “هل جلب لنا الطغاة العرب يا ترى غير المهانة والذل والعار؟ عاش حذاء محمد صلاح”.
وقالت الناشطة الصحفية فاطمة مظهر :” اى والله ولنا الشرف بابن الوطن المصرى حكام عرب البلاطجه ابن زايد رئيس الخمارات العربيه والملحد الكافر محمد ابن سلول الذى حول بلاد الحرمين لكباريه بامر من الخرتيت ترامب واحفاد القرده الخنازير العملاء تحت احذيتهم النجسه بما فيهم القزم مغتصب مصر ومقدراتها وبناتها وقاتل خيرة شبابها”.
وبات “صلاح” ثاني لاعب عربي وإفريقي ينجح في حصد هذه الجائزة العريقة بعد الدولي الجزائري، رياض محرز، نجم ليستر سيتي الذي توج بها الموسم قبل الماضي بعد قيادة فريقه للتويج بلقب البريمييرليج في مفاجأة من العيار الثقيل.
في روايته الخالدة “ممر الفئران” يحكي المؤلف والروائي الراحل د. احمد خالد توفيق عن “الشرقاوي”، الرجل الذي دخل في غيبوبة عميقة، ليجد نفسه فجأة في عالم يسوده الظلام، يتذكر على الفور قصة ه. ج. ويلز الشهيرة عن بلد العميان، لكنه لا يجد المبدأ الشهير “في بلد العميان يغدو الأعور ملكًا”.
بل يجد قومًا تخلوا عن النور بمحض إرادتهم فقط في سبيل الحق في الحياة بلا أدنى نوع من المميزات، والتي احتكرها حاكم غامض يُدعى “القومندان” استطاع إخضاع العالم لسيطرته بعد أن أخفت سُحب سوداء نور الشمس، وتطويع الشرطة لتكون تحت إمرته، لينهب خيرات العالم كله في قلعته التي تقع فوق مستوى السحب السوداء، ويحظى وقادته بكل ما لم يُتاح لبشري اعتاد أن يعتبر النور هرطقة وصلت لمرتبة الخيانة العُظمى، فهل كان “القومندان” تجسيداً فعلياً للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؟!
وليس بعيداً عن السفيه السيسي يأتي ذكر ولي عهد السعودية وحاكمها الفعلي محمد بن سلمان، الذي بات يظن أن بإمكانه أن يأتي بالرئيس الفلسطيني الكهل محمود عباس ويجبره على الامتثال إليه، وذلك حين خيره بين أن يقبل بالشروط –لا قدس ولا حق عودة– أو أن يخلي الموقع لشخص آخر قادر على فعل ذلك، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر متعددة.
ولقد ذكر العديد من المسئولين بأن محمد بن سلمان حاول تحلية الصفقة من خلال الإعراب عن استعداده لتقديم دفعة مالية مباشرة لعباس، ولكن هذا الأخير رفض ما عرضه عليه، وجاءت تهديدات محمد بن سلمان منسجمة ومتناسقة مع كتابات صدرت عن عدد من الكتاب والصحفيين السعوديين المصرح لهم بالكتابة، نأوا فيها بأنفسهم عن القضية الفلسطينية ودعوا إلى تطبيع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني.
وأمام حذاء محمد صلاح الذي جلب السعادة لملايين العرب، يقف محور عصابة الشر الذي يقف من وراء ترامب وعلى رأسهم محمد بن سلمان، محمد بن زايد، والسفيه عبد الفتاح السيسي، هؤلاء جميعاً يعتمدون شخصياً على ترامب، وما كان لا حصار قطر ولا محاولة إجبار الحريري على الاستقالة من منصبه كرئيس لوزراء لبنان، ولا تحطيم مجلس التعاون الخليجي وإنشاء تحالف عسكري واقتصادي بين السعوديين والإماراتيين، أن يحصل بدون ضوء أخضر من ترامب.
لقد مكن ترامب محمد بن سلمان من أن يقوض أعمدة الدولة السعودية، وأن ينهب ثروات أبناء عمه وكل ذلك باسم التحديث والإصلاح، ولكن هم أيضاً سمحوا لترامب بأن يفرض حظراً على دخول المسلمين إلى أمريكا وبأن يعيد تغريد ما يقوله الفاشيون البريطانيون عن المسلمين.