“هالله هالله عالفانلة” .. فلنصل إلى كأس العالم أولًا ثم فليذهب كل شيء آخر إلى الجحيم، إن كنت واحدا من المصريين الذين غسل إعلام الانقلاب عقولهم وانتظروا تأهلهم للمونديال بعد 28 عامًا، فلابد وأنك سمعت هذه العبارة مرارًا على مدار العامين الماضيين، المهم عند عصابة العسكر هو الوصول للمونديال، أن تنال العصابة شئ من الشرعية هناك وأن نشاهد السفيه عبد الفتاح السيسي يتمسح في المنتخب، مثل حيوان أجرب.
ويواصل هاشتاج #ارحل_يا_سيسي ظهوره ضمن قائمة الأكثر تداولاً على موقع “تويتر”، في مصر، كما انتشرت صورة للسفيه السيسي، حاملاً كأس العالم، علماً أنها التقطت أثناء استقباله للبعثة الرسمية لكأس العالم للأندية، في الندوة التثقيفية الخاصة بالقوات المسلحة.
لازم “النحس” كرة القدم المصرية منذ انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، بعد سلسلة الفضائح التي تعرضت لها نتائجها، سواء على مستوى المنتخب الوطني، أو الأندية، أو لاعبي الداخل، أو محترفي الخارج، واعتبر مراقبون 2018 أسوأ عام مر على الكرة المصرية منذ مطلع هذا القرن، وتساءلوا: هل يستمر “النحس” في ملازمتها، في حال استمرار انقلاب السيسي؟

وكانت كتائب السفيه السيسي الإلكترونية قد استغلت في وقت سابق الصورة لدعمه في مسرحية الانتخابات، وروجت الأذرع لفكرة إمكانية حصول مصر على الكأس في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، من دون أي مبررات مقنعة لذلك، ورد عليهم معارضي الانقلاب بالسخرية من الصورة وسط موجة “كوميكس”، وتبنوا تغريدة كانت الأشهر تسخر من موجة تطبيل الدولة له؛ “كأس العالم يؤيد السيسي”.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل:” أكبر مكاسب مصر الحقيقية من مونديال روسيا أن التعويذة الملوثة بكل عوادم النصب والإسفاف والتضليل قد أبطل مفعولها، وأن الشعب رأى بنفسه كيف يتحول دافع الضرائب المطحون إلى بقرةٍ يحلبها الدجالون يومياً كي ينفقوا على مهرجانات الخرافة والوطنية المزيفة”.
واستغل السفيه السيسي قبل أشهر من مونديال كأس العالم في روسيا لقاءه باللاعب الدولي محمد صلاح في ترميم صورته المتهاوية شعبيا، وقد تعرض اللاعب لضغوط وابتزاز لكي يتم اللقاء، منها إلحاقه بالخدمة العسكرية، وبالتالي عدم السماح له بمواصلة مشوار احترافه بالخارج، مؤكدين أنه لهذا السبب ربما يكون قد أُجبر على إعلان التبرع بخمسة ملايين جنيه لصندوق “تحيا مصر”، والذهاب للقاء السفيه السيسي، في محاولة تجميل صورة الانقلاب خاصة مع فشل نجوم الفن و الإعلام في هذه المهمة.
وتزايدت الانتقادات على قيام حكومة الانقلاب بإهدار الملايين من أموال الشعب على تسفير عدد من الفنانين والراقصات لروسيا بدعوى تشجيع المنتخب الوطني، بينما يتهم نشطاء هؤلاء بإخراج لاعبي المنتخب عن تركيزهم مؤكدين أنهم يشبهون وفد علاء وجمال مبارك سنة 2009 إلى الخرطوم في مباراة الجزائر الفاصلة والتي انتهت بفضيحة من العيار الثقيل وعدم تأهل المنتخب لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا بعد الهزيمة بهدف من الجزائر.
وبعد انتهاء مسرحية عصابة السفيه السيسي في كأس العالم بروسيا، خرج إعلام العسكر متهماَ الشعب بالتقصير، ما يؤكد أن طقوس السفيه السيسي لجلب الشرعية، لكن الشرعية لا يمكن أن تأتي بها كرة القدم، حتى وإن فاضت باسمه إعلانات الفضائيات، فيكفي أنه منقلب على السلطة الشرعية.. وحسبنا أن لا شرعية يمكن أن تنمو وتحيا إلا بسقوط الانقلاب.