نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا جددت فيه التأكيد على مخاوف الطغاة العرب من التطورات التي يشهدها السودان، وخاصة انها تمثل تهديدا كبيرا للتحالف الذي تشكل بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأكدت الصحيفة أن العبء على الثورة السودانية أصبح الآن أثقل، لكن المكافأة، إذا نجحت، هي هز عروش جميع المستبدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقالت الجارديان إن الأيام التي كانت فيها السعودية تسعى إلى السيطرة على المنطقة عبر إغداق الأموال على المدارس والأحزاب في العالم العربي وجنوبي آسيا لدعمها منهاجها الدينية، أضحى أمرًا من الماضي البعيد، وتابعت بالقول إن السعودية تبنت اليوم دورا مدروسا أكثر يتمثل بالعمل على التغيير السياسي للبلاد كلما كان ذلك ممكنًا.
وأشارت إلى أنه بعد أيام قليلة من عزل الرئيس السوادني عمر البشير، عمدت السعودية إلى تقديم مساعدات انسانية للخرطوم بالتعاون مع دولة الإمارات بنحو 3 مليارات دولار أمريكي لدعم الاقتصاد السوداني والحكومة الانتقالية السودانية في البلاد، وذلك لتكرار السيناريو المصري مجددا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من متاعب السعودية الاقتصادية داخليا، إلا أن ثروتها السيادية ما زال ينظر إليها كأداة حرب ضخمة يتم حشدها لضمان استمرارها، وتابعت أنه على الرغم من أن العائلة المالكة السعودية تحتكر السلطة بشكل كامل إذ تعمد إلى إعدام المعارضين في الداخل والخارج، إلا أن السودان أثبت أن تغيير النظام نادرا ما يتعلق بالتقنيات لا يتعلق الأمر أبدا بالقوة العسكرية ضد المعارضين: إنها تتعلق بالإرادة الشعبية إذ لا يمكنك إعدام الجميع.
وأشارت إلى أن إخفاقات الربيع العربي كانت بمثابة نعمة للحكومات في الشرق الأوسط، وكانت الحكمة منها أنه “لن ينبثق منها أي تغيير”، إلا أن السودان يعبث بهذه الحكمة الإقليمية التقليدية.
وأردفت أن المتظاهرين السودانيين عازمين على مواجهة الحكومة الانتقالية ويطالبون بالحكم المدني ويشنون حربا ضد البشير وبقايا نظامه الذين ما زالوا في السلطة، إلا أن الأزمة تكمن في كيفية مواجهتهم السعودية وحلفائها الأقوياء في المنطقة الذين يدعمون الحكومة؟