قدوة في العطاء، كان يستمد منه إخوانه الهمة والثبات ومواصلة الجهاد، سباق في تفكيره وهمته فقد أبصر القدس ببصيرة قلبه، ووضع أولى القبلتين نصب عينه، فكان حقا على الله أن يكرمه بالشهادة ليلحق برفاق دربه، الشهيدين القساميين محمد هارون، ويوسف ثابت، إنه الشهيد القائد الميداني القسامي “عبد الله إبراهيم أبو ملّوح” الذي ارتقى إلى العلا شهيدا بإذن الله، بعد أن ترك بصمةً حية في كل ميدان جهاد وإعداد.
بصمة في كل ميدان
عبدالله شقيق الشهيد يروي قصته فيقول: “رأينا في أبي محمد رحمه الله أنه العابد الزاهد منذ زمن، وكان يعرف بصلابته وشدته في العمل في سبيل الله، ونرى في وجهه حب الشهادة في سبيل الله”.
وأضاف عبدالله أن شقيقه كان قريبا من الله تعالى، ورغم قلة كلامه وحديثه مع الآخرين، إلا أنه كان يشجع المجاهدين وأهل بيته على الجهاد والعمل في سبيل الله.
وتابع: “كان يطمح دوما بأن يضع له بصمات مميزة في كل الميادين سواء ميادين الجهاد، أو ميادين العمل الخيري والاجتماعي، وكان بارا بوالديه، وواصلاً لرحمه دون انقطاع، صديقا لزوجته وأهل بيته يحبه جميع من حوله”.
واختتم شقيق الشهيد حديثه بالقول: “لن نقول إلا ما يرضي ربنا، ونقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فراق ابنه، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراق عبد الله لمحزونون، نسأل الله أن يتقبله في عليين”.
محطات في حياة الشهيد
وروى أبو خليل القائد الميداني في كتائب القسام، شهادته حول الشهيد القائد الميداني عبد الله إبراهيم أبو ملوح “أبو محمد” قائلا:” التحق في كتائب الشهيد عز الدين القسام مطلع العام 2006م”.
وأضاف أبو خليل: “برع شهيدنا في العديد من المجالات العسكرية والقتالية، حيث تنقل بين الكثير من الوحدات القسامية، فكان عضوا بارزا في وحدة التدريب، ومجاهدا نشطا في وحدة الدروع، ويحفر الأرض بصحبة وحدة الأنفاق، واختتم حياته بالعمل في التصنيع العسكري القسامي”.
وأوضح أبو خليل أن أبو ملوح شارك في التصدي لقوات الاحتلال في “معركة الفرقان” ومعركة “حجارة السجيل” ومعركة “العصف المأكول”، وتنقل مجاهدا مرابطا في العديد من المناطق، وشارك في الكثير من المهمات القسامية الخاصة.
وأشار أبوخليل إلى أن الشهيد القائد الميداني عبد الله أبو ملوح والشهيد علاء البوبلي، ارتقيا بعد استهداف طائرة صهيونية لموقع للمقاومة وسط قطاع غزة، ليلتحق عبد الله برفاق دربه الشهداء محمد هارون ويوسف ثابت على ذات الدرب.