رسالة تركية لإنقاذ الدعاة من مقصلة إعدام “بن سلمان”

- ‎فيعربي ودولي

وجَّه ياسين أقتاي، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، دعاه فيها إلى التراجع عن إعدام عدد من علماء الإسلام ودعاته، على رأسهم الدكتور سلمان العودة، والدكتور عوض القرني، والدكتور علي العمري.

وقال أقتاي في رسالته: إن “سبب مخاطبتي لكم بهذه الطريقة هي رغبتي في تحذيركم من خطر عظيم يدنو منكم، خطر سيجر دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية. أرجوكم أن تتأكدوا من أنني لا أريد بما سأقوله سوى الخير والسلامة والسعادة لكم. لا أتحدث وبداخلي ولو ذرة من الخصام”.

وأضاف: “ربما يكون نجلكم ولي العهد لا يحمل مشاعر إيجابية تجاهي بسبب واقعة خاشقجي، ويحاول أن يصورني وكأنني عدو لكم ولبلدكم، لكن أقول لكم بكل إخلاص إننا لم نرد والله أبدا أي سوء لكم، ولم نعتبر أبدًا أن المطالبة بالعدل في قضية خاشقجي إساءة لكم، فنحن أمام جريمة قتل إنسان بريء ظلمًا وعدوانًا بطريقة وحشية”.

وتابع أقتاي: “إن الأمر الذي يقودكم إلى الكارثة لن يسعدنا مطلقًا، بل تأكدوا من أننا سنحزن أكثر منكم”.

وأضاف أقتاي أن “العلماء هم ورثة الأنبياء، وكل عالم منهم يمثل عالَما بمفرده، ولهذا فإن موت العالِم يشبه موت العالَم، وإن قتل العالِم يكون كقتل العالَم. ولنتذكر الحكم الذي أنزله الله على بني إسرائيل: من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا. فالجريمة التي ارتكبها قابيل بعدما قتل الإنسانية كانت سببًا في هلاكه وكان أول الخاسرين”.

وأشار إلى أن “قتل العالِم يشبه قتل رسول، ولقد لعن الله بني إسرائيل لأنهم قتلوا رسلهم بغير حق. ومنذ ذلك اليوم لم يجتمع شملهم وشتتوا في بقاع الأرض. لا تعتقدوا أنهم مرتاحون اليوم، فنهايتهم هي الخسران حتى لو عقدوا اتفاق القرن أو حتى الألفية”.

ولفت إلى أنه سنحت له الفرصة للتعرف إلى الداعية سلمان العودة عن كثب، وقال: “قرأت كتبه وتابعت محاضراته، ووالله ليس لدى الرجل أدنى أثر من التطرف الذي تنسبونه له، ففي الوقت الذي كان يشجع علماؤكم الرسميون الشباب على الجهاد في أفغانستان، كان يقول: ما شأن الشباب السعودي وأفغانستان، وكان يقول إنه ليس هناك طريق للجهاد هناك. وفي الوقت الذي كان يحرم علماؤكم الرسميون بشدة قيادة النساء للسيارة، كان يقول إن النساء على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كن يركبن الجمال والخيول، وإنه لا يفهم لماذا يختلف الوضع اليوم عما كان عليه في فجر الإسلام”.

كما كان في الوقت الذي يقول فيه علماؤكم الرسميون إن المسلمين لا يمكن أن يعيشوا في سلام مع غير المسلمين، لينشروا بين الناس الحقد والكراهية، كان هو يقول إن معاملة غير المسلمين الذين لا يكنون العداء للمسلمين بالحسنى والتعايش معهم، في سلام يعتبر من تعاليم الخالق عز وجل.

وشدد على أن اتهام سلمان العودة بالتطرف “بهتان كبير”، إذ إنه على عكس ذلك تماما، فهو عالم إسلامي عطوف في غاية الاعتدال، يحبب الناس في الإسلام بفضل خطابه المألوف لدى الشباب والإنسان العصري.

وكان حساب “معتقلي الرأي” في السعودية قد قال، في سلسلة تغريدات على موقع تويتر، إن الدعاة “سلمان العودة وناصر العمر وعوض القرني” لا يزالون في العزل الانفرادي، وسط ظروف احتجاز سيئة للغاية.

أما فيما يتعلق بالداعية علي العمري فقال الحساب، إنه تأكد من خبر نقله إلى سجن مخصص لممارسات التعذيب، تابع للديوان الملكي، كان يشرف عليه سعود القحطاني، والآن يشرف عليه فريق لا يقل عنه سوءًا، وأضاف الحساب أن العمري منذ بداية شهر رمضان في وضع صحي سيئ ويتم تكبيله بشكل شبه دائم.

وترافقت التقارير عن توقعات بتنفيذ أحكام إعدام في السعودية بحق الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، مع شهادات عن تعرضهم للتعذيب ولمعاملات وصفت بالمهينة في سجونهم، وترسم هذه الشهادات صورة صادمة عن واقع السجون السعودية.