“حية التبن”.. هكذا احتال السيسي بالتمويه قبل مجزرة الخرطوم

- ‎فيتقارير

تواترت أنباء أن مجزرة الخرطوم التي ارتكبها الجيش السوداني بحق المعتصمين المدنيين خططت لها وقادتها غرفة عمليات بأسوان من 12 ضابط من بينهم عناصر موساد بقيادة عميد جيش مصري يدعى عبد الرحمن المنشاوي، وأكد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، تعليقا على المشهد الدامي في السودان أن قضية السودانيين والعرب الآن هي الدفاع عن استقلال قرار دولهم أمام “ثلاثي الشر التابع لإسرائيل” وهي دول مصر والإمارات والسعودية.

وقال “المرزوقي” إن إراقة الدماء في ميدان الاعتصام بالخرطوم لم تفاجئه؛ لأن قادة المجلس العسكري السوداني ذهبوا للخارج لنقل المعلومات وتلقي التعليمات من “ثلاثي الشر”، وأشار إلى دور حكومات مصر والسعودية والإمارات في تمويل الثورات المضادة والتآمر على قمع الشعوب العربية.

محاربة الإسلاميين

واتهم “المرزوقي” الدول الثلاث بالتدخل السلبي في اليمن والسودان وليبيا وتونس بالمال الفاسد والإعلام، مضيفا: “تتدخل في كل الدول وحتى في بلدان قوية مثل الجزائر والمغرب”، وأشار إلى أن شعار محاربة الإسلاميين في السودان سقط في فض الاعتصام، لأن الثورة لا يقودها الإسلاميون؛ ما يعني أن “ثلاثي الشر يحارب هبة الشعوب والحرية واستعادة الثروات الوطنية”.

وأشاد “المرزوقي” بسلمية الحراك السوداني، وطالب الثوار بالابتعاد عن العنف الذي “يريد ثلاثي الشر جرهم إليه”، وذكّر بأن الحركات العسكرية في السودان لم تستطع إسقاط نظام “عمر البشير”، في حين تمكنت الثورة من ذلك في أشهر قليلة؛ ما يؤكد قوة الاحتجاجات السلمية.

وحث الرئيس التونسي السابق الجيش السوداني على الاقتداء بنموذج بلاده، حيث تحمي القوات المسلحة الشعب والثورة وترفض أن تكون أداة عند طاغية، على عكس النموذجين السوري والمصري، حيث تحول الجيش إلى قوات احتلال داخلية تقتل المواطنين وتقصفهم.

وتتهم قوى المعارضة السودانية المجلس العسكري بالعمل على فض الاعتصام بالقوة، واستخدام الرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل، واستهداف عضو فريق التفاوض “عباس مدني”، بإصابات في أماكن متفرقة من جسده.

يقول الناشط ماهر اليوسفي: “راجع كلمة السيسي في مؤتمر القمة بمكة وستكتشف تمويه لما هو مبيت من خطة أسفرت عن مجزرة فض اعتصام الخرطوم.. لا تنسى السيسي مدرب وفق خبرة جهاز أمني ومخادع نسناس”، ويوافقه الناشط محمد ربيعة الكواري، بالقول: “بالأمس كانت مجزرة رابعه واليوم مجزرة الخرطوم وغدا ليبيا والجزائر هذا مايريده الطغاه السيسي ومبس سلمان.. اللهم ارحم الشهداء”.

لا تفاوض مع القتلة

ويضيف الناشط اليوسفي: “جعلنا السيسي نندهش أثناء إلقاء كلمة في مؤتمر القمة العربية في مكة حين تحدث عن الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر، وتحقيق تطلعات الشعبين، وأظهر نفسه وكأنه حريص، حينها كان السيسي يعمل تمويه على ما سيأتي بعد يومين من مجزرة فض اعتصام الخرطوم،وانكشف تمويه حية التبن في كلمته المتلفزة”.

وتراوحت المواقف الدولية والعربية، من فض الاعتصام بين التنديد باستهداف المحتجين، والدعوة لاستئناف المفاوضات، ومطالبة المجلس العسكري بالتعجيل بتسليم السلطة للمدنيين، بينما نفى المجلس العسكري الانقلابي في السودان استهدافه فض اعتصام الخرطوم، قائلا إنه “استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام، التي وصفها بـ”البؤرة الإجرامية الخطرة”.

وفجر يوم الإثنين الماضي 3 يونيو الموافق وقفة عيد الفطر، اقتحم الأمن السوداني ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم، حيث سُمع دوي رصاص كثيف، وسقط قتلى وعشرات الجرحى أثناء فض الاعتصام، وفقا للجنة أطباء السودان.

وبثت وكالات الأنباء الدولية نقلا عن هواتف شهود العيان والثوار صورًا لاشتعال نيران في ميدان الاعتصام وسط إطلاق كثيف للرصاص، وأظهرت صور مباشرة قوات سودانية تنتشر في ساحة الاعتصام، وتضرب المعتصمين بالعصي، وقال تجمع المهنيين السودانيين، إن المعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم يتعرضون لمجزرة دموية في محاولة غادرة “لفض اعتصامنا الباسل”، ودعا إلى العصيان المدني الشامل وتصعيد التظاهرات السلمية حتى سقوط المجلس العسكري الانتقالي.

من ناحية أخرى، قال الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري الانقلابي: إن ما يجري يستهدف منطقة كولومبيا المتاخمة للاعتصام وليس منطقة الاعتصام، نافيًا الاعتداءات على المشافي،ودعا للعودة إلى المفاوضات، وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية غير حكومية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة فض الاعتصام بمحيط مقر القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم، إلى 101 قتيل، فضلًا عن مئات الجرحى. بينما قالت المعارضة إنه “لا تراجع عن المقاومة ولا تفاوض مع القتلة”.

وقالت اللجنة، في بيان نشرته على حسابها بموقع “فيسبوك”، اليوم الأربعاء، إن عدد القتلى ارتفع إلى 101 شخص على الأقل، بعد مقتل المواطن مصطفى رابع محمد صالح (33 عاما) بطلق ناري في الرأس من قوات المجلس العسكري، مع وقوع عدد من الإصابات تم إسعافها إلى المستشفى”، من دون مزيد من التفاصيل.