أصابع الشرّ.. هل سقطت “مسبحة السيسي” في انقلاب إثيوبيا الفاشل؟

- ‎فيتقارير

محاولة انقلاب فاشلة في إثيوبيا على حكومة إقليم أمهرا شمال البلاد، تسفر عن مقتل رئيس الأركان الجنرال سعاري مكنن، والجنرال جزائي أبرهة، وحاكم الإقليم الدكتور أمباتشو مكنن ومستشاره، وقالت السلطات إن قائد المحاولة هو رئيس جهاز الأمن في الإقليم، أي أنه "سيسي إثيوبي جديد"، وذلك بعدما تكشّف أن قائد الجيش السابق وراء محاولة الانقلاب الفاشلة!.

وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي، أسفر انفجار استهدف فعالية يحضرها رئيس الوزراء الجديد حينها أبي أحمد، عن مقتل أشخاص، ونجاة الأخير من محاولة اغتيال، وتشاء الصدف أن تحيي إثيوبيا ذكرى هذا الحادث بمحاولة انقلاب لا تزال تدور رحاها الآن في عدة مناطق.

وبينما اتهم الحزب الحاكم في أمهرة، في بيان، مسئولًا أمنيًّا سابقًا أُفرج عنه من السجن منذ تولي أبي الحكم، بإذكاء أعمال العنف في الولاية، تحدث صحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن رئيس المخابرات الحربية، الجنرال حسن إبراهيم، الذي يقال إنه قيد الحبس المنزلي، وهو الأمر الذي نفاه مسئولون.

ويُعد أبي أحمد أول رئيس وزراء من عرقية أورومو، وأول رئيس وزراء من أصل مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا، وهو مولود لأب مسلم من عرقية أورومو، وأم مسيحية من عرقية أمهرة، ومتزوج من زوجة مسيحية أمهرية، بحسب مواقع إفريقية.

محور الشرّ العربي!

ولا يمكن إخراج محاولة الانقلاب في إثيوبيا عن سياق انزعاج دول الثورات المضادة، من الدور الذي تلعبه إثيوبيا ورئيس وزرائها تحديدا في دعم الاستقرار في القارة السمراء، وهو نقيض ما يسعى إليه محور الشر السعودي الإماراتي الصهيوني السيساوي، من تفتيت للدول ورواج سوق الميليشيا لتسهل له السيطرة على الجزر والموانئ وتمرير الصفقات.

يقول الدكتور مهنا الجبيل، مدير المركز الكندي للاستشارات الفكرية: "الانقلاب الفاشل في إقليم أمهرة بإثيوبيا لا يُقرأ كانقلاب مناطقي، خاصة بعد اغتيال قائد الجيش، وتفاصيل المشروع العسكري، فالمؤشر واضح بأنها محاولة لإسقاط المشروع الديمقراطي الوليد في أديس أبابا، الذي تقدم به آبي أحمد، ولا يمكن استبعاد الصراع الإقليمي المحموم والدور العربي فيه".

تقول الناشطة مها عبد الرؤوف: "إثيوبيا لها دور كبير بتهدئة الوضع، فالقارة وخاصة السودان طبعا معجبش اللي بالي بالكم.. هوب محاولة انقلاب.. بس رئيسها فاهم قتل قائد الجيش ومعاونيه، وفي نص ساعة أنهى الانقلاب وقال ياللي بتلعبوا هنا هفضحكم استخبى يا السيسي أنت وشيطان الإمارات".

ديمقراطية إثيوبيا

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، اليوم الأحد، أن رئيس الأركان قتل في منزله بالعاصمة أديس أبابا على يد حارسه الشخصي، وأن السلطات ألقت القبض على الحارس. وأضاف المكتب في بيان أن جنرالًا متقاعدًا قتل مع رئيس الأركان، وأكد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في خطاب متلفز ألقاه مساء أمس، وهو يرتدي زيًّا عسكريًّا، إصابة رئيس الأركان بجراح في إطلاق نار مرتبط بالمحاولة الانقلابية التي وقعت في أمهرا.

ونُقل عن آبي أحمد قوله، إن ميكونين أصيب حين كان "ينسق ويقود عملية الرد على المحاولة الانقلابية بإحساس عال بالمسئولية"، وأوضحت متحدثة باسم رئيس الوزراء للصحفيين اليوم أن "فرقة قتل" يقودها رئيس جهاز الأمن في أمهرا اقتحمت اجتماعا حكوميا بعد ظهر أمس السبت، فأصابت حاكم الإقليم أمباتشو ميكونين إصابة قاتلة، وأضافت أنه بعد قليل قُتل رئيس هيئة الأركان الجنرال سيري ميكونين في عملية وصفتها بأنها "هجوم منسق".

وعلى خلاف ما يقوم به جنرال إسرائيل السفيه السيسي من القمع والقتل والتنكيل في مصر، وأيضا على خلاف ما يقوم به "ابن سلمان" و"ابن زايد" في السعودية والإمارات، ومنذ صعود آبي أحمد إلى السلطة بإثيوبيا في أبريل 2018، قام بالإفراج عن السجناء السياسيين ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية، ومحاكمة مسئولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لكن العنف العرقي المدعوم من الخارج اندلع في مناطق كثيرة، منها أمهرا.