لم تطلب حكومة الاحتلال الصهيوني من خلال أي من الوسطاء، بفتح قضية المفقود من أصل إثيوبي “أبراهام منغستو”، هذا ما أكدته كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والتي قال قائدها: “لم تطالب حكومة الاحتلال عبر أيٍّ من الوسطاء، بفتح قضية المفقود أبراهام منغستو مع قضية أسرى العدو منذ اختفائه، ولم يدرَج ضمن ملف المفاوضات نهائياً”.
ويأتي تصريح “القسام” المقتضب لقناة “روسيا اليوم”، في خضمّ اشتعال احتجاجات ليهود الفلاشا ذوي الأصول الإثيوبية داخل الأراضي المحتلة، بعد مقتل فتى منهم برصاص ضابط إسرائيلي في خليج حيفا، الأحد الماضي، وانتفض يهود الفلاشا، على مدار ثلاثة أيام، ضد شرطة الاحتلال في مناطق مختلفة من “إسرائيل”، وأغلقوا عدداً من الشوارع، وأحرقوا سيارات للشرطة.
قتلوه كأنه مصري!
يشار إلى أن الاحتلال أعلن عقب الحرب على قطاع غزة عام 2014، عن فقد “منغستو”، إلا أن القضية لم تحظَ باهتمام شعبي أو رسمي، في حين أعربت عائلته عن استيائها بأكثر من مناسبة، قائلة: “نتنياهو نسي ابننا في أَسر حماس”، وكان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، ظهر في تصريح صحفي وُضعت بخلفيته صورة لأربعة جنود إسرائيليين -أحدهم منغستو- مؤكداً أن “الكتائب” لن تقدِّم معلوماتٍ عن هؤلاء الجنود دون ثمن.
يقول الناشط اسلام اليماني: “حرب أهلية في دويلة بني صهيون بين يهود الشرق ويهود الغرب بين يهود الفلاشه ويهود الغرب العنصرية في الكيان موجودة منذ التأسيس بين الاشكناز والسفرديم لكن كانت مبطنة اما العنصرية ضد يهود افريقيا ظاهرة و منعفة و كانت تقلق المجتمع و لكن الكيان مستعد ابعادهم جميعا عند الضرورة زادهم الله”.
ويقول الناشط مروان تعز: “صفقة القرن لا أحد يستطيع أن يوقفها ولعل الله يتكفل بإيقافها وما أحدث الشغب في إسرائيل بين يهود الفلاشة والشرطة لعلها مقدمات وبداية لوقف العبث في القضية الفلسطينية”، ويقول الناشط محمد فتحي: “رغم كل مانسمع عن العدالة فى اسرائيل الا انها قامت على العنصرية حتى مع مؤسسيها فهناك يهود درجة اولى ويهود درجة تانية ومنهم يهود الفلاشة من اثيوبيا وجنوب السودان وهم من اعتمدت عليهم فى تقسيم السودان ومشكلة سد النهضة وانقلب السحر على الساحر ربما يكون نهايتها بيد مؤسسها”.
يذكر أن يهود الفلاشا قد استقدموا من إثيوبيا في الثمانينيات والتسعينيات من خلال عمليات ممنهجة قام بها جهاز الموساد، ويشكو يهود الفلاشا وهم اليهود من أصل إثيوبي من ذوى البشرة السمراء من عنصرية الإسرائيليين ضدهم، وهتف محتجون من يهود الفلاشا لدولة فلسطين ومن خلال ترديد عبارة “الله أكبر” نكاية بسلطة الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا على العنصرية التي تُمارس ضدهم.
عنصرية المحتل!
ولم تقتصر العنصرية والتمييز بسياسة الضغط على الزناد من قبل الشرطة التي قتلت في العامين الأخيرين 3 شبان من أصول إثيوبية، بل كانت هناك العديد من حالات المدارس التي لم تقبل الطلاب من أصول إثيوبية بسبب لون بشرتهم، ولسنوات تم إلقاء وحدات الدم التي تبرع بها أفراد من يهود الفلاشا في القمامة بزعم الخوف من الأمراض المعدية والوراثية.
ويجمع ناشطون ومحللون على أن العنصرية متفشية في مجتمع الاحتلال الإسرائيلي كالنار في الهشيم، سواء بين المهاجرين الإثيوبيين أو غيرهم من الشرائح الاجتماعية، لكن يؤكدون أن الحالة الإثيوبية استثنائية، خاصة بسبب عامل اللون الذي يمنع الاندماج الكامل في مجتمع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقدون أن التمييز ضد المهاجرين الإثيوبيين هو نتيجة مباشرة لاختلافاتهم الخارجية ولونهم، وأن مقتل الشاب الإثيوبي سلومون طاقى (18 عاما) هو أحد أعراض المرض الخبيث وهو “العنصرية والتمييز” الذي يهدد بتدمير كيان العدو الصهيوني، مؤكدين أنه لا يمكن إخفاء الوضع الصعب والمعقد للمجتمع الإثيوبي الذي يعيش حالة من العزلة والغربة عن المجتمع اليهودي المحتل.
