لم يجد القتيل من يحنو عليه، في حين وجد القاتل كل الدعم من أهل القتيل وأقاربه المسلمين، وهو ما أعرب عنه القاتل أو الرئيس الصيني، شي جين بينج، عندما شكر سفاح دولة الإمارات على دعمه لقتل وتشريد المسلمين الإيجور في "تركستان الشرقية" المحتلة من الصين.
القاتل تلقى الدعم والمساندة من السفاح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، في العاصمة الصينية بكين، وقال إن بلاده تعتبر الإمارات شريكا استراتيجيا تعاونيا مهما في الشرق الأوسط، وأعرب القاتل "شي" عن امتنانه لدعم الإمارات سياسات بكين الدموية ضد المسلمين في "تركستان الشرقية"، في إشارة إلى حملات القمع والقتل التي تنفذها الصين ضد مسلمي الأويجور.

100 مليون مسلم
ومنذ عام 1949، تحتل الصين مملكة تركستان الشرقية موطن عرقية الأويجور التركية المسلمة، وتطلق علي المملكة المحتلة اسم "شينجيانج"، أي "الحدود الجديدة"، وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونًا من الأويجور، في حين تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.
ومنذ 2009، تشهد تركستان الشرقية أعمال عنف دامية من قبل سلطات الاحتلال الصينية، قُتل فيها نحو 200 شخص، ومنذ ذلك التاريخ نشرت بكين قوات من الجيش، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الأويجور"، في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان.
نادي قتلة المسلمين في تركستان الشرقية يضم بجانب الإمارات آخرين منهم السعودية التي دافع منشارها الأمير محمد بن سلمان بشدة عن توقيعها، هي و36 بلدًا آخر، عن خطاب يدعم إجرام الصين في منطقة تركستان الشرقية، التي تقول الأمم المتحدة: إن مليون شخص على الأقل من الأويجور وغيرهم من المسلمين معتقلون بها ويتعرضون لانتهاكات.
وقال لويس شاربونو، مدير شئون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن وصف الرياض للخطاب "يعتبر صفعة على وجه المسلمين المضطهدين في الصين، وغير دقيق إلى درجة العبث".
وأصدرت قرابة 24 دولة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خطابًا يدعو الصين لوقف الاحتجاز الجماعي، وردًا على ذلك، وقعت السعودية وروسيا و35 دولة أخرى خطابًا يشيد بما وصفته بإنجازات الصين الملحوظة في مجال حقوق الإنسان!

قبح السعودية!
وانتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما وصفته بـ"الصمت شبه الكامل" من كل الدول الإسلامية، بأنه على ما يبدو "جزء من سياسات محسوبة لتجنب إغضاب الصين"، رغم الإدانات الواسعة للغرب والجماعات الحقوقية على معاملة مسلمي الأويجور.
ورأت أن جل هذا الصمت تجاه الصين في العالم الإسلامي يأتي من السعودية التي تتمتع بنفوذ اقتصادي وديني بحكم أن الملك سلمان يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، كما أن المملكة هي أيضًا محور اقتصادي في الشرق الأوسط ويساعد نفطها في تعزيز نمو الصين.
وألمحت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدا أنه يتغاضى عن معاملة الصين للمسلمين الأويجور خلال زيارته لها العام الماضي، وأشارت في ذلك إلى ما نقلته وسائل الإعلام الصينية عنه "إننا نحترم ونؤيد حقوق الصين في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لحماية الأمن القومي" بالطريقة التي تراها مناسبة.
وقالت الصحيفة: إن "إذعان السعودية كشف عن حملة صارمة تقوم بها الصين لقمع أي انتقاد من الدول الإسلامية. وأشارت إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية ركزت الحملة على أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وكانت قوية للغاية، حتى إن بعض الدول الأعضاء البالغ عددها 57 دولة اعتبرت المناشدات الصينية مسألة أمن قومي.
وقال أشخاص مطلعون بالحملة الصينية: إن بكين اعتمدت بشدة على السعودية وحليفتها الرئيسية والمؤثرة الإمارات، ووجهت نداءات مباشرة لقيادة البلدين، في حين راهنت على أنهما ستكونان قادرتين على المساعدة في التأثير على الدول الإسلامية الأخرى.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن السعودية ليست هي وحدها التي تقلل من محنة الأويجور، فهناك دول إسلامية أخرى، بما في ذلك باكستان وإيران وجنرال إسرائيل السفيه السيسي، جميعهم التزموا صمتًا واضحًا، لكن صمت السعودية، كما قال محللون، كان أكثر قبحًا.
وختم التقرير بأن الصين حساسة بصفة خاصة من رد فعل الدول الإسلامية، وفقا لدبلوماسيين من هذه الدول في بكين على اطلاع على ما يجري في تركستان الشرقية؛ حيث قال أحدهم بشرط عدم الكشف عن هويته: إن "العديد من الدول الإسلامية تشعر بالقلق إزاء هذا، لكنهم يخشون أخذ زمام المبادرة" خشية تعريض مليارات الدولارات من الاستثمار المحتمل مع الصين للخطر.
