في سجون جنرال إسرائيل السفيه السيسي ما يقرب من 100 ألف معتقل منهم 5342 ازهرياً و3879 طالبا و2574 مهندسا و1232 طبيبا و704 امرأه و689 طفلا و124 عالماً، وفي ظل مايعانيه المعتقلون في سجون الانقلاب من قتل وقمع وتنكيل وتدمير، باتت الحاجة إلى وضع أفكار وخطط وإجراءات، وفق استراتيجية إعلامية خاصة بالمعتقلين والإنتهاكات داخل السجون، تهدف إلي تحقيق ضغط دولي لرفع معاناتهم وإطلاق سراحهم.
وقبل ست سنوات، وبعد مرور ثلاثة اسابيع علي انقلاب دبرته واشنطن وتل أبيب مع الإمارات والسعودية، وقام به السفيه السيسي علي التجربة الديمقراطية الوليدة طالب السفيه المصريين بتفويضه في قتل كل من يعترض طريقه، ومن يومها بحور الدماء لم تتوقف، وكأنها بلاثمن وانها ليست ذات قيمة انسانية، وان لها حرمة في جميع الشرائع والاديان.
أربعة أطفال
البراء وعبدالرحمن وفاطمة وعائشة، 4 أطفال بينهم رضيعان يعانون الإخفاء القسري مع أمهاتهم بسجون السفيه السيسي، ويتعلمون الحبو والكلام ويستعدون للفطام وسط ظلام الزنازين، ليسوا وحدهم بل هناك غيرهم العشرات من أطفال مصر يدفعون ثمنا باهظا لجرائم العسكر بحق آبائهم وأمهاتهم المعتقلين ويشاركونهم الحبس في الزنازين، بينما يعاني آلاف آخرون الحرمان من ذويهم وغموضا بمستقبلهم، ويواجهون الحياة دون أب أو أم.
الرضيع "البراء عمر عبدالحميد أبوالنجا"، الذي تم اختطاف أبويه عمر، ومنار، في مارس 2019، ويقبع في المعتقل مع والدته، ومر عيد ميلاده الأول في الزنزانة، ومنذ مارس الماضي وقت اختطاف الأب والأم من محل سكنهما بالإسكندرية وحتى تاريخه، يتم إخفاء ثلاثتهم قسريا، ولم تنجح أسرتاهما في التواصل مع الزوجين ولا معرفة مكانهما، ولا التهم الموجهة بحقهما، ولم يتم تسليم الرضيع لأهلهما.
من جانبه، أكد الباحث بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، الحقوقي أحمد العطار، أن أطفال المعتقلين السياسين يعانون مأساة حقيقية ويواجهون ظروفا غاية بالصعوبة"، مضيفا وإن كان "للأسف لا يوجد إحصاء عن هؤلاء الأطفال؛ إلا أن غالبية المعتقلين رجالا ونساء لديهم أطفال".
وقال العطار أن هناك عددا تقديريا للأطفال الذين اعتقلوا مع آبائهم يحتاج لتحديث، مشيرا إلى أن "الجرائم بحق الآباء والمهات المعتقلين طالت الأطفال، فتم إخفاؤهم قسريا معهم"، وذكر "الاعتقال والإخفاء القسري الذي تم بحق أولاد المرحوم المهندس عمر رفاعي سرور، الثلاثة فاطمة 5 سنوات، وعائشة 3 سنوات، عبدالرحمن عام ونصف منذ اعتقالهم مع أمهم مريم بعد مقتل والدهم بمدينة درنة الليبية في أكتوبر2018، على يد قوات خليفه حفتر، التي قامت بتسلمهم للأمن الوطني".
وتساءل: "أي مصير يواجهه الأطفال الثلاثة في ظل ظروف سيئة يعيشها المعتقلون والمختفون قسريا؟"، مضيفا: "فما بالك بعبدالرحمن الرضيع الصغير، بأي وضع يعيش طفل لم يكن قد تجاوز عمره 6 شهور وقت اعتقاله".
صدمة ورعب
وتابع العطار: "هناك حالة أخرى مؤلمة لأربعة أبناء توفي والدهم، وأمهم رباب عبدالمحسن، 36 سنة معتقلة منذ 15 أكتوبر 2016، من الحي العاشر بالقاهرة، ويعيشون بلا عائل منذ 3 سنوات، كما أن الأم مريضة بفيروس (سي) مع اشتباه بوجود بؤرة سرطانية".
وفي نموذج ثالث، أشار إلى "أبناء الدكتورة بسمة رفعت، وزوجها المعتقلين للسنة الثالثة على التوالي بقضية مقتل النائب العام، تاركين أطفالا صغارا أصابهم بين أقل ما أصابهم الحرمان الأبوى وفقدان الدعم النفسي".
ويعتقد الحقوقي المصري، أن أطفال المعتقلين مروا بأزمات أكبر من تفكيرهم وسنهم، بداية من مشهد قوات الأمن وهي تقتحم منازلهم قبيل الفجر وتعتقل الأم أو الأب، ومرورا بتحطيم الأمن لكل أثاثهم، ناهيك عن ترويع أدى لوجود الكثير من الأزمات النفسية للأبناء رغم مرور أشهر وسنوات.
وختم بالقول: "الحالات كثيرة ومؤلومة وبالتاكيد سيكون لديها تأثير سلبي على مستقبل جيل قادم، خاصة أن أعداد المعتقلين في ازدياد"، وهكذا تأتي الذكرى السادسة للتفويض لتعيد تذكير المصريين بجرائم السفيه السيسي الدموية ضد معارضي الانقلاب وضد كل المصريين، الذين بات عليهم التوحد ضد العسكر لإسقاط الحكم العسكري من جذوره.