لماذا استثنت ماليزيا العرب من تحالف للنّهوض بالمسلمين؟

- ‎فيتقارير

 

خرج الجيش الأمريكي من العراق، لما قضى منها ما قضى، والذي لم يستطع القيام به أجله، وأعد له العتاد والعدة، ورحل ولعب لعبة المتحكم من بعيد، حيث وفر لمجموعة من الارهابيين بتشاور وتنسيق تام مع حاكم المنطقة الفعلي إسرائيل والوصي الأصلي بريطانيا.

ذلك الوضع جعل دولا اسلامية كبرى تتيقن أن شمس العرب قد غربت، وهو ما اكده رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، بالقول إن ماليزيا وتركيا وباكستان يمكنها أن تشكل تحالفاً ثلاثياً قادراً على التحدث باسم الدول والشعوب الإسلامية، والدفاع عن حقوقها ومطالبها أمام المجتمع الدولي.

وضع عربي مهين!

تصريحات مهاتير محمد مبناها ما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الحكام العرب، من اهانة واحتقار ونهب لثروات الشعوب، ويفترض أن يبدأ هؤلاء التفكير فى طريقة ما لوقف هذه الإهانات المستمرة، ترامب لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويتعمد فيها الحط والتقليل من الحكام العرب، بصورة صارت ملفتة للأنظار.

وللموضوعية فإن ترامب لا يبتز عرب الخليج فقط بل يبتز العرب جميعاً من المحيط للخليج، الكيان الوحيد الذي لم يوجه له ترامب أى إهانات كانت إسرائيل، بل حدث العكس تماما، حيث نقل سفارة بلاده إلى القدس العربية المحتلة، ويحاول إلغاء حق عودة اللاجئين، عبر وقف تمويل وكالة الأونروا.

لكن يظل ما يفعله ترامب مع العرب خصوصا فى الخليج الأكثر فجاجة، ويبقى السؤال المنطقى قائما وهو: لماذا يفعل ذلك، والأهم متى يقرر القادة العرب اتخاذ موقف جدى يوقف هذه الإهانات التى لم تعد قاصرة عليهم بل تمتد أيضا إلى بلدانهم وشعوبهم؟!.

للأسف لن يكون بمقدور هؤلاء الحكام اتخاذ موقف جدى، إلا إذا قرروا الاعتماد على شعوبهم أولا، بدلا من التحالف مع أمريكا وغيرها، للبقاء فى السلطة حتى لو كان هذا الأمر ضد رغبة كل أو بعض شعوبهم.

وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إن ماليزيا وتركيا وباكستان يمكنها أن تشكل تحالفاً ثلاثياً قادراً على التحدث باسم الدول والشعوب الإسلامية، والدفاع عن حقوقها ومطالبها أمام المجتمع الدولي، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة التركية أنقرة.

وجاء المؤتمر ضمن الزيارة الرسمية يقوم بها رئيس الوزراء الماليزي إلى تركيا، والتي تستمر أربعة أيام وبدأت يوم الأربعاء، حيث يرافق رئيس الوزراء وفد رسمي يضم العديد من المسؤولين الحكوميين في مقدمتهم وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله.

كلنا فلسطين

واعتبر رئيس الوزراء الماليزي إن التحالف بين الدول الإسلامية الثلاث، يمكن أن يكون له دور كبير في استعادة الدور المستقل للدول الإسلامية في العالم، وذلك من خلال تضافر الجهود والقدرات البشرية والاقتصادية التي تمتلكها تلك الدول.

وقال مهاتير: “على الدول الإسلامية العمل جنباً إلى جنب خصوصاً في المجال العسكري، ولهذا قمنا بعقد هذا الاجتماع الثلاثي للبحث عن أفضل الطرق للتنسيق بيننا”، مشيراً إلى حضور مسؤولين باكستانيين ضمن الاجتماعات بين الوفدين الماليزي والتركي.

كما شهد شهر مايو الماضي اجتماعات ثلاثية مشابهة بين قادة الدول الثلاث على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي، والتي عقدت في مدينة جدة السعودية، من جانب آخر قال رئيس الوزراء الماليزي إنه ناقش مع الرئيس التركي موقف البلدين من الانتهاكات التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وقال إن الجانب التركي أكد تأييده لمواقف ماليزيا وإن “تركيا وماليزيا تمتلكان نفس الرؤية فيما يخص الفلسطينيين”، بحسب تعبيره.

وقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام المؤتمر الصحفي وسام الجمهورية إلى رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، وذلك تقديراً لجهوده في تطوير ماليزيا على مختلف الصعد.

وكان مهاتير محمد افتتح زيارته إلى تركيا بوضع بعض الورود على ضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، ثم قام بزيارة إلى مركز صناعات الطيران التركي “TAI”، والذي يعتبر المركز الرئيسي لصناعات الطيران في تركيا.

كما قررت جامعة “بيازيد” التركية في العاصمة أنقرة منح الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم السياسية والإدارة العامة لرئيس الوزراء مهاتير محمد، تقديراً لجهوده الكبيرة في مجال تطوير ماليزيا ونهضتها الاقتصادية.