الشماغ السعودي.. قبل الشراء تأكد أنه لم يمسح بلاط تل أبيب!

- ‎فيتقارير

مع أن الشماغ أو الغترة لم يكن في السابق يستخدم من قِبل الجميع، وخاصة فئة الشباب، إلا أنه أصبح اليوم جزءًا مهمًّا من اللباس الرسمي الخليجي، ونادرًا ما ترى خليجيًّا بدونه في مكان عام، إلا أن هذا الشماغ السعودي بات ضيفًا دائمًا في أروقة ودهاليز تل أبيب.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلية بعثت برسالة إلى الديوان الملكي السعودي بخصوص المدون والإعلامي محمد سعود، الذي قام بزيارة تطبيعية إلى إسرائيل والقدس المحتلة الأسبوع الماضي.

وخلال الزيارة، تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها "سعود" بشماغة وهو يُطرَد من البلدة القديمة للقدس المحتلة ومن داخل الحرم المقدسي الشريف، وذلك رفضا لمشاركته في زيارة برعاية سلطات الاحتلال.

فتيات الاحتلال

وأظهرت مقاطع الفيديو تعرّض سعود- وهو طالب في كلية القانون بالعاصمة السعودية- للإهانة والسب من عدد من المقدسيين بسبب مشاركته في زيارة تطبيعية لكيان العدو الصهيوني، الذي يحتل المدينة المقدسة ويضيق على أهلها.

وكشفت الإسرائيلية المثيرة للجدل “نعمة شوستر” في فيديو تسخر فيه من المدون “المطبع” السعودي محمد سعود وزيارته للأراضي المحتلة، أنه لم يذهب فقط للتطبيع العادي، بل للتطبيع من نوع آخر، وهو البحث عن فتيات الاحتلال.

وجاء حديث شوستر، والتي سبق أن كشفت عن رغبتها في الزواج من ولي العهد السعودي، مرجعة ذلك إلى أنه طويل، في برنامج الملتقى الثقافي في قناة  i24، لتوجه رسالة مُهينة وساخرة للمطبع السعودي، الذي تم طرده من القدس وإهانته من قبل شباب وأطفال فلسطينيين بسبب تقربه من الاحتلال ومطالبته بالتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”.

ولكن ليس كل صاحب شماغ خائنًا، إذ شن عبد الله نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، حملة هجوم واسعة على النظام السعودي وولي العهد محمد بن سلمان؛ رفضا لسياساته التطبيعية المعلنة مع إسرائيل وخيانته للقضية الفلسطينية، وجهره بهذا مؤخرا عندما طلب من الفلسطينيين تلميحا القبول بصفقة القرن أو الصمت.

وشارك نجل العودة في وسم “#لابوك_لابو_صهينتك” للرد على وسم الذباب السعودي “#لابوك_لابو_كضيتك”، الذي روج له مغردون وشخصيات سعودية مقربة للنظام للتطاول على الفلسطينيين وسبهم بعد انتشار مقطع لمغنيين فلسطينيين يسبون ابن زايد وابن سلمان.

وأكد أن قضية القدس كانت وما زالت وستبقى أبد الدهر في عمق الحس الشعبي العربي والإسلامي، ومقياس الضمير للإنسان السعودي أيضا، كما أكد عبد الله العودة أن الوسم المسيء للفلسطينيين وغيره يقف وراءه كتائب الذباب التي يحركها الديوان الملكي لإشعال الفتنة بين الشعوب استعدادا لتمرير صفقة القرن.

وفي هجوم على النظام السعودي عامة ومحمد بن سلمان خاصة، قال نجل سلمان العودة: ”الذي خان القدس وباعها بثمن بخس مع أنه ثالث الحرمين ومسرى المصطفى سيبيع الحرمين كذلك"، وأوضح: ”الذي يقتل شعبه لأجل تمرير صفقة مشبوهة تباع فيها المقدسات وبيت المقدس لن يحمي المسجد النبوي ولا المكي.. التصهين لا حدود له ولا قيم.”

واختتم عبد الله العودة تغريداته بالإشارة إلى أن هناك حملة ممنهجة رسمية لقتل الضمير الشعبي في السعودية تجاه قضيتنا الكبرى (فلسطين) لأجل عقد تحالف خطر ومخيف تباع فيه حقوق الشعب ومقدساته وأراضيه لأجل طغمة فاسدة مستنفعة.

ويأتي ذلك بعد أيام من تهجم عدد من الفلسطينيين على ناشط سعودي خلال تجوله في القدس قرب المسجد الأقصى، أثناء زيارة كان يقوم بها مع وفد من الصحفيين العرب إلى إسرائيل، التقى بأعضاء الكنيست ورئيس الوزراء لإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كيْ الوعي

معركة القدس الأخيرة التي انطلقت عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، هذه المعركة وتبعاتها وردود الأفعال عليها قائمة بالفعل على ما يُعرف بـ "كي الوعي" للشعوب العربية والإسلامية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

إذ أنه في ذروة سنام التطبيع مع الكيان المحتل من قبل الأنظمة العربية، ظن ترامب وحلفاؤه في الشرق الأوسط أن هذه المرحلة هي الأضعف على صعيد وعي الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية، بعد تراكم وتفاقم الأزمات الداخلية في المنطقة بما يصرف الأنظار عن المحنة الفلسطينية، لذا ربما كان الإسراع بهذا القرار الأخير.

والملاحظ أنه قبل هذا القرار على مدار السنوات الماضية أخذت حملات التطبيع السرية والعلنية في الاشتداد، وحملات أخرى لتسويغ هذا التطبيع، وقبيل القرار الإجرامي الأخير بأيام انطلقت دعاوى تطبيعية مجهولة مع الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وانطلقت لجان إلكترونية عربية للهجوم على القضية الفلسطينية بصورة غريبة ولافتة، ناهيك عن تشويه المقاومة بكافة تياراتها ليل نهار في وسائل الإعلام.