قالت الصحافة العبرية، مساء الثلاثاء: إن تل أبيب ستشارك واشنطن تحالفها الذي يستهدف الحشد ضد السيطرة الإيرانية على الخليج العربي، حسبما أعلن من بيانات وتصريحات الخارجية الصهيونية والأمريكية.
وأكد وزير خارجية الاحتلال أن الكيان الصهيوني سيشارك في التحالف الذي دعت إليه واشنطن لحماية الملاحة بالخليج؛ ليكون بذلك الثاني بعد بريطانيا يعلن انضمامه لتحالف ترامب بالخليج.
وقال الوزير "يسرائيل كاتس": "الأمر يتعلق بمصلحة إسرائيلية في إطار الاستراتيجية الهادفة لكبح إيران وتعزير العلاقة بين إسرائيل ودول الخليج"، مضيفا أن "تل أبيب ستشارك في الائتلاف الأميركي لحماية الخليج".
وأوضح "كاتس"، الثلاثاء، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن يندمجوا ضمن الخطة الأمريكية التي تدعو إلى أمن الملاحة البحرية في مياه الخليج في جوانب أمنية واستخباراتية!.
وفي تصريحات صحفية أشار الوزير الصهيوني إلى أن المشاركة في تأمين الملاحة في الخليج، مصلحة "إسرائيلية" واضحة، فضلا عن كونه استراتيجية لكبح جماح إيران، وتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج.
وألمح وزير خارجية تل أبيب، إلى علاقة قرار المشاركة وزيارته إلى أبو ظبي مطلع يوليو الماضي، وقال "كانت بهدف التطبيع علنا مع دول الخليج وبدعم كامل من رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو".
المشاركة مفتوحة
ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، رسميًّا، أستراليا إلى المشاركة في القوة الدولية التي تعمل واشنطن على تشكيلها لحماية الملاحة بالخليج العربي.
وهذا في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية، الإثنين، أن البحرية الملكية البريطانية ستنضم إلى مهمة تقودها الولايات المتحدة لمرافقة وتأمين السفن عبر مضيق هرمز.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، للصحفيين، الإثنين، إن "بريطانيا عازمة على ضمان حماية عمليات الشحن الخاصة بها من التهديدات غير القانونية، ولذلك السبب ننضم اليوم إلى مهمة بحرية أمنية جديدة في الخليج".
وأضاف: "نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عزمها تكوين تحالف دولي لتأمين حركة الملاحة في مضيق هرمز، وذلك في أعقاب استيلاء إيران على ناقلة نفط بريطانية كانت تعبر مضيق هرمز، وبعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط، تتهم المملكة العربية السعودية والإمارات، إيران بالتورط فيها.
وكانت الخارجية البريطانية، أعلنت في وقت سابق، إرسال سفن حربية بريطانية إلى منطقة الخليج لتأمين ناقلات النفط البريطانية التي تمر من مضيق هرمز.
برلين ترفض
وفي إطار الجدل الدائر حول مشاركة ألمانيا في مهمة حماية الملاحة بمضيق هرمز، أكدت الحكومة الألمانية إنها لن تشارك في مهمة تحت قيادة الولايات المتحدة، لكنها لن تمانع من المشاركة في "مهمة أوروبية" مشابهة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية الاثنين، إن المستشارة أنجيلا ميركل والحكومة بكاملها لا تفكران حاليا في مشاركة برلين في مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز.
وأضافت المتحدثة في مؤتمر صحفي "لا تفكر المستشارة في المشاركة في مهمة تقودها الولايات المتحدة في الوضع الراهن والوقت الحالي. الكل في الحكومة الألمانية متفق على هذا".
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم أن ألمانيا لن تنضم لمهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز، مؤكدا أن بلاده تفضل مهمة أوروبية لكنه حذر في الوقت نفسه من صعوبة إحراز تقدم في هذا الصدد.
وقال ماس للصحفيين "في الوقت الحالي يفضل البريطانيون الانضمام إلى مهمة أمريكية. نحن لن نفعل ذلك".
وأضاف: "نريد مهمة أوروبية" مشيرا إلى أن هذا الأمر مطروح لكنه سيستغرق وقتا لإقناع الاتحاد الأوروبي بالقيام بمثل هذه المهمة.
المشاركة الأوروبية
وأعلنت دول أوروبية استعدادها للمشاركة في حماية الملاحة بالخليج، في 25 يوليو الماضي. وقال ثلاثة دبلوماسيين كبار في الاتحاد الأوروبي إن فرنسا وإيطاليا والدنمارك أيدت مبدئيا خطة بريطانية لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر مضيق هرمز، وذلك بعد أن احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني.
وأوضح الدبلوماسيون أن بريطانيا اقترحت الفكرة على دبلوماسيين كبار بالاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل، قائلة إنها لن تشمل الاتحاد أو حلف شمال الأطلسي أو الولايات المتحدة بشكل مباشر، وأعلنت بريطانيا خطتها بعد احتجاز قوات إيرانية خاصة للناقلة ستينا إمبيرو قبل أسبوعين.
غير أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه يتبرأ من القوة البحرية التي تسعى أمريكا وبعض حلفائها بالخليج لتشكيلها لحماية ومرافقة السفن في مياه الخليج ومضيق هرمز، وقبل ذلك نفى «الناتو» على لسان أمينه العام تلقيه أي أوامر بنفس الغرض.
العصا والجزرة
وفي الوقت الذي تتلاعب فيه الولايات المتحدة بعصا القوة والتصعيد العسكري لإجبار الإيرانيين على شروطهم أثناء التفاوض معهم، بإنشاء قوة بحرية دولية لحماية الملاحة في الخليج.
فقبل أسبوعين تقريبًا في نيويورك، كانت هناك محاولة دبلوماسية قام بها مجموعة من مجلس الشيوخ الأميركي، وعلى رأسهم السيناتور بول -المقرب والمخول من ترامب بطريقة غير مباشرة- للتفاوض مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وبالفعل تم تبادل الآراء بين الاثنين، وصرح ظريف بعد اللقاء للإعلام بأن إيران على استعداد أن توقع البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي ينص على تفتيش المنشآت المدنية مدى الحياة، مقابل رفع العقوبات الأمريكية.
ومن جانبه، تحدث بول للإعلام قائلاً: "هناك احتمال بأن توقع إيران على اتفاق، الإيرانيون لن يطوروا سلاحاً نووياً أبداً، وأنا على ثقة بأن الرئيس ترامب يريد صفقة مع إيران، وأنه سيحصل عليها بحسب معرفتي به".
ولكن تشديدا في إظهار عصاها وبعد هذا الاجتماع بأسبوعين، قبل أيام، أصدرت الإدارة الأميركية عقوبات اقتصادية جديدة ضد إيران طالت وزير خارجيتها والمسؤول عن أية مفاوضات مستقبلية السيد جواد ظريف.
ورأى محللون أن الخطوة الأميركية بمعاقبة ظريف، والأمل بالتفاوض مع خامنئي مباشرة هي خطوة خاطئة في الطريق الصحيح، لهذا اتهمت إيران قبل ساعات واشنطن بالتصرف بمعزل عن حلفائها كما هددت إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي.