لم يعد خافيًا شغف الملوك والأمراء والأثرياء الخليجيين بخدمات تجار البشر الغربيين، ولعلّه الحنين لأيام كفار قريش والتجارة في العبيد والإيماء والجواري، وفي هذا الصدد طرحت صحيفة نيويورك تايمز- في تقرير لها- تساؤلًا عن سبب وجود صورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أحد جدران قصر الملياردير الأمريكي جيفري إيبستين، الذي عثر عليه منتحرًا داخل سجنه يوم السبت الماضي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن صورة ولي العهد السعودي عُثر عليها في قصر إيبستين في مانهاتن، جنبًا إلى جنب مع صور شخصيات تورّطت في فضائح جنسية، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ووزير الحرب الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وغيرهم.
قتلوه ولم ينتحر
وذكر كاتب التقرير جيمس ستيورات، أن الملياردير الأمريكي إيبستين كان يحاكم في قضايا “الاتجار بالجنس” وجلب فتيات “قاصرات” لإقامة علاقات جنسية منحرفة مع رؤساء وزعماء وساسة من مختلف دول العالم.
وذكر ستيورات أنّه بالعثور على الملياردير الأمريكي منتحرًا في سجنه يوم السبت الماضي، تنفّس الصعداء الكثير من الأمراء والزعماء والساسة ورجال الأعمال حول العالم الصعداء، موضحًا أن إيبستين كان لديه الكثير من المعلومات التي لا يريدون خروجها للعلن.
وبحسب كاتب التقرير، الذي قابل إيبستين قبل انتحاره، فإن الملياردير الأمريكي أخبره بأنه يملك “ملفات قذرة” عن أشخاص أقوياء ومشهورين، وأنه يعرف أمورًا كبيرة عن هؤلاء الأشخاص، الذين يبدو أن من ضمنهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
وفيما يبدو أن ما قام به الملياردير الأمريكي إيبستين لم يكن بعيدا عن أنف المخابرات الأمريكية، التي برعت في السيطرة على شخصيات دولية عن طريق الفضائح، فتشوا أيضا عن صفوت الشريف الذى استخدم فنانات وراقصات وفتيات إعلانات وسجل 30 ساعة من الجنس في غرف نوم كبار الشخصيات في الوطن العربي وداخل مصر.
صفوت الشريف، الذي كان وزيرا للإعلام في عهد المخلوع مبارك، قدم لسوزان مبارك 40 تسجيلا فاضحا لأمراء وملوك عرب ووزراء وغيرهم، كما يؤكد ذلك مراقبون وسياسيون ومصادر مطلعة، لقد كان مسئولا عن تأمين بقاء مبارك وعائلته عن طريق استخدام أحقر الوسائل وأخسها، وهي تقديم شرائط جنسية فاضحة لسوزان مبارك قام بتسجيلها عبر "الشبكات السرية" التي كان يديرها وضمت العديد من المسئولين والملوك والأمراء العرب.
إذًا لا يختلف ما قام به الملياردير الأمريكي إيبستين عما قام به صفوت الشريف، المتهم بقتل المتظاهرين والثوار في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير 2011، لقد كان بكل المقاييس والمعايير مؤسسة فساد تسير على قدمين فى لعبة الساسة والفراش.
مؤسسة الفساد
أما دور صفوت الشريف في تجنيد الفتيات والفنانات تحت خطة محكمة أطلق عليها "فتيات السيطرة"، فلقد فضحتها التحقيقات بعد هزيمة يونيو 1967، إلا أنه خرج منها مثل الشعرة من العجين، وجاء به مبارك وزيرا للإعلام، ولم يكن هدف صفوت الشريف من وراء القيام بهذا الدور سوى مساندة النظام وتأمين عائلة مبارك، من خلال تسجيلات فاضحة يقوم بتقديمها للرئاسة كي يصبح الجميع تحت رحمة مبارك وعائلته.
وكان صفوت بمثابة مؤسسة الفساد التي حمت عرش مبارك بالفضائح الأخلاقية، حيث قام بتسجيل ما يزيد علي الـ30 ساعة من اللقاءات الجنسية بين فتيات "السيطرة"، ومسئولين كبار في الدولة المصرية وعدد من الدول العربية.
وأبلغ مثال على ذلك بعد أن أحيلت سوزان للمحاكمة، فقد قامت سوزان بمطالبة كل المسئولين العرب بمساندتها في محنتها عقب الإطاحة بزوجها في ثورة 25 يناير، حتى لا تقوم بتسريب فضائحهم الجنسية التي قام صفوت الشريف بتسجيلها لهم، وانفضحت أسرار التدخلات العربية والأجنبية لإنقاذ عائلة مبارك من المحاكمات.
وقامت بعض الدول العربية ببث برامج ونشر مقالات تطالب المصريين بالعفو عن مبارك وعائلته، ولقد كانت كل هذه المحاولات لكي لا يتم تسريب فضائحهم الجنسية التي تحتفظ سوزان بها في خزانتها الخاصة، لأنها تعلم تمام العلم أنه لا يوجد أكثر من صفحات دفتر أخبار وفضائح وأحوال النجوم ونساء الطبقة الراقية، وعلاقتهم برجال السلطة والساسة، فكلما انتهينا من قراءة صفحة، بدأنا في قراءة صفحة تالية.
