أعلنت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن أنها سيطرت على البوابة الرئيسية لمطار عدن الدولي في إطار تقدمها من محافظة أبين للسيطرة على العاصمة المؤقتة عدن التي كانت تسيطر عليها قوات موالية للإمارات.
يأتي هذا التطور بعد يومين من سيطرة القوات الحكومية على محافظة شبوة .
ففي أي سياق يأتي هذا الانقلاب السريع في موازين القوى بين لحكومة الشرعية والقوات الموالية للإمارات في جنوب اليمن؟ وما هي التغييرات التي يمكن أن يحدثها هذا التحول على مواقف كافة أطراف الأزمة اليمنية؟
وخلال 3 أسابيع فقط أخرجت قوات الحكومة الشرعية اليمنية من عاصمتها المؤقتة عدن ثم عادت إليها تحت بصر ومباركة إن لم يكن بمشاركة التحالف السعودي الإماراتي.
فقد اليمنيون أرواحهم وأصيب آخرون وتفاقمت معاناة غيرهم في سياق هذا التحرك الذي يبدو عبثيا عند النظر إليه من الخارج بيد أن الانقلاب الميداني السريع في موازين القوى الذي أعاد الشرعية إلى عدن بدأ في الواقع منذ أيام وتحديدا من شبوة التي مثلت نقطة تحول في خط المواجهات بين قوات الشرعية والقوات الموالية للإمارات.
هزيمة الانفصاليين
أن ترقص وتبتهج فلأنك تنتصر أو هذا ما وقر في ذهن رجل بطموحات إمبراطورية لكن حال من كان يرقص في الأمس ليس حاله في أيامنا هذه فالمشروع ينتكس ويمنى بهزائم مذلة وثمة حليف يستفيق على خديعة وشرعية مخانة تنتقم بعد أن ظن الراقص بسيفه أنها مغادرة وان رجاله قادمون لحكم اليمن جنوبه على الأقل حيث موانئه وآبار النفط وفائض النزعات الانفصالية.
هنا عدن قصر المعاشيق تحديدا ذاك الذي سيطر عليه مسلحو المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين علنا من الإمارات.
في العاشر من الشهر الجاري تعلن القوات الحكومية من داخل القصر فرار مسلحي الانتقالي، أهو الانهيار الكبير لمشروع أبوظبي في اليمن وربما المنطقة بأسرها.. لا يعرف يعد لكن المؤشرات في تزايد ومنها الانهيار السريع لمسلحي المجلس الانتقالي أمام تقدم قوات الشرعية اليمنية في خلال أقل من 24 ساعة تحسم أبين ثم تدخل عدن عاصمة الشرعية المؤقتة بعد أن سيطرت قبل ذلك على شبوة الغنية بالغاز والنفط والذي تحول فيها القتال إلى اختبار مصيري للشرعية اليمنية التي رأت أنها خذلت وأنها على قيادة التحالف المسمى عربيا وهو في حقيقيته تحالف عاصمتين ليس أكثر أن تفسر وتقرر إلى جانب أي طرف ستقف.
أمر أظهر إلى السطح ما تردد عن تباين في تحالف العاصمتين وإن حرصتا على عدم السماح بانفجاره على الملأ .
آنذاك هرع ولي عهد أبوظبي إلى السعودية التي يتهمه مقربون من قيادتها بتنفيذ أجندة خاصة به تضر بمصالح الرياض وبأنه يشجع انفصالا في الجنوب اليمني من شأنه ترك السعوديين وحيدين أمام الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب من دون أي أرض ثابتة يقفون عليها.
مشروع أمريكي
فهل طلب السعوديون من ولي عهد أبوظبي كبح رجاله في الانتقالي الجنوبي ؟ وهل هدد بالقطيعة إذا لم ينسحب رجاله ؟ أم أن ثمة خريطة أمريكية ستفرض على الجميع في اليمن يكون الحوثيون جزء فاعلا فيها أملت على أبوظبي تراجعا ميدانيا كي لا تخسر والرياض معا إذا ذهبتا للتفاوض منفردتين .
أيا يكن من أمر فإن ذلك حدث وقد تمسك الرئيس اليمني برفض الحوار مع الانفصاليين قبل انسحابهم من المقرات الحكومية التي سيطروا عليها وعزز موقفه هذا بالصمود بل بالانتصار في معركة عتق مركز شبوة التي قال البعض إن جنود الشرعية ورجالاتها خاضوها بأجندة يمنية خالصة فإما حياة أو موت وإن خسارة عتق بالنسبة لهم كانت تعني ذهاب ريحهم وانكسارا لا جبر لهم للشرعية من بعد .
فخطط العركة بتحرير إرادة الشرعية واليمنيين معا وتزامن هذا مع يقول كثيرون إنه ضوء أخضر سعودي لا يريد خسارة أبوظبي لكنه لا يريدها أن تهيمن على قرار الرياض وتسيطر على باحتها الخلفية .
بعد عتق كانت أبين حيث بدأ الانهيار الكبير لمسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي ومنها إلى عدن لعلها حرب سريعة وبدماء أقل مما توقع كثيرون تمخضت عن نصر رمزي كبير هو في حقيقته وجه آخر لبداية هزيمة مشروع بعينه في المنطقة توسع وانتقم ودعم ومول وسيطر واحتل لينتهي الأمر به إلى هزيمة سريعة ومفاجأة لكنها في الوقت نفسه مدوية ومهينة وبالغة الإذلال.
