نشر أبو الانقلاب الفاشي الديكتاتور عبد الناصر بين المصريين مقولة رددها إعلامه طوال حقبته النازية، مفادها: "لو مات عبد الناصر كلنا عبد الناصر"، وذلك عقب حادث المنشية المفتعل والذي دبره ناصر للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين، واليوم تستلم عواصم عربية الراية من إعلام عبد الناصر، وتردد المقولة ولكن بطريقة أخرى بعد تبدل الأحوال وقيادة تل أبيب للمنطقة، وباتت تقول: "لو مات نتنياهو كلنا نتنياهو..!".
وأشاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتصريحات وزيري خارجية الإمارات والبحرين حول العملية الأخيرة التي نفذها حزب الله ضد آلية عسكرية للاحتلال، واعتبر أن التصريحات ضد لبنان وحزب الله "تشير إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط".
كلهم نتيناهو..!
وكان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، قال عبر "تويتر": إن "اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي، ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها"، فيما استنكر وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش استهداف حزب الله مركبة عسكرية إسرائيلية، معتبرًا ذلك "تفردا بالقرار اللبناني"!
وقال في تغريدة له على حسابه في تويتر: "قلوبنا مع لبنان واللبنانيين هذا المساء، فطالما عانوا من انفراد القرار وتداعياته"، وكان حزب الله استهدف مركبة عسكرية إسرائيلية في منطقة "أفيفيم" على الحدود الجنوبية للبنان، ردا على استهداف الاحتلال لأحد مواقعه في الضاحية الجنوبية، الأسبوع الماضي.
ما يجري أمام الأعين بما لا يدع مجالًا لتحليلات واسعة أو أسرار عميقة؛ هو أن الدول التي قادت نهج الثورات المضادة ودعمته ومولته في الانقلاب على المسار الديمقراطي في مصر، وحاولت في تونس، ولا زالت بشتى وسائل الترغيب والترهيب، هي نفسها من تعد العدة، وتعقد المؤتمرات لدفن القضية الفلسطينة حية أو ميتة.
إن أخطر ما يواجهه كيان العدو الصهيوني أو ما قد يواجهه مستقبلًا هي حكومات عربية تمثل شعوبها، وهذا ما فسر حالة التخبط الإسرائيلي السياسي والإعلامي للثورة التي اشتعلت في تونس، والتي سرعان ما امتدت لتصل مصر؛ لأن هذه الثورات كان من المفترض والمأمول أن تنتج حكومات تمثل شعوبها عبر صناديق الانتخابات، والإطاحة بكل الزمرات الفاسدة، وأيادي الأمن الطويلة التي تتكئ عليها إسرائيل والولايات المتحدة في ضرب الشعوب العربية وإفقارها.
عدا عن كونها إحدى الأدوات التي تربطها بإسرائيل علاقة مصيرية مصلحية، والتي تقمع شعوبها باسم العداء لإسرائيل، أو منطق نظريات المؤامرة الإسرائيلية التي تريد الإطاحة بهذه المكونات الوطنية؛ حيث تم ربط أي حديث عن الفساد أو الاستبداد بأنه يأتي في سياق هذه المؤامرة على قاعدة: إن كنت وطنيًّا اصبر واسكت وإلا فأنت عميل!
نسوان الخمارات
وفي أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده السفيه السيسي على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وهو أول رئيس مدني منتخب في مصر، بدأت حملة إعلامية مصرية عنيفة ضد الشعب الفلسطيني بلا أي مقدمات، بدأت عشرات الفضائيات المصرية تردح ردحًا مخيفًا ومرعبًا بحق الشعب الفلسطيني، احتوت على شتائم وذم وقدح وتحقير منقطع النظير.
تزامنت هذه الحملة مع إنشاء آلاف الحسابات الوهمية السعودية على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" فيما بات يعرف بالذباب الإلكتروني، وهو المصطلح الذي أطلقه أنصار الربيع العربي على هذه الحسابات؛ حيث هاجمت هذه الحسابات الشعب الفلسطيني واتهمه بالإرهاب والتسول والتخريب… إلخ.
وبدأ يخرج مثقفون، وكُتّاب، وصحفيون سعوديون ومصريون بأفكار وتغريدات تفتقر للحد الأدنى للعلم والموضوعية وحتى المعرفة، والتي رافقها ردحًا لا يرتقي حتى لمستوى "نسوان الخمارات" وهذا ما خلق أيضًا حالة إحباط شديدة للمتابعين الفلسطينيين، وما نُشر على لسان صحفي سعودي اسمه "فهد الشمري" هو تتويج لهذه المرحلة حيث تزامنت تصريحاته مع ورشة البحرين في بلد مثل السعودية لا يستطيع المواطن فيها إبداء رأيه سوى في ملعب كرة القدم بتأييد هذا الفريق أو ذاك.