المنطقة الآمنة.. ماذا يعني إطلاق دوريات بين الجيشين التركي والأمريكي في سوريا؟

- ‎فيتقارير

ست عربات مصفحة رفعت العلم التركي شقت طريقها وتخطت عجلاتها الحدود مع سوريا على بعد 30 كم شرق قضاء أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة، لتجتمع بموكب عسكري أمريكي، بعدها تحرك الموكبان العسكريان، التركي والأمريكي، من الحدود جنوبا في ريف مدينة تل أبيض، وقطعت الدورية المنطقة ذهابًا وإيابًا حتى ظهر اليوم الأحد.

وتُعد تلك أول دورية برية مشتركة بين الجيشين التركي والأمريكي في شرق الفرات بسوريا، في إطار المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة، وفي 7 أغسطس الماضي توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

سقوط إسطنبول

المنطقة الآمنة أصرت عليها تركيا داخل الأراضي السورية المتاخمة لها، بسبب ضيق صدور بعض الأتراك باللاجئين السوريين لأسباب مختلفة، والذي عبروا عنه في الانتخابات البلدية وأسفر عن فوز مرشح المعارضة ببلدية إسطنبول الكبرى، حتى يتمكن مليون لاجئ سوري من العودة إلى سوريا.

وتأمل تركيا، التي تستضيف نحو 3.6 مليون لاجئ سوري من الحرب الدائرة منذ أكثر من ثماني سنوات، في إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا، بعد إقامة المنطقة الآمنة.

وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع التركية، إن الدورية التي انطلقت صباح اليوم، جرت مثلما هو مخطط لها، مضيفة أن "قادة الموكبين التركي والأمريكي الذين التقوا على الشريط الحدودي، تباحثوا لفترة خطة تسيير الدورية،  ومن ثم تحركت القافلة العسكرية المشتركة نحو مدينة تل أبيض، على بعد 25 كم غربا من نقطة الالتقاء، حيث أجرت عمليات مراقبة في المنطقة، ثم توجهت إلى الأجزاء الداخلية جنوبا"، وفق وكالة الأناضول.

وتصر تركيا على إبعاد مليشيا الوحدات التي تسيطر على مناطق شرق الفرات عن حدودها، لضمان أمنها القومي، وتتواصل لأجل ذلك باستمرار مع الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأول لمليشيا الوحدات الممثلة بـ(قسد)، ورغم خلاصهما إلى اتفاق منبج في الربع الأخير من العام الماضي، إلا أن واشنطن كانت تماطل في تنفيذ الاتفاق، مما دفع أنقرة لتوسيع عمليتها لتشمل مناطق شرق الفرات، الواقعة على حدودها.

تمييع أمريكي

وطالبت أنقرة بإنشاء منطقة آمنة شرق الفرات تضمن لها الحدود كما تضمن عودة آلاف السوريين المقيمين داخل الأراضي التركية، بحسب تصريحات حكومية تركية، وخلال تلك الفترة حاولت تركيا إعادة تماسك العشائر المقيمين في تركيا وتشكيل مجالس محلية، إلى جانب وضع خطط عدة في إطار إدارة المنطقة الآمنة، لكن واشنطن حاولت تمييع القضية وتحويلها إلى مصالح، مقابل الجانب التركي الذي يبحث أمن بلاده بالدرجة الأولى.

وعادت تركيا مجددًا إلى إرسال تهديدات مباشرة لقوات سوريا الديمقراطية لإعادة فتح الملف مع أمريكا الذي طوي لأسابيع عدة، ومحاولات الأخيرة عدم التخلي عن حلفائها في سوريا، ما دفع تركيا إلى عقد اجتماع مع مسئولين أمريكيين، لوضع خريطة طريق تحقق مطالب تركيا.

وعقد الاجتماع خلال 22 و24 من يوليو الماضي في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، للمبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري: إن "إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات، لن يتم إلا من خلال خطة تلبي تطلعات أنقرة"، وتناول اللقاء مسألة تأسيس المنطقة الآمنة شرق الفرات، بينما أكد قالن حماية الأمن القومي لبلاده وتحقيق تطلعاته في ذلك.

وقتها لم يصل طرفا الاتفاق إلى حل نهائي يرضي تركيا مثل الآن، لتعدد المصالح واختلافها، وبدت الولايات المتحدة متمسكة بحلفائها، مع محاولتها المستمرة لتهدئة تركيا التي تصر على استئصال الوحدات الكردية شرق الفرات، ويعتبر هذا المؤتمر الخامس من أجل القضية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، دون الوصول إلى نتيجةٍ ملموسة.