بعد أيام من التردد، حسمت أجهزة الدولة السيادية موقفها من آلية التعامل مع دعوات التظاهر يوم الجمعة المقبل بالعودة إلى ممارسة أسلوبها المعتاد من التحشيد المضاد.
حيث ظهرت دعوات للحشد والتظاهر في اليوم نفسه تأييدا للسيسي ونظامه، تزامنا مع حملة اعتقالات طالت أكثر من 1400 شخص انضم إليهم حديثا المتحدث السابق باسم الفريق سامي عنان الدكتور حازم حسني، والدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وخالد داوود رئيس حزب الدستور السابق وآخرون.
ملامح خطة التحشيد الأمني والشعبي المزدوجة كشفتها تقارير صحفية عبر مصادر موثوقة عبر تلقي عدد من كبار رجال الأعمال وأعضاء بمجلس النواب توجيهات سيادية لحشد أعداد كبيرة من الأفراد لتنظيم تظاهرات تؤيد السيسي وتحاول شغل أكبر ميادين القاهرة مع الصباح الباكر بهدف منع وصول المتظاهرين إليها فضلا عن ما كشفته من تحركات مع من يوصفون بمقاولي البلطجية لحشد من يدعوهم النظام بمواطنيه الشرفاء بهدف لجم حركة المسيرات إذا ما اقتضت الحاجة.
بدأ النظام لملمة شتاته في أعقاب صدمته يوم الجمعة الماضي مع خروج التظاهرات العفوية المطالبة برحيله الخطة التي بدت ملامحها مع اتساع حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء والسياسيين وتصعيد حملات التحشيد الإعلامي والشعبوي ضد التظاهرات تتزامن مع مساعي النظام لحجب وإضعاف خدمة بعض منصات مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت سبيلا في انتقال الحراك إلى الشارع كما تتزامن مع ورود أنباء تتحدث عن وجود تحركات عسكرية تشير إلى إعادة انتشار عناصر القوات المسلحة في سناء وسحب آليات عسكرية باتجاه قناة السويس.
قناة مكملين ناقشت عبر برنامج "قصة اليوم"، فكرة التحشيد المضاد التي يلجأ إليها النظام ويعتبرها وصفته الفضلة لمواجهة جمعة الغضب، وهل يظل الصمت الغربي قائما مع انتفاضة الشارع ؟
المهندس عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، قال إن حملة الاعتقالات التي شنها نظام عبدالفتاح السيسي خلال الأيام الماضية في صفوف السياسيين والأكاديميين والمدنيين يعكس حالة التخبط والارتباك التي يعيشها النظام.
وأضاف عادل أن تلك الإجراءات تذكرنا بأحداث كبيرة في تاريخ مصر مثل الفترة التي سبقت اغتيال السادات وقبل ثورة يناير وقبل الانقلاب العسكري في 2013، مضيفا أن حالة التوتر تشير إلى وجود قوى داخل مؤسسات لدولة تعمل ضد السيسي وما يؤكد ذلك ظهور الفنان والمقاول محمد علي ونداءاته المتواصلة لقيادات داخل النظام.
وأوضح عادل أن نظام السيسي يحاول الآن ترتيب أوراقه وإعادة السيطرة على الشارع، من خلال حملة اعتقالات واسعة وتصفية المعارضين، لافتا إلى أن السيسي يسعى لحشد شعبي مؤيد له لمعادلة التظاهرات الرافضة لحكمه.
بدوره قال الدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن اعتقال أكاديميين وسياسيين كانوا موالين للنظام يؤكد وجود حالة من الرعب الشديد لدى النظام من كل شيء.
وأضاف عبدالفتاح أن ما يحدث للسيسي في مصر وهزيمة السعودية والإمارات في اليمن وليبيا والسودان والإجراءات التي ستتخذ لعزل ترمب وإدانة المحكمة العليا في بريطانيا لجونسون وكلهم داعمون للسيسي يعد تدبيرا إلهيا .
وأوضح أن مطالبة المنظمات الحقوقية الأوروبية سلطات الانقلاب بحماية المتظاهرين أمر محمود مضيفا أن الدستور كفل حق التظاهر والتعبير عن الرأي .
الدكتور محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، يرى أن السيسي يهدف من خلال حملة الاعتقالات إلى التكشيير عن أنيابه وأنه ستعامل مع التظاهرات بقسوة ووحشية لإرهاب المتظاهرين.
وأضاف رفعت أن الوضع على الأرض أفضل بكثير من يوم جمعة الغضب في 28 يناير 2011 لأن قوات الأمن منهكة في الشوارع منذ سنوات ولن تصمد أكثر من 16 ساعة، بحسب تقارير أمنية من داخل النظام، متوقعا أن يكون السيسي قد جهز خلايا نائمة ومليشيات لسرقة والسطو على المنشآت العامة مثل المتحف المصري وغيرها.
وأوضح رفعت أن حملة السيسي للحشد المضاد ستفشل كما حدث في موقعة الجمل، مضيفا أن خروج المواطنين في حشود كبيرة سيسقط كل حسابات السيسي وسيغير معادلة الصراع لصالح الثوار.
 
             
                 
                             
                         
					
                     
					
                     
					
                     
					
                     
					
                     
							                         
							                         
							                         
							                         
							                         
                         
					
                     
					
                     
					
                     
					
                    