في ذكراه الـ24.. “يحيى عياش” مزلزل الصهاينة ومهندس أجيال الاستشهاديين

- ‎فيعربي ودولي

تمر بنا هذه الأيام ذكرى استشهاد مهندس الرعب “يحيى عياش”، في 6 يناير 1996م، والمعروف بلقبه وحده “المهندس”، فإذا قيل هذا اللقب في سياق الجهاد والمقاومة انصرفت الأذهان إلى شخصه، دون غيره من أجيال المهندسين الذين تُلقي بهم الجامعات أفواجًا في كل سنة!.

ورغم مرور نحو 24 عامًا على استشهاده، إلا أن “عياش” زهرة أراد الاحتلال اقتلاعها، لكنهم لم يكونوا على علم بأن براعم الزهرة أينعت وجاءت بألف عياشٍ.

أما عن عرائس الشمع التي قالها يحيى عياش وكتبها، فأوقد الشعب منها طريقًا “بإمكان اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أريد أن أزرع في الشعب شيئًا لا يستطيعون اقتلاعه”.

ومن أقواله أيضا “مستحيل أن أغادر فلسطين.. فقد نذرت نفسي لله ثم لهذا الدين.. إما النصر أو الاستشهاد، إن الحرب ضد الكيان الصهيوني يجب أن يستمر إلى أن يخرج اليهود من كل أرض فلسطين”.

وكان أول من تذكر العياش ابنه البراء، الذي توفي عنه والده وهو لم يكمل العامين، ونشر البراء فيديو لجده، والد الشهيد يحيى عياش رحمهما الله، يتحدث عن موقف حدث له أثناء التحقيق.

https://twitter.com/baraayyash/status/1213798911770595328

أما أم البراء عياش، وهي ابنة عمه، فنشرت رسالة بخط يد المهندس الأول يشير إلى حاجته للقاء أسرته بعيدًا عن أنظار الاحتلال.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1782555081869607&id=100003453983129

العماني ماجد المحروقي اعتبره “أيقونة المقاومة الخالدة.. يحيى عياش، رحمه الله.. من مهندس كهرباء.. إلى المطلوب رقم واحد لدى الصهاينة”.

أما حساب “فلسطين27” فتذكر، في مرور 24 عاما على الرحيل، أنه “في كل يوم يخلده الشعب ويستذكره.. وهو ما جعل كل شيء يمكن أن يرتبط به يلاحق.. يلاحق في العالم الافتراضي.. أو على أرض الواقع .. المجد للمهندس الذي أشفى صدورنا كثيرا”.

وأنشدت الفلسطينية “مونيا الناصر” قائلة: “شمسٌ تُقبّل روحه تلوذُ في معنى الشروق.. والوردُ بعد ظمائه قانٍ تخضّب بالعروق.. هو موسمُ العنّاب أينع همسُه عشقًا وظَلّ.. هو موكبٌ قطفت له رافاتُ رشّاشًا وفُلّ”.

https://twitter.com/Muniaalnaser1/status/1214224617184858115

ونشر العديد من محبي العياش مشاهد من جنازته رحمة الله عليه

تخرّج من جامعة بيرزيت- من هندسة الكهرباء قسم الإلكترونيات، وظلَّ على حبه الأول للكيمياء، التي أصبحت هوايته، وأصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية في الجامعة.

تزوَّج يحيى عيَّاش بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله ولده البكر “البراء”، ثم “يحيى” قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا.

بدأت عبقريته العسكرية تتجلى مع انطلاق شرارة الانتفاضة الأولى 1987م. وكتب المهندس رسالة إلى كتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام يوضح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية، وأُعطي الضوء الأخضر، وأصبحت مهمة يحيى عيَّاش إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار.

وكانت الولادة الحقيقية للمهندس وعملياته العبقرية إثر رصاصات باروخ جولدشتاين وهي تتفجر في رؤوس الساجدين في الحرم الإبراهيمي في رمضان عام 1994م.

حقيبة الرد

وفي الذكرى الأربعين (مرور 40 يومًا) للمجزرة كان الرد الأول؛ حيث فجَّر الاستشهادي “رائد زكارنة” (عكاشة الاستشهاديين) حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه ثمانية من الصهاينة ويصيب العشرات.

وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر “عمار العمارنة” نفسه؛ لتسقط خمس جثث أخرى من القتلة.

وبعد أقل من شهر عجَّل جيش الاحتلال بالانسحاب من غزة، ولكن في 19-10-94 انطلق الشهيد “صالح نزال” إلى شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه اثنين وعشرين صهيونيًّا، لتبلغ خسائر العدو في عمليات خطط لها المهندس يحيى عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح.

كابوس الصهاينة

تحوَّل المهندس بعملياته الاستشهادية إلى كابوس يهدد أمن الصهاينة ويخوف جيشها الذي يدِّعي أنه لا يُقهر بل وقادته أيضًا؛ حيث بلغ الهوس ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: “أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست”. وقوله أيضًا: “لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها”.

بعد أربع سنوات مليئة بأشلاء الصهاينة، تمكَّن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عن موقع المهندس، وتسلله إلى قطاع غزة عبر دائرة الأشخاص الأقرب إلى أبي البراء.

في صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل- وما كاد المهندس يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: “يا أبي لا تتصل على الهاتف المتنقل”، عندها دوى انفجار وسقط المهندس لينفجر الرأس الذي طالما خطَّط ودبَّر في كيفية الانتقام من الصهاينة.. وتتناثر أجزاء من هذا الدماغ الطاهر لتعلن عن نهاية أسطورة خلَّفت وراءها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال، وما زالوا أبناءً لمدرسة عياش.