نهب متعلقات مرضى كورونا بمستشفيات العزل.. فضيحة جديدة لوزارة الصحة

- ‎فيأخبار

رغم فشل نظام الانقلاب العسكري في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وعجزه عن تقديم العلاج والرعاية للمصابين بسبب انهيار المنظومة الصحية إلا أنه لا يكتفى بذلك بل يحمل أهالى المرضى والضحايا الكثير من المشاكل والمزيد من الآلام والأوجاع والأحزان، فقد انتشرت ظاهرة سرقة متعلقات المرضى بمستشفيات العزل ويبرهن على ذلك عشرات المحاضر بأقسام الشرطة من جانب أقارب الضحايا يتهمون فيها ممرضين وممرضات وعاملين بالمستشفيات بسرقة متعلقات ذويهم.

في هذا التقرير نرصد ما نشر حول هذه الظاهرة بهدف التوعية والتحذير، لكن ذلك لا يقلل مطلقا من قيمة ومكانة الطواقم الطبية وطواقم التمريض وجهودهم الكبيرة في مواجهة انتشار العدوى. وأن الأقلية المسيئة لن تشوه صورة الطواقم الطبية والتمريضية فلا تزر وازرة وزر أخرى كما نص القرآن الكريم.

كان عدد من مستشفيات العزل المنتشرة في محافظات الجمهورية، قد شهدت العديد من وقائع سرقة متعلقات ضحايا كورونا ما دفع أهالى المصابين والضحايا إلى تحرير الكثير من المحاضر يؤكدون فيها سرقة متعلقات الضحايا فى مستشفيات العزل خاصة المتعلقات الثمينة من مصوغات ذهبية ومبالغ مالية وهواتف محمولة.

واستنكر الأهالى حدوث هذا النهب المنظم في مشهد يؤكد غياب الضمير الإنساني، بين هؤلاء الذين يستغلون المرضى الذين أنهكهم الفيروس اللعين وخطف أرواحهم. وقالوا بدلا من أن يترحم هؤلاء عليهم، أو يشعروا بالحزن لموتهم محرومين من توديع ذويهم، فإنهم ينهبون المتعلقات الشخصية لهم.

 

حكايات صادمة

الحكاية الأولى من مستشفى الصدر بمركز دكرنس في محافظة الدقهلية الذي شهد تعرض عدد من مرضى فيروس كورونا لسرقة متعلقاتهم الشخصية ليلا من داخل الغرف الخاصة بهم. وتبين سرقة عدد من الهواتف المحمولة من داخل غرف نومهم، وبعد التقدم بشكاوى لمسؤولي المستشفى تم فتح تحقيق عاجل فى الواقعة، كما تم عزل مرضى كورونا لمنع استغلال عدم تواجد المسئولين في المستشفى وسرقة محتويات المرضى وهم في غرف العزل. وأكد مصدر مطلع بالمستشفى، أنه تم اكتشاف السرقة عندما قام عدد من المرضى بالبحث عن محتوياتهم واكتشفوا عدم تواجدها، فتبين أنه تمت سرقة جميع المرضى.

كما شهد مستشفى عزل قنا، واقعة سرقة مشغولات ذهبية خاصة بسيدة توفيت بفيروس كورونا وبالتحديد من دولاب الأمانات الموجود داخل المستشفى، وتقدم نجلها بمحضر في قسم شرطة قنا، اتهم فيه 5 ممرضات هن فايزة.ا.ع، وشيماء. ج، وسارة.ت، وزهرة.ص، وسحر.ص، بسرقة متعلقات والدته الذهبية المتوفاة بكورونا أثناء تواجدها بالمستشفى خلال فترة علاجها وسرقتها بعد وفاتها.

كان حسام عبدالرزاق بهلول، يعمل بشركة أدوية، ومقيم بنجع حمادي قد حرر المحضر رقم 6137 لسنة 2021، يتهم فيه 5 ممرضات بسرقة مصوغات ذهبية خاصة بوالدته المتوفاة بفيروس كورونا. وأشار بهلول إلى أن والدته توفيت الأسبوع الماضي وتمت سرقة كل متعلقاتها من بينها مصوغات ذهبية عبارة عن «غوايش وخاتم وحلق». وقال: عندما «طالبنا بها أخبرونا بسرقتها من دولاب الأمانات، فقمت بتحرير المحضر رقم 6137 لسنة 2021، جنح قسم قنا، وفوجئنا وقتها أن هناك قرابة 29 محضر سرقات للمتوفين في أقسام العزل.

وطالب بهلول بضرورة توعية المواطنين بقدر الإمكان عدم اصطحاب أغراض ثمينة برفقة المرضى أثناء ذهابهم للمستشفى واتخاذ إجراءات رادعة من قبل مسؤولى صحة الانقلاب ضد كل من يثبت تورطه في مثل هذه الوقائع. أيضا تقدم أحد الأشخاص يدعى عمرو أبوزيد، بشكوى لمديرية صحة الانقلاب في قنا، باختفاء قرط عمته الذهبي بعد وفاتها بفيروس كورونا داخل مستشفى قنا العام منذ عدة أيام.

 

تحقيقات موسعة

ردا على هذه الكوارث قال الدكتور راجي تواضروس، وكيل وزارة صحة الانقلاب بقنا، إنه جار التحقيق في وقائع اختفاء متعلقات موتى كورونا والتوصل لصحتها من عدمها. وقال تواضروس فى تصريحات صحفية، إنه تم اتخاذ قرار بعدم استقبال أي حالة مصابة بفيروس كورونا أو مشتبه فيها متوجهة لأي مستشفى عزل، داخل سيارة الإسعاف بالمشغولات الذهبية، وعند وصول أي حالة المستشفى يتم خلع المشغولات الذهبية أمام المرافق وإعطاؤها له. وأضاف: في حالة عدم وجود مرافق يتم خلع المشغولات الذهبية وعمل محضر رسمي بهم ويتم التوقيع عليه من قبل ممرضتين.

فيما قال مصدر مسئول بمرفق الإسعاف، إن مرضى كورونا يتم التعامل معهم بحرص شديد مع تزايد عدد الحالات التي يتم نقلها إلى مستشفيات العزل يوميا خلال الفترة الأخيرة، خاصة المتعلقات الشخصية الموجودة بحوزتهم. وأضاف أنه بخصوص التعامل مع متعلقات مصابي كورونا خاصة السيدات اللاتي يرتدين مشغولات ذهبية، فانه يتم تجريد السيدة من هذه المتعلقات وتسليمها إلى ذويها قبل الدخول إلى المستشفى. وأوضح المصدر أنه في حالة عدم وجود مرافق مع المريضة أو المريض، يتم تسليم هذه المتعلقات لمكتب الاستقبال داخل مستشفى العزل لإخلاء مسؤوليتهم وفق تعبيره.