في الوقت الذي يعلن فيه عبدالفتاح السيسي قإطلاق مبادرة "حياة كريمة" وتطوير الريف المصري والقضاء على العشوائيات يعاني أهالي قرية «وادي النرجس» إحدى قرى مركز القلج بمحافظة القليوبية، من تفشي الأمراض والأوبئة وانتشار البعوض الناقل للفيروسات، بسبب إهمال ردم أو تغطية رشاح محمد نجيب، الذي يمر أمام البلدة في تحدٍ صارخ لرغبة الأهالي في حياة صحية بعيدا عن الإصابة بالأمراض المزمنة.
الرشاح تحول منذ 20 عاما بسبب تجاهل الوحدة المحلية إلى مصب لمياه الصرف الصحي لقرى وادي النرجس وعزبة الوكيل والقلج، وبعد عمل شبكة صرف صحي لهذه القرى بالجهود الذاتية، ما زال رشاح الثعبان الأسود يهدد صحة وحياة أكثر من 12 ألف مواطن، معلنا تحديه لمحاولات ترفض الوحدة المحلية القيام بها، وتتركه مقبرة للأطفال الذين يحاولون العبور من فوقه للوصول إلى مدارسهم، إلى جانب تحكم البلطجية في حنفية المياه النقية الوحيدة حيث يبيعون الجركن الواحد بـ 5 جنيهات، في الوقت الذي يقف فيه مسئولو الوحدة المحلية مكتوفي الأيدي، تاركين الأهالي وجبة سائغة للبعوض والذباب والناموس، بسبب أكوام القمامة التي أدت لانتشار الأمراض والأوبئة مثل الكبد والفيروسات القاتلة.
أكوام القمامة
حول هذه الكارثة قال الحاج كمال السيد عطا من أهالي القرية، إن "نسبة التلوث بسبب تراكم أكوام القمامة على جانبي الرشاح اللعين، بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه وأدت لإصابة الأهالي بأمراض الفشل الكلوي وفيروسات الكبد بعد انتشار البعوض والذباب والناموس".
وأضاف الحاج كمال في تصريحات صحفية أن "المصيبة الكبرى كانت عندما اكتشفنا سبب إصابة الأطفال بالأمراض الصدرية وفيروس سي القاتل، حيث أكد الأطباء أن الأدخنة والروائح النتنة المتصاعدة من الرشاح الأسود تسبب الأمراض الصدرية التي يعاني منها الأطفال، بالإضافة لوجود الذباب والبعوض الناقل للفيروسات والأمراض، لافتا إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للوحدة المحلية بالقلج، لوضع حد لهذه المأساة وردم الرشاح إلا أنها تتجاهل الشكاوى، كما ترفض لقاء الأهالي".
رشاح الموت
وقالت مروة محمد ربة منزل، إن "قصة رشاح محمد نجيب بدأت عندما كان مصرفا للأراضي الزراعية المنتشرة على جانبيه، وكان يوجد عدد محدود من المنازل، خالية تماما من خدمات الصرف الصحي وبدون توصيل مياه إليها، وقام الأهالي بالجهود الذاتية بتوصيل مواسير بدائية للصرف الصحي وإمداد منازلهم بخط مياه من منطقة المرج، لكن بعد مرور أكثر من 20 عاما، تغير الوضع تماما حيث اختفت الأراضي الزراعية وتحولت المنطقة لأراضي سكنية بداية من شارع محمد نجيب ثم عزبة زينب الوكيل حتى تقسيم وادي النرجس، وأصبحت كلها كتلا سكنية مليئة بالسكان".
وأوضحت مروة في تصريحات صحفية أن "الأهالي بهذه المناطق أقاموا شبكات صرف صحي تصب كلها في رشاح محمد نجيب، المُسمى برشاح الثعبان الأسود".
وأضافت "بمرور الوقت أثرت مياه الرشاح على شبكة المياه التي أقامها الأهالي بالجهود الذاتية، وأصبحت مياه الشرب مخلوطة بمياه المجاري، مشيرة إلى أن البلطجية استغلوا هذا الوضع وتحكموا في بيع المياه من حنفية المياه النقية التابعة لخط القوات المسلحة حيث يبيعونها للمواطنين بـ 5 جنيهات للجركن الواحد".
شكاوى المحليات
وأكد الحاج محسن محمد، أنهم "تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى المجلس المحلي لردم الرشاح وعمل شبكة صرف صحي وخط للمياه النظيفة، لافتا إلى أن خط المياه الممتد من المرج أصبح ملوثا بمياه الرشاح العطنة ويُباع الجركن الواحد من المياه النقية بـ 5 جنيهات مما يعد عبئا ثقيلا على الأهالي".
وأعرب الحاج محسن في تصريحات صحفية عن أسفه "لوجود مقلب ضخم للقمامة وسط المساكن تفوح منه الروائح الكريهة إضافة إلى البعوض والفئران والناموس والذباب، مؤكدا أنه رغم معرفة المحليات بهذا الوضع الكارثي إلا أنها لم تتحرك حتى الآن".
فوضى وبلطجة
وطالب الحاج نصار عطية من أهالي تقسيم البهي "بضرورة تعاون محافظتي القاهرة والقليوبية لحل أزمة رشاح القلج، مشيرا إلى أن محافظة القليوبية ترفض ردم الرشاح وتحويله إلى صرف مُغطى كما فعلت محافظة القاهرة في جزء كبير منه حتى نهاية حدودها بشارع محمد نجيب، الأمر الذي زاد من معاناة سكان قرى وادي النرجس وزينب الوكيل وتقسيم البهي بجوار الكوبري الدائري".
وأكد الحاج نصار في تصريحات صحفية أن "البلطجية استولوا على حنفية المياه الوحيدة الموجودة بالمنطقة ويبيعون الجركن بـ 5 جنيهات، إلى جانب أنهم يتحكمون في تسعيرة التوكتوك لبعد المنطقة عن موقف المرج الجديدة".
وأعرب عن أسفه "لعدم وجود أي رقابة من المجلس المحلي لقرية القلج على بيع المياه أو تسعيرة التوكتوك، إضافة إلى تجاهل طلبات المواطنين بإنشاء قسم شرطة يحمي الأهالي من عبث الخارجين على القانون".
انفلات أمني
وكشف الحاج محمد عبد الحميد من أهالي وادي النرجس وتقسيم البهي، أن "الوحدة المحلية بالقلج تفرض رسوما 40% على إيصال المياه لجميع المنازل بالقرية لتغطية تكاليف شبكة الصرف الصحي التي أقامتها محافظة القليوبية منذ 7 سنوات".
وقال الحاج محمد في تصريحات صحفية "طالبنا المسئولين بالمحافظة بتغطية رشاح الموت الذي يمر أمام القرية، لكنهم قاموا بتغطيته في قرية القلج فقط، وتركوا الجزء الممتد أمام قرية وادي النرجس إلى الكوبري الدائري بحجة أنه الجزء القريب من حدود محافظة القاهرة، وملاصق لعزبة زينب الوكيل".
وأضاف "وجدنا جثة مجهولة طافية فوق مياة الرشاح في المنطقة المواجهة لقرية وادي النرجس ونجحنا في انتشالها، وكانت في حالة تعفن وتركناها بجانب الرشاح، ثم اتصلنا بقسم شرطة الخانكة التابعة له القرية، ولكن للأسف لم يتجاوب مع البلاغ، واستمرت الجثة المشوهة أكثر من ثلاث ساعات فوق الأرض، حتى حضرت قوات من قسم المرج وقوات من مديرية أمن الانقلاب بالقاهرة".
وحذر الحاج محمد من "انفلات الوضع الأمني في قرى القلج وتقسيم البهي ووادي النرجس بسبب هذا الإهمال والتجاهل من نظام الانقلاب".