نشر موقع "المونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على أسباب فشل البعثة المصرية في أولمبياد طوكيو في تحقيق النتائج المرجوة ولأسباب التي دفعت بعض اللاعبي للهروب من مصر والمشاركة باسم دول أخرى.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "الحرية والعدالة"، تعرضت السلطات الرياضية في مصر لانتقادات بسبب عدم وجود تدريب مناسب للاعبين الذين شاركوا في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، بالإضافة إلى بعض اللاعبين المصريين الذين يمثلون دولًا أخرى خلال المسابقات.
وفازت مصر بست ميداليات أولمبية مختلفة في ألعاب طوكيو، لأول مرة في تاريخ مشاركتها الأولمبية. فازت فريال أشرف بالميدالية الذهبية في الكاراتيه وفاز أحمد الجندي بفضية الخماسي الحديث للرجال، وهي أول ميدالية مصرية في مسابقات الخماسي الحديثة، وفاز سيف عيسى وهداية ملك بالميدالية البرونزية في التايكوندو، وفاز محمد إبراهيم «كيشو» بالميدالية البرونزية في المصارعة للرجال، فازت جيانا فاروق بالميدالية البرونزية للسيدات في منافسات الكوميت للسيدات -61 كجم.
خلال البطولة، مثل العديد من اللاعبين المصريين دولًا أخرى، بما في ذلك فارس حسونة الذي فاز بميدالية ذهبية في رفع الأثقال لقطر، كأول ميدالية ذهبية في تاريخ الدولة الخليجية، بالإضافة إلى شادي النحاس الذي لعب نيابة عن كندا في مسابقات الجودو، وعمرو الجزيري الذي مثل الولايات المتحدة في الخماسي الحديث في الأولمبياد، بعد تمثيل مصر في الجولات الأولمبية الثلاث الأخيرة.
ويعتقد الرياضيون والمحللون أن الرياضيين يهربون من مصر ويمثلون دولًا أخرى بسبب نقص الموارد المالية ونقص الدعم اللازم للتدريب.
وقال بطل رفع الأثقال المصري محمد إيهاب للمونيتور: «الرياضيون المصريون مجبرون على طلب جنسية دولة أخرى أو تمثيلها [في المسابقات العالمية] في غياب الدعم في بلادهم»، ويتوقع أن يتغير الوضع في المستقبل في ضوء اهتمام السيسي بدعم الرياضيين، من خلال زيادة قيمة المكافآت المادية وتسمية المرافق والطرق بعد الأبطال.
وأضاف إيهاب أن الشركات والمؤسسات ستسعى لرعاية الأبطال إذا دعمت الدولة الألعاب المحلية، وقال إنه حصل على عقد رعاية سيكون ساري المفعول حتى أولمبياد باريس 2024.
ويعتقد أن أي لاعب له الحق في تمثيل أي دولة طالما أنها رعته وأهلته منذ البداية، في 7 أغسطس، نشر إيهاب على فيسبوك اعتراضه على «استغلال بعض الدول لنقص القدرات المالية للدول الأخرى لتجنيس اللاعبين الذين تنافسوا تحت علمهم وأصبحوا لاعبين دوليين».
وقال إبراهيم حسونة، والد ومدرب حائز الميدالية الذهبية القطرية فارس حسونة، في مقابلة تلفزيونية في أغسطس 1، «كان فارس مستعدًا للمنافسة قبل خمس سنوات في قطر بهدف الحصول على الميدالية الذهبية»، وأشار إبراهيم: «وافقت على أن يلعب فارس نيابة عن قطر، لأنه لم يتصل بنا مسؤول من الاتحاد المصري لرفع الأثقال».
واتهم إبراهيم الاتحاد المصري لرفع الأثقال بالفساد بسبب "تعيين مدربين على أساس" المجاملات "وليس الكفاءة، وأضاف أن ابنه سافر للعمل في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قبل أن يستقر في نهاية المطاف في قطر.
ونفى هشام حطب، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، في مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد في 10 أغسطس مزاعم إبراهيم حول وجود محسوبية في الاتحاد المصري لرفع الأثقال.
في غضون ذلك، أكد محمود محجوب، رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة الاتحاد المصري لرفع الأثقال، في تصريحات متلفزة يوم 28 يوليو، أن مصر لديها قدرات محدودة للإنفاق على رافعي الأثقال، وأشار محجوب إلى أن فارس حسونة سافر للعب مع قطر، وتم إنفاق الكثير من الأموال المخصصة في البداية لأندية كرة القدم على تدريبه».
في سياق مواز، يعتقد محللون مصريون أن هناك سوء سلوك إداري ومالي من اللجنة الأولمبية المصرية والاتحادات الرياضية في مصر، بسبب عدم تدريب اللاعبين قبل بدء المنافسات الأولمبية.
وقال المحلل والصحفي الرياضي محمد الجزار للمونيتور: «تتمتع كرة القدم في مصر بدعم أكبر من الرياضات الأخرى، وهذا يؤثر على دعم اللاعبين في المباريات الفردية [الأخرى]، على الرغم من فوزهم في البطولات».
وأضاف الجزار إن «الرياضة في مصر عانت بسبب الفساد والأزمات المالية، لدرجة أن اللجنة الأولمبية الدولية علقت الاتحاد المصري لرفع الأثقال بسبب مشكلة المنشطات التي كلفت مصر ميداليتين كان من المتوقع أن يفوز بهما إيهاب وسارة سمير في أولمبياد طوكيو».
في ديسمبر 2019، أكدت محكمة التحكيم الرياضية تعليق الاتحاد المصري لرفع الأثقال لمدة عامين بسبب قضايا المنشطات.
شكاوى اللاعبين
في غضون ذلك، قال الصحفي كريم رمزي على قناة Ontime Sport في 10 أغسطس، «الأموال المخصصة لدعم الرياضات المختلفة موزعة بشكل غير متساوٍ، مع تخصيص أموال أقل لتدريب اللاعبين»، وأشار إلى «شكاوى اللاعبين [المصريين] خلال أولمبياد طوكيو بشأن عدم تلقي التدريب المناسب قبل المشاركة في المسابقة، بالإضافة إلى عدم وجود رعاة».
وأعرب رمزي عن أمله في أن «تحظى مصر بمكانة رائعة في الرياضة وتحصد المزيد من الميداليات في المستقبل».
وفي مقابلة هاتفية على قناة الحدث اليوم 3 أغسطس، اشتكى المصارع المصري هيثم فهمي من "تراخي المسؤولين، حيث لم يتم تدريب المصارعين بشكل صحيح، مضيفا أن التدريب على الألعاب الأولمبية بدأ قبل شهر واحد فقط من المسابقة، مشيرًا إلى أن المسؤولين أبلغوهم أن «المشاركة في الأولمبياد تخدم التمثيل المشرف فقط بدلاً من الحصول على ميدالية».
وقال شريف العريان، الأمين العام للجنة الأولمبية المصرية، في مقابلة تلفزيونية في 25 يوليو، «تم إنفاق حوالي 200 مليون جنيه مصري [12.7 مليون دولار] لتجهيز الفريق [المصري] بالكامل [في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو]». مع إجمالي 132 متسابقًا، يصل هذا إلى متوسط حوالي 96000 دولار لكل رياضي.
يختلف الإنفاق الوطني بشكل كبير من بلد إلى آخر، حيث ينفق البعض أكثر بكثير من مصر، على سبيل المثال، في دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو، أنفقت المملكة المتحدة ما يقرب من مليون دولار لكل رياضي، وفي تصريحات أخرى في 8 أغسطس، أشاد العريان بأداء الفريق المصري، موضحًا أنه كان نتيجة تدريب وجهود جيدة. وأشار إلى أن اللجنة الأولمبية المصرية حطمت الرقم القياسي المصري السابق بحصد ست ميداليات أولمبية.
https://www.al-monitor.com/originals/2021/08/egypts-sports-authorities-under-fire-over-tokyo-games