إيمان سعيد يونس وفاطمة الطنطاوي ووجه السيسي القبيح

- ‎فيأخبار

إيمان طالبة مصرية متفوقة، واجهت ظروف القهر السياسي الذي مرت بها أسرتها عقب اعتقال والدها بمحافظة الإسكندرية، إثر تعبيره عن رأيه ورفضه الانقلاب العسكري.

وتفوقت رغم ما تمر به مرحلة الثانوية العامة في مصر من خلل وعشوائية مفرطة في القرارات الحكومية التي تسببت في تراجع نسب النجاح في الثانوية العامة، بل وفشل نحو 150 ألف طالب من طلاب الثانوية لأول مرة في تاريخ مصر.

ورغم ظرووف كورونا  التي أغلقت المدارس والسناتر التعليمية وضيقت على طلاب الثانوية العامة سبل التحصيل العلمي، إلا أن الطالبة إيمان سعيد يونس عبد الرحيم علي، تغلبت على كل ذلك ونجحت بتفوق وحصلت على مجموع 403 درجة، وحصلت على المستوى الثاني على مستوى الجمهورية، إلا أن  نظام السيسي تجاهلها بشكل تام، وخلت البرامج والفقرات الإعلامية المتعلقة بالثانوية العامة من أي تغطية أو ذكر لاسم الطالبة المتفوقة.

وهو ما أثار الجميع سواء من أهالي الإسكندرية أو في باقي أنحاء الجمهورية عبر السوشيال ميديا، حيث أطلق النشطاء وزملاء الطالبة هاشتاج  #إيمان_سعيد_يونس ، لتهنئة الطالبة ورد الاعتبار لها.

والغريب أن تهميش وإهمال الطلاب المتفوقين من قبل إعلام السيسي ونظامه تكرر أكثر من مرة في سنوات عديدة منذ الانقلاب العسكري، في تمييز واضح يكشف وجه السيسي ونظامه القبيح.

 

فاطمة الطنطاوي

وفي نفس العام، وبحسب ما ذكره "المجلس الثوري المصري"، الذي تم فيه إيمان سعيد يونس فقد لحق التجاهل بالأولى على الجمهورية فاطمة محمد عبد اللطيف الطنطاوي من بلقاس دقهلية، بسبب لحية والدها ونقاب والدتها".

وتكشف التجاهل لأوائل الثانوية العامة أكاذيب نظام السيسي وإعلامه الذي حاول كذبا وبهتانا تصدير صورة أنه نظام لا ياخذ الأبناء بذنب والدهم ولا العكس، حيث حرص الفنان أحمد مكي في مسلسل الاختيار 2، تاكيد تلك الصورة، و كان الضابط بيقولها "ملناش دعوة بأهل المعتقل، إحنا بنحمي الشعب".

وهو ما يكذبه واقع المصريين المعاش لأن النظام العسكري الانقلابي يوغل في الانتقام من أسر المعتقلين وذويهم سواء في ممارسة حقوقهم وحرياتهم، كما يجري بفصل  المنقبات والملتحين من وظائفهم، وكما جرى مؤخرا مع  الدكتورة منار زوجة الصحفي والباحث المعتقل هشام جعفر، حيث حُرمت من ترقيتها المستحقة بالجامعة بسبب زوجها، بل إنه يحدث اليوم مع مؤيدي نظام السيسي نفسه وأركانه، من حرمان أبناء مستشاري وقضاة مجلس الدولة من التعيين بمجلس الدولة، نظرا للأحكام التي يصدورنها ويراها النظام العسكري أنها ضد النظام.

 

معاناة أسر المعتقلين

كما يجري تعذيب المعتقلين في سجون السيسي لإجبار أبنائهم أو أفراد أسرهم لتسليم أنفسهم، وما مصادرة أموال وأصول الشركات إلا صورة من صور الانتقام وتجويع أهالي المعتقلين، ونزع أملاكهم منهم، ووضع أسماء معتقليهم ضمن قوائم الإرهاب غير الدستورية، بل إن تعيين الأبناء المتفوقين في مجالات عملهم بات موقوفا على موقف أسرهم من النظام العسكري.

فيما يبرز ضوء من بعيد في قضية الفتاتين المتفوقتين، بأن أبناء المعتقلين  وأسرهم مازالوا صامدين في وجه الظلم وإجرام النظام الذي نكّل بأبائهم وحرم الأبناء من والديهم، إلا أنهم باقون على تفوقهم والتزامهم وأخلاقهم ودينهم، وهم ما يمثلون مستقبل مصر الذي لا مجال فيه رد اعتبارهم وكرامتهم وتطوير مجتمعهم وبناء وطن حضاري يحفظ للجميع جقوقه وحرياته.