صاحب مقال “إعلام البغال” في خطر.. ضريبة الكشف عن الفساد في أبعدية العسكر

- ‎فيحريات

"للعبرة وردع من تُسوّل له نفسه التطاول على الفساد" هكذا تؤكد وتشدد جمهورية الخوف على المصريين أن يبتعدوا عن خصوصيتها التي قامت من أجلها، وهي حماية الفساد أينما كان، ولا أدل من العبارة التي نطق بها السفاح السيسي عندما قال "ده أمر ما يرضيش ربنا واللي ميرضيش ربنا إحنا معاه وبندعمه".

وقررت عصابة الانقلاب، تجديد حبس الدكتور أيمن منصور ندا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة 15 يوما، بالإضافة إلى أربعة أيام سابقة على حكم الحبس، وذلك في محاولة من العصابة لتحذير كل من تُسوّل له نفسه بانتقاد الفساد.

 

إعلام البغال

بدأت الأزمة بعدما كتب رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة أيمن منصور ندا مقالا على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك هاجم خلالها مذيعين وصحفيين ومسؤولين في المؤسسة الإعلامية، التي تتبع المخابرات العامة بقيادة اللواء عباس كامل، المدير السابق لمكتب السفاح السيسي، فيما يشرف عليها مساعده وذراعه الأيمن المقدم أحمد شعبان.

وكتب شعبان ردا على مقال منصور ندا، مقالا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان "كلمات في فقه الجدل" استشهد فيها بكلمات الإمام محمد عبده "لا صلاح في الاستبداد بالرأي وإن خلصت النيات".

وأعلنت كلية الإعلام بجامعة القاهرة في مارس الماضي، إيقاف الدكتور "ندا" عن العمل بزعم استكمال التحقيق الداخلي معه حول واقعة تعديه على وكيل الكلية السابق وخروجه عن التقاليد والأعراف الجامعية.

من جهته قال الإعلامي حافظ الميرازي في منشور تابعته “الحرية والعدالة” على فيسبوك، إن "مصدرا موثوقا ومتابعا لقضية الدكتور أيمن، أبلغه بأنه تم تغيير زنزانته، من غرفة يشاركه فيها فقط قاض سابق متهم إلى زنزانة محشور بها ضمن ثلاثين مشتبها بهم ومحبوسا بقسم الشرطة".

وعلق الميرازي على تجديد حبس ندا قائلا: " تصور كثيرون أن حبس د. أيمن منصور ندا أذن لمن تسول له نفسه بانتقاد الشتامين الموجَهين في الإعلام المصري، أو كشف الفساد لرئيس جامعته، الواصل هاتفيا وأمنيا، لكن يبدو أن الانتقام قد بدأ ولم ينتهِ بعد كعبرة للجميع ".

وأضاف: "معروف أن د. أيمن منصور، بغض النظر عن مكانته الجامعية، يعاني كإنسان من عدة أمراض مزمنة تشمل القلب والضغط والسكري".

 

قرصة أذن

بدوره يقول الإعلامي محمود السطوحي: "وصلني أن الدكتور أيمن منصور ندا تعرض لأزمة صحية حيث يعاني من مشاكل مزمنة، بينما يتم حبسه في حجرة ضيقة مع نحو أربعين شخصا من المسجونين الجنائيين، وتقدم محاميه بطلب الإفراج الصحي عنه، لكن لم يتم الرد عليه حتى الآن".

وقال السطوحي في منشور على فيسبوك تابعته الحرية والعدالة "د.أيمن لم يرتكب جريمة بل حاول كشفها في جامعة القاهرة، ولم يتم التحقيق فيما قدمه من وثائق، فلماذا هو مُحتجز من الأساس؟ وهل هناك ما يمنع إجراء التحقيقات وهو في منزله"؟

وأثارت المعركة بين أستاذ الإعلام من جهة، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والمقدم أحمد شعبان وبعض المذيعين من جهة أخرى استغراب الكثيرين في مصر؛ إذ أنه لم يجرؤ أحد قبل ذلك على توجيه النقد إلى المسؤولين عن المؤسسة الإعلامية التي تديرها المخابرات العامة، فما بالك بشخص هاجم المسؤول الأول باسمه وهو المقدم أحمد شعبان، المعروف في الوسط الصحفي بـرئيس تحرير مصر، ليس ذلك فقط، بل وصل هجومه إلى العقيد محمود، نجل السفاح السيسي.

وتقول الصحفية شروق عبد الله: "حقيقي أنا  لم أعد مقتنعة بحاجة اسمها إعلام ولا حرية الرأي والتعبير، بعد ما حدث مع أستاذ حرية الرأي والتعبير ، لأنه عبر عن رأيه وقال الحقيقة ".

وتضيف، إن كان الدكتور أيمن أخطأ في استخدام حرية الرأي في الكشف عن شيء معين فالطرف الثاني أخطأ أكتر باستغلاله سلطته وبرنامجه في سب الدكتور أيمن، ولنفترض إن كان هناك عقاب فالمفروض أن يطبق على الطرفين".

ويقول هادي توفيق: "لو أن شحصا يحاول أن يتواصل مع سيناتورز في الكونجرس أو أي شخص صاحب نفوذ من الأمريكان يتدخل و يثير قضيته، فالرجل برئ و صاحب حق و النظام لا يعمل حسابا لغير الأمريكان و الغرب يمكن ربنا يسهل و يفرجوا عنه قبل أن يخرج ميتا أو بعاهة مستديمة، فالنظام فاجر جدا في الخصومة، و أحداث يناير تشكل له صداعا في رأسه".