قالت نقيب أطباء القاهرة شيرين غالب إن أعداد الوفيات بين صفوف الأطباء إثر الإصابة بفيروس كورونا عاودت الارتفاع من جديد، لافتة إلى أن عدد وفيات الأطباء منذ بدء الجائحة وصل إلى 620 حالة، وأن الموجة الحالية لانتشار فيروس كورونا تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات مؤخرا مشددة على أن تلقي اللقاح أصبح ضروريا للغاية.
وتوقعت أن تبدأ الموجة في الانحصار منتصف الشهر الجاري نظرا لإقبال عدد كبير من المواطنين على تلقي لقاح كورونا.
زيادة الإصابات والوفيات
وفي السياق ذاته أكد القائم بأعمال وزير الصحة بحكومة الانقلاب خالد عبدالغفار أن هناك زيادة في الوفيات والإصابات اليومية بفيروس كورونا وأشار عبدالغفار إلى مرور البلاد في الموجة الرابعة من جائحة كورونا مشيرا إلى توقعات بانكماش الموجة في 4 ديسمبر المقبل، مشددا على أهمية التطعيم ضد الفيروس لكبح الوباء.
وأوضح أن مصر استهلكت 39 مليون جرعة من اللقاحات وأن 12 مليون مصري تلقوا الجرعتين.
وقال الدكتور مصطفى جاويش، المسؤول السابق في وزارة الصحة، إن نسبة الوفيات في مصر وصلت إلى 6.3% من إجمالي عدد الإصابات في حين أن المعدل العالمي لا يتجاوز 2% أي أن نسبة الوفيات في مصر ثلاثة أضعاف المؤشر العالمي وهذا مؤشر خطير على ضعف وفساد القطاع الصحي في مصر.
وأضاف جاويش، في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، أن عدد من تلقوا للقاح حتى الآن في مصر حوالي 12 مليون مواطن بنسبة 10% من إجمالي عدد السكان وهذه نسبة قليلة جدا، بالإضافة إلى أن عمليات التطعيم سادتها حالة من العشوائية لأن سلطات الانقلاب لم تلتزم بتوصيات منظمة الصحة العالمية التي حددت 3 فئات ذات أولوية لتلقى اللقاح وهي الأطقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإضافة إلى المعتقلين في السجون والأماكن المغلقة.
وأوضح جاويش أن الأطقم الطبية لم تستكمل لقاحاتها حتى الآن وهناك 7 ملايين مواطن مسن و23 مليون مواطن أصحاب أمراض مزمنة بحسب إحصاءات وزارة صحة الانقلاب لا توجد خطة لتلقيهم التطعيم وأيضا هناك أكثر من 120 ألف سجين لم يتلقوا اللقاح.
إهمال للأطباء والمرضى
وأشار جاويش أن وزيرة الصحة المقالة سبق أن أعلنت عن مبادرة لتطعيم العاملين في هيئة قناة السويس تزامنا مع جنوح السفينة إيفرجيفين، كما أعلنت عن تطعيم العاملين في الغرف السياحية في جنوب سيناء والبحر الأحمر تأهبا للموسم السياحي كما أطلقت مبادرة لتطعيم العاملين في المصالح الحكومية وطلبة الجامعات لكن هذه المبادرات سادتها حالة من العشوائية .
ولفت جاويش إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات في صفوف الأطباء في مصر يرجع إلى عدة أسباب منها الشكاوى المستمرة من جانب الأطباء، وهناك أطباء تم اعتقالهم بسبب الشكاوى من نقص مستلزمات الحماية وفساد بيئة العمل، ومنع الإجازات، بالإضافة إلى ساعات العمل المجهدة وعدم تقديم دعم نفسي للأطباء أومساواتهم بشهداء العمليات في الجيش والشرطة.
ونوه جاويش إلى أن الواقيات ومستلزمات الحماية لدى وزارة الصحة بكومة الانقلاب غير مطابقة للمواصفات العالمية لأنه تم استيرادها عبر هيئة الشراء الموحد برئاسة اللواء بهاء زيدان دون أي استشارة لأطباء الصحة ودون التأكد من سلامتها مطابقتها للمعايير العالمية بجانب عدم التحكم في العدوى داخل مقرات العمل ما تسبب في زيادة الحمل الفيروسي على الأطباء ما يعرضهم لجرعات عالية من الفيروسات.
وأوضح جاويش أن زيادة الإصابات في صفوف الأطباء لابد أن يصاحبه زيادة في أعداد الإصابات بين المواطنين وهو ما يؤكد كذب الأرقام المعلنة بشأن نسب الإصابات اليومية، ويؤكد التقارير التي أشارت إلى أن أعداد الإصابات الحقيقة عشرة أضعاف الأرقام المعلنة من الوزارة.
وتابع: "حكومة السيسي زعمت أنها أنفقت الأموال الطائلة من الميزانية لشراء 72 مليون جرعة من لقاح كورونا والسفارة الأمريكية فضحت كذب الحكومة وأعلنت أنها وفرت 3.5 مليون جرعة من لقاح موديرنا كهدية لمصر، وفي شهر يناير الماضي أعلن محمد معيط وزير مالية الانقلاب أن مصر تحتاج إلى 20 مليار جنيه لشراء اللقاحات وبعد ذلك قدمت سلطات الانقلاب طلبا باعتبارها من الدول الفقيرة للدخول ضمن مجموعة كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية من خلال منظمة جابي لمنح الدول الفقيرة جميع اللقاحات بالمجان، وهذا ما حدث وتسلمت حكومة السيسي لقاحى سينوفارم وسينوفاك من الصين ولقاح استرازينيكا من مجموعة كوفاكس ولقاح جونسون آند جونسون بدعم من avad لدعم اللقاحات في القارة الإفريقية ولقاح سبوتنيك بدعم من وزارة الرياضة الروسية ولقاحي فايزر وموديرنا بمبادرة من الرئيس الأمريكي بايدن وأيضا الثلاجات الخاصة بلقاح فايزر الذي يحفظ في درجة حرارة 70 تحت الصفر وصلت بالمجان من منظمة اليونيسيف، كما أعلنت هيئة المعونة الأمريكية عن منح مصر 46 مليون دولار لدعم وتمويل الدعاية والتدريب على لقاح كورونا".
يذكر أن وزارة الصحة والسكان في حكومة الانقلاب أعلنت عن تسجيل 922 حالة جديدة بفيروس كورونا إضافة إلى 60 حالة وفاة، وتشهد مصر منذ شهر سبتمبر الماضي ارتفاعا في الإصابات بفيروس كورونا بينما توقعت السلطات الصحية استمرار هذه الزيادة بالتزامن مع الموجة الرابعة من الجائحة.