غضب بين أولياء الأمور وخبراء التربية احتجاجا على تقسيم اليوم الدراسي إلى 3 فترات

- ‎فيأخبار

تحول التعليم في دولة العسكر إلى عملية جوفاء لا تقدم للتلاميذ والطلاب شيئا ينفعهم في حياتهم ومستقبلهم، فالفصول أشبه بمخيمات اللاجئين مُكدسة وخالية من المقاعد، حالة المدارس يُرثى لها منذ انطلاق العام الدراسي الجديد في ظل جائحة كورونا.

هذه الأوضاع المزرية أثارت غضب أولياء الأمور وخبراء التربية والتعليم، ودفعتهم للمطالبة ببناء مدارس جديدة لاستيعاب الطلاب، وفي المقابل واصلت وزارة تعليم الانقلاب فشلها ولم تستطع أن تقدم حلا عمليا سوى تقسيم اليوم الدراسي في بعض المدارس إلى فترتين أو3 فترات .

هذا القرار العبثي أشعل نيران الغضب بين أولياء الأمور وخبراء التربية لما له من تأثير سلبي على سير العملية التعليمية.

كانت وزارة تعليم الانقلاب أصدرت الكتاب الدوري رقم (32) بشأن ضوابط تنظيم العمل داخل المدارس لجميع المراحل للعام الدراسي 2021/2022، وجاء فيه "يتولى مدير المديرية إيجاد الحلول المناسبة لتقليل الكثافة الطلابية خاصة بالمدارس التي تعمل بنظام الفترتين، ويُمكن إتاحة العمل لفترة ثالثة إذا تطلب الأمر، أما بالنسبة للمدارس التي يتم العمل بها بنظام الفترة الواحدة يحق لمُدير المديرية الموافقة على تشغيلها بنظام الفترتين، مع عدم المساس بعدد أيام الدراسة المُقررة بالخريطة الزمنية المُعتمدة.

فيما تداولت صحف ومواقع إلكترونية، أخبارا حول تقسيم اليوم الدراسي إلى 4 فترات في بعض المدارس، بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجدول تقسيم التلاميذ إلى 4 فترات بإحدى مدارس محافظة الجيزة، وأظهرت الصورة أن الفترة الأولى تبدأ الساعة 6:45 صباحا وتنتهي الفترة الرابعة الساعة 4:30 عصرا، الأمر الذي أشعل غضب أولياء الأمور، لأن نظام الفترات يجعل اليوم الدراسي تتراوح ساعاته من 3 إلى 4 ساعات فقط .

وحذر أولياء الأمور من تقسيم اليوم الدراسي إلى 3 أو 4 فترات مؤكدين أن هذا يجعل من العملية التعليمة نوعا من العبث لا يفيد الطالب ولا يعلمه شيئا .

 

صرخات أولياء الأمور

وقالت هدى محمد "ولية أمر": "ما ينفعش نقسم اليوم الدراسي 3 فترات، الأطفال هيروَّحوا إزاي بالليل ويذاكروا امتي"؟

وأضافت: "وبعدين فيه ناس بتشتغل على فكرة عايشين معانا على الكوكب، ولازم الوزارة تعمل حساب أولياء الأمور اللي وقتها ما ينفعش بـ 3 فترات؛ لأنه مطلوب منهم يوصلوا أطفالهم ويجيبوهم من المدرسة".

وتساءلت مش عارفة ليه إصرار الوزير الانقلابي على عدم تطبيق نظام تقسيم أيام الحضور زي السنة اللي فاتت، هيضيع العيال ويضيعنا معاه، مستنكرة تعنت تعليم الانقلاب بعدم تطبيق نظام تقسيم أيام الحضور لاسيما أن سلبياته كانت أقل مقارنة بنظام الفترات.

وقالت هبة ربيع "ولية أمر" "يعني إيه 3 فترات، كدا لو حسبناها آخر فترة تخرج الساعة 7 بالليل وإحنا داخلين على الشتاء، مش عارفة هي القرارات دي مش المفروض يدرسوها الأول"؟!

وأضافت أن تقسيم اليوم الدراسي 3 فترات في بعض المدارس، يعني أن اليوم الدراسي هيبقى 3 ساعات ومش هيكون فيه مجموعات تقوية في المدارس، وترجع ريما لعادتها القديمة والدروس الخصوصية تقطم ضهرنا تاني، ويا ريتنا هنلاقي وقت نذاكر فيه لأولادنا بعد دا كله!

 

الدروس الخصوصية

وقالت هناء محمود: "أنا معايا 3 بنات في المدرسة كل بنت في فترة، يعني هأقضي اليوم رايحة جاية على المدرسة، بعد تطبيق المدرسة نظام الـ3 فترات".

وتساءلت نور علي: "هيجيب مُدرسين منين للفترات دي"؟! محذرة من أن قرار الـ 3 فترات يفتح المجال لاستفحال الدروس الخصوصية واستغلال بعض المعلمين، وطبعا مدرسين الفصل هم نفسهم مدرسين الدروس، يعني كدا هيبقوا متفرغين للألوفات وأولياء الأمور يتفرموا بين الوزارة واستغلال المدرسين.

 

حلول وهمية

وأكد مُحب عبود ممثل المعلمين المُستقلين أن تقسيم اليوم الدراسي لفترات محاولة للالتفاف على إقامة مدارس جديدة لحل مشكلة الكثافة الطلابية .

وتساءل عبود، في تصريحات صحفية، عن الطالب الذي يبدأ الدراسة الساعة 6:30 صباحا وينتهي اليوم الدراسي في الساعة 11 قبل الظهر ما الذي يستطيع تعلمه وتحصيله في تلك الفترة القصيرة ؟ مؤكدا أن تأثير القرار السلبي ظاهر للجميع لكن تعليم الانقلاب تتغافل عن ذلك .

وأشار إلى أن تقسيم اليوم الدراسي إلى فترات مع عجز المعلمين سينعكس على المحتوى المُقدم للطلاب مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن في بناء مدارس، بدلا من هذا الحل الوهمي الذي سيخلق أزمات أخرى.

وشدد عبود على ضرورة بناء مدارس لحل الأزمة، خصوصا للمرحلة الابتدائية ذات الكثافة الطلابية الكبيرة موضحا أن هناك أزمات كثيرة سيخلقها نظام الفترات على رأسها عدم التحصيل الكافي لدى الطلاب، وتفاقم أزمة عجز المعلمين مع إصرار تعليم الانقلاب على عدم تعيين مدرسين جدد بحجة الميزانية .

وحذر من أن نظام الفترات سيؤدي إلى تفشي كورونا بين التلاميذ معتبرا أن مزاعم تعليم الانقلاب باللجوء إلى نظام الفترات للحفاظ على الطلاب من الإصابة بكورونا كلام فارغ،  لأن عدوى كورونا لن يوقفها نظام الفترات .

 

تعليم عبثي

ولفت عبود إلى أن عدم وضوح الوزير الانقلابي بشأن اعتبار هذا الحل مؤقتا، لحين بناء مدارس جديدة لاستيعاب الكثافة الطلابية، يكشف عن العبث الذي يدار به التعليم موضحا أن حل نظام الفترات سيكون مقبولا في حالة أعلنت تعليم الانقلاب أنه حل مؤقت، لحين بناء مدارس جديدة، لكن محاولات تصديره كبديل للحل الحقيقي مرفوض تماما .

وطالب بوضع خطة بعد حصر عدد المدارس التي نحتاجها، ثم تحديد مدة زمنية قد تكون 8 سنوات للانتهاء من تدشين المدارس، يتم إنجاز عدد منها كل سنتين أو 3 مثلا.

وحذر عبود من استفحال الأزمة وتُفاقِم عجز المعلمين بالمدارس في عدم التزام وزارة مالية الانقلاب بميزانية التعليم المخصصة للوزارة والتي تبلغ 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 342 مليار جنيه، والذي لم تتحصل تعليم الانقلاب على ثلثه مؤكدا أن تعليم الانقلاب تتسلم 87 مليار جنيه فقط كميزانية للتعليم.

وشدد على ضرورة الإعلان عن مسابقة حقيقية لتعيين مُعلمين وفق الاحتياج الحقيقي، يتم تعيينهم وفقا للترتيب الوظيفي، الذي يبدأ بدرجة معلم مساعد، ويتم تثبيته بعد عامين إذا أثبت كفاءته، مطالبا بمناقشه أزمة الكثافة والأزمات المترتبة عليها، مع أهل الاختصاص للخروج بحلول حقيقية وليست وهمية تخلق أزمات جديدة.

 

أين التطوير ؟

وتساءل الدكتور محمد عبدالعزيز الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس عن تطوير التعليم الذي صدّع به وزير تعليم الانقلاب طارق شوقي أدمغة المصريين. متسائلا:  "كيف يعمل الوزير من أجل التطوير في حين أنه لا يستطيع مواجهة الأزمات مواجهة حقيقية"؟

وأكد أن البيئة التعليمية في مدارسنا غير مناسبة بالمرة، معتبرا ما يحصل عليه الطلاب هو تعليم سلبي، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة العُنف داخل المدارس وخارجها.