انتهاكات جسيمة ضد المعتقلين بعدد من السجون والأهالي يستغيثون

- ‎فيحريات

رصدت منظمة نجدة لحقوق الإنسان انتهاكات جسيمة ممنهجة بحق المعتقلين بعدد من السجون بينها سجن وادي النطرون 440 وليمان المنيا والزقازيق العمومي وجمصة و تحقيق طره وطره شديد الحراسة المعروف بـ "سجن العقرب" والذي بلغت محاولات الانتحار فيه 22 محاولة ، وأعلن عدد من المعتقلين فيه الدخول في إضراب عن الطعام رفضا للانتهاكات المتصاعدة.

وأكدت المنظمة تشارك المعتقلين بهذه السجون لمعاناة التكدس وسوء التهوية ومنع التريض والإهمال الطبي المتعمد والمعاملة القاسية والمهينة والحاطة من الكرامة، بالمخالفة للدستور والقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية.

فيما استغاث العديد من أهالي المعتقلين على ذمة قضايا سياسية بكل من يهمه الأمر بسرعة التدخل لرفع الظلم الواقع على ذويهم ووقف ما يحدث من انتهاكات بشكل متصاعد واحترام حقوق الإنسان ، محملين سلامة ذويهم لوزير الداخلية ورئيس مصلحة السجون والنائب العام بحكومة الانقلاب.

 

سجن الزقازيق العمومي

ففي سجن الزقازيق العمومي رصدت المنظمة ضرب المعتقلين أثناء دخولهم إلى السجن وإجبارهم على خلع ملابسهم كاملة، وإجبارهم على قضاء الحاجة أمام بعضهم وأمام المخبرين، ثم إيداعهم زنازين التأديب.

وذكرت أنه يتم تفتيش شبه يومي للزنازين مصحوبا بالضرب والإهانة، بمعرفة الضابط أسامة العطار وشريف نخنوخ والقوة المصاحبة لهما،ودون مراعاة لظروف مرض أو كبر سن.

كما يتم منع دخول الأكياس التي يستخدمها المعتقلون في قضاء حاجتهم إلي زنازين التأديب والتي لا توجد بها دورات مياه، ولا يوجد بها سوى صفيحة لقضاء الحاجة ما يتسبب في معاناة إنسانية، فضلا عن انتشار الأمراض.

وأكدت أن الزيارة في أسوأ حالتها ويعامل الزوار معاملة مهينة وقاسية وعندما  أعلن المعتقل أشرف سلمي الإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء الموافق 9/11/2021 احتجاجا على سوء المعاملة، تم الاعتداء عليه بالضرب بشده وإيداعه أحد زنازين التأديب، وتدهورت حالته الصحية جراء الاعتداء الهمجي عليه، ولم يسمح له بتلقي العلاج.

 

ليمان المنيا

وفي سجن ليمان المنيا بتاريخ تم الاعتداء البدني الوحشي على 20 معتقلا سياسيا أول أيام نوفمبر الجاري، فيما يعرف بالتشريفة ويعاني المعتقل نادر مصطفى الجمل من محافظة الشرقية؛ إصابات بالغة جراء ما تعرض له من ضرب مبرح في السجن.

وأشارت إلى أن  أسر المعتقلين بالسجن أطلقت نداء استغاثة إثراستدعاء الضابط أحمد شلبي القوات الخاصة للاعتداء على المعتقليين بسجن المنيا، تنفيذا لوعيده للمعتقلين بعنبر 8 حيث توعدهم بأنه" سيدفنهم مكانهم لو سمع صوت حد فيهم".

ورصدت ما نتج عن ذلك من إصابة العديد منهم بكسور في الأيدي والأرجل ، تجريدهم من جميع متعلقاتهم الشخصية،  وحرمانهم من الأدوية وأدوات النظافة الخاصة، التنكيل بعدد منهم وإرسالهم إلى زنازين التأديب الانفرادية ، إرسال العديد منهم إلى عنابر وزنازين الجنائيين.

 

سجن وادي النطرون 440

وفي سجن وادي النطرون 440 تستمر الانتهاكات ضد المعتقلين وبحق ذويهم بإشراف من رئيس المباحث محمد عبدالمطلب، حيث  تعامل إدارة السجن  الزائرين معاملة مهينة، وتمنع دخول العلاج، وتعبث خلال التفتيش بالطعام الذي يتعرض للتلف، بسبب طول الانتظار في الشمس  بشكل يجعله غير صالح للاستخدام  قبل السماح بإدخاله، وتستغرق زمنا طويلا بين تقديم التصريح وبين السماح بالدخول، ما يسبب إزدحاما شديدا وإرهاقا شديدا للزوار وخاصة كبار السن والنساء.

كما يتم تجريد المعتقلين بشكل دوري من متعلقاتهم وإتلاف أدويتهم أثناء التفتيش، ومنعهم من الخروج للمستشفى للعلاج، فضلا عن المعاملة القاسية والمهينة.

 

سجن جمصة

وفي سجن جمصة تستمر التفتيشات بشكل دوري وفي أزمنة متقاربة، وتكون مصحوبة بالمعاملة المهينة وبالتجريد من كافة المتعلقات الشخصية، ولا يسمح بدخول الأدوية، ووكثير من الأطعمة وتقلص وقت الزيارة إلى دقائق معدودة ومن خلال سلك لايسمح بالرؤية الواضحة ولا بوصول الصوت بوضوح مع ازدحام مكان الزيارة.

 

سجن تحقيق طره

و في سجن تحقيق طرة يُمنع دخول أنواع كثيرة من الطعام كما يمنع دخول الأدوية والكتب والبطاطين، ويتم التفتيش داخل العنابر والزنازين بشكل متكرر يتم من خلاله تجريد المعتقلين من متعلقاتهم الشخصية، ما يعرض حياة كثير منهم وخاصة كبار السن للخطر ، وخاصة مع إنعدام الرعاية الطبية.

 

سجن العقرب

أما عن سجن طرة شديد الحراسة "سجن العقرب" والذي بلغت محاولات الانتحار فيه 22 محاولة وتُمارس فيه كل المهلكات لأرواح المعتقلين، وصلت رسالة منهم لكل أحرار العالم في 13 أغسطس الماضي جاء فيها:

"إلى كل أحرار العالم  لقد بدأنا إضرابا عن الطعام منذ أسبوعين لعل صوتنا يصل إلى المسؤولين، ليرفعوا عنا ما نحن فيه من عزل وحرمان من الأهل ومن حقوقنا الطبيعية؛ فلم يستجيب لنا أحد ولم يسمع لنا أحد بل كانت دائما رسائلهم لنا اقتلوا أنفسكم ،  احنا ما يهمنا الإضرابات، يا أحرار العالم لقد ضاقت بنا الدنيا حتى أشعلنا النار في زنازيننا يوم الجمعة قبل الماضية يوم 13/08/2021 وأمسكت النار في أجسادنا، وأصابت 12 منا بحروق، فعلنا ذلك ليرتاح المسؤولون عنا، ومع ذلك قابلوا هذا الأمر بالبطش والتنكيل والتجريد من الملابس والإهانة والضرب والعزل، وتحول ونج H1  w3  إلى مقر للدفاع المدني وقوات فض الشغب، الذين هددونا بكل شيء، حتى اعتقال الأهل وعاد الصمت إلى أرض الخراب (العقرب).

واختتمت الرسالة باستغاثة: "أغيثونا يا أحرار العالم واحمونا يا أيها المسؤولون إذا كنتم تخافون من المسؤولية أمام الله".