ورقة بحثية: “عسكر” رئيسا لأركان السيسي.. أولوية الولاء والمصلحة تسبق الكفاءة

- ‎فيأخبار

قالت ورقة بحثية بعنوان "مصر: أبعاد إقالة فريد حجازي من رئاسة الأركان" أعدها الباحث في الشأن العسكري محمود جمال بموقع المعهد المصري للدراسات إن "السيسي يقدم الولاء والمصلحة في تعيين قادة الجيش على معيار الكفاءة، وأنه في الوقت الحالي ينتهج سياسات جديدة للتعامل مع قيادات الجيش، ولكن بخطة محكمة مدروسة حتى يُؤمّن حكمه، حيث أيقن أن كسب عدوات قيادات الجيش أو أفراد جهاز المخابرات العامة ليس في صالحه، وعمل على ترضيتهم بإرجاع البعض للخدمة وإعطاء امتيازات غير مسبوقة للجميع "القيادات المستبعدين أو الحاليين".
وأضافت أنه "بدأ يستمع لأصوات المعارضين داخل المؤسسات السيادية، الذين يرى أنهم يشكلون التهديد الحقيقي عليه وعلى نظامه، لذلك قام بمحاولة إعادة رسم شكل جديد لنظام حكمه كي يستمر لسنوات عديدة".

تحولات عسكر
وقال الباحث إن "أسامة عسكر كان من الأطراف الغاضبة من سياسات السيسي في بعض الملفات، حول طبيعية الحاكم العسكري. لكنه تماهى بشكل تام مع سياسات السيسي خلال السنتين 2020 و2021 وأصبح داعما قويا لسياسات السيسي، حيث رأى عسكر أن السيسي قد أرضى القيادات الغاضبة وأخرج عنان من المعتقل، كما تم الاتفاق عليه، في سبتمبر 2019م، وأصبح لا يشكل خطرا على السيسي خلال تلك الفترة".

شعبية عسكر

ومن جانب آخر،  أضاف أن عسكر له شعبية ورصيد داخل صفوف الجيش وكونه يقف خلف السيسي وسياساته فهو مكسب كبير للسيسي، وكذلك علاقاته الخارجية مع الجانب الأمريكي جيدة، والسيسي يحاول أن يكون هناك شخصيات عسكرية لها تواصل متميز مع الجانب الأمريكي حتى ترمم العلاقات المتوترة بعض الشيء بين إدارة بايدن ونظام السيسي، حيث يُعتبر أسامة عسكر شخصا مقبولا خارجيا وداخليا".
وزعمت الورقة أن عسكر هو "أنسب شخص  للوقوف مع السيسي في تلك المرحلة، قد يمكث سنتين طبقا للقانون المعدل  ثم يجدد له بمثلهم، وبذلك يكون قد اكتسبه في صفه حتى لا تتشكل قوى أخرى من قيادات عسكرية لها ثقل داخل المؤسسة العسكرية تعمل على منافسته في الانتخابات الرئاسية القادمة".

معايير التعيين
ولفت الباحث إلى أن عسكر كان قائدا للجيش الثالث الميداني المسؤول عن النطاق العملياتي في محافظة شمال سيناء إلى أوائل عام 2015م، ثم كلف برئاسة القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة في فبراير 2015م، والتي أُسست خصيصا لمكافحة العناصر المسلحة في سيناء، وتوحيد القيادة والتنسيق بين الجيشين الثاني والثالث.
وأوضح أنه لم يحدث طوال فترة قيادة أسامة عسكر للجيش الثالث أو المنطقة الموحدة أي تطور نوعي للقضاء على الجماعات المسلحة هناك، بل كان الجيش يعاني في مواجهة تلك العناصر وكان هناك فاقد بشكل مستمر لعناصر ومعدات ومهمات الجيش، وكان هذا السبب الرئيس في إخراج عسكر من منصبه المستحدث كقائد الجبهة الموحدة في ديسمبر 2016.

العصا والجزرة
وخلص الباحث إلى أنه قد يجيد السيسي سياسة العصا والجزرة بعدما أعاد على مدار العامين الماضيين بعض القادة المستبعدين واكتسبهم في صفه، وصدّق على قانون معاملة كبار القادة العسكريين الذي أقره برلمان السيسي في 03 يوليو 2018م، وقام بإعطاء امتيازات غير مسبوقة لجميع كبار قادة الجيش المصري وتحصينهم من أي مسالة قانونية سواء كانوا في الخدمة أو خارجها.

وأضاف أنه في مقابل هذه الامتيازات جاءت التعديلات على بعض القوانين العسكرية التي أقرها البرلمان في 06 يوليو 2020م، لتكبيل جميع قيادات الجيش، بل وعُممت على كافة الضباط حتى لا يستطيعوا أن يأخذوا قرارات منفردة وينتهجوا نهج عنان وشفيق والعقيد قنصوة، حيث أقرت تلك التعديلات عدم جواز ترشح جميع قيادات الجيش وجميع الضباط بمختلف مستوياتهم سواء كانوا بالخدمة أو المعاش للانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحليات…الخ، إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقائده الأعلى، بما يضمن تحكم السيسي في كل أوراق اللعبة داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.
 

https://eipss-eg.org/%d9%85%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%a5%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d9%83%d8%a7%d9%86/