أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فن التطريز الفلسطيني التقليدي إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي، بحسب ما أفاد موقع الجزيرة نت .
وقد تمت عملية الإدراج يوم الأربعاء خلال الدورة ال 16 للجنة الحكومية لحماية التراث الثقافي غير المادي، وهي تجمع سنوي ضم المئات من المشاركين، بمن فيهم ممثلو الدولة والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الثقافية.
ووجه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتية الشكر لليونسكو على قرارها.
حماية الهوية
وقال شتية في بيان له إن "هذه الخطوة هامة وتأتي في الوقت المناسب، من أجل حماية هويتنا وتراثنا وسرد حكاياتنا الفلسطينية، في مواجهة محاولات الاحتلال لسرقة ما لا يملكه".
ويعد التطريز الفلسطيني أو "التيتريز" تقليدا فنيا متوارثا عبر أجيال عديدة، حيث يشتمل على أنماط وخياطة يدوية مع خيط لامع على الملابس، ويعتبر ثوب الطوب، وهو فستان تقليدي فضفاض تلبسه النساء الفلسطينيات، أكثر المواد المطرزة شيوعا.
وفي حين أن هذه الممارسة نشأت في المناطق الريفية، فإن ثقافة الخياطة وارتداء المواد المطرزة شائعة الآن في جميع المدن والقرى، حيث تمثل الأنماط المختلفة مختلف المناطق في فلسطين التاريخية، ويمكن أن تكون بمثابة مؤشر على الحالة الاقتصادية والزوجية للمرأة التي ترتديها.
وقال وزير الثقافة في السلطة الفلسطينية عاطف أبو سيف إن "الوزارة عملت لأكثر من عامين لوضع التطريز الفلسطيني على القائمة".
وأضاف "التراث هو الخزان الحي لذاكرة شعبنا على هذه الأرض، وإن الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية لتراثنا أمر لا غنى عنه لضرورة مواجهة احتلال يسخر كل طاقاته للقضاء عليه وسرقته".
وأوضح أبو سيف أن "ما صنعه أباؤنا وأجدادنا وتركوه لنا في تراث متأصل في الجمال والروعة والجذور الراسخة، هو خير دليل على أننا أبناء هذه الأرض".
ووصفت قائمة يوم الأربعاء التطريز الفلسطيني بأنه "ممارسة اجتماعية ممتدة عبر الأجيال".
أضافت "تلتقي النساء في منازل بعضهن البعض لممارسة التطريز والخياطة، وغالبا مع بناتهن، فالعديد من النساء يمارسن التطريز كهواية، كما أن بعضهن ينتجن ويبعن قطعا مطرزة لتكميل دخل أسرهن، إما بمفردهن أو بالتعاون مع نساء أخريات".
وتضيف القائمة أن الممارسة تنتقل من الأم إلى الابنة، ومن خلال دورات التدريب الرسمية.
وتعرف اليونسكو التراث الثقافي غير المادي بأنه "الممارسات والتمثيلات والتعبيرات والمعارف والمهارات – فضلا عن الأدوات والأشياء والمصنوعات اليدوية والفضاءات الثقافية المرتبطة بها – التي تعترف بها المجتمعات المحلية والمجموعات، وفي بعض الحالات الأفراد، كجزء من تراثها الثقافي".
وأطلقت القائمة التمثيلية لأول مرة في عام 2008، وتعرف اليونسكو، في اتفاقيتها لعام 2003، هدف القائمة بأنه "ضمان مزيد من الوضوح وزيادة الوعي بأهمية العناصر المرشحة كممثلين للتراث الثقافي غير المادي، وتشمل بعض العناصر المعروفة في القائمة العرائس الصينية من الظل ، ووجبات الطعام الفرنسية ، والكيمتشي الكورية الجنوبية.
جدل ملكة جمال الكون
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تعرض المتسابقين في مسابقة ملكة جمال الكون 2021 لانتقادات، بسبب ما وصفه الفلسطينيون بأنه استيلاء على ثقافتهم خلال جولة في إسرائيل قبل المسابقة التي أقيمت في مدينة إيلات الجنوبية في 12 ديسمبر.
وخلال زيارتهم إلى مدينة رهط التي تقطنها غالبية من البدو، نشر المرشحون صورا عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يرتدون ثوبا مزركشا فلسطينيا أثناء قيامهم بتصنيع أوراق كرمة محشوة، وقد أغضبت ملكة جمال الفلبين بياتريس لويجي غوميز الكثيرين عندما علقت على صورتها قائلة "يوم في حياة بدوية"، بالإضافة إلى هاشتاغ #زيارة_إسرائيل.
وقالت إيناس عبد الرازق، مديرة المناصرة في المعهد الفلسطيني للدبلوماسية العامة (PIPD) ومحللة السياسات في مؤسسة الشبكة الفكرية، إن «الاستعمار والعنصرية والاستيلاء الثقافي والنظام الأبوي والتبييض كلها في مكان واحد».
فقد وصفت جماعة حركة الصوت اليهودي من أجل السلام التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها هذه الظاهرة بأنها "سرقة ثقافية" و"محاولة لتوطين الذات، مضيفة من خلال المشاركات التي ترعاها وزارة السياحة الإسرائيلية، أظهر المتبارون في مسابقة ملكة جمال الكون التزامهم بتقاليد الأكل والملابس والرقص الفلسطينية ، ولكنهم أطلقوا على هذه الثقافة، وعلى الأرض والشعب التي نشأت منها، الإسرائيلية".
وأضافت المنظمة أن "توضح منشورات ملكة جمال الكون أهمية المقاطعة الثقافية لإسرائيل، فالحكومة الإسرائيلية تستخدم الثقافة بشكل صارخ كأداة لتمجيد أو تمويه قمعها للفلسطينيين، ومن ثم يجب علينا أن نقاوم بشكل جماعي المشاركة فيها أو حتى إعطائها اهتمامنا".
وكانت مجموعة من النساء الفلسطينيات يرتدين ثيابا مطرزة، قد تجمعن يوم الأربعاء في ساحة المنارة بوسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة احتجاجا على مسابقة "ملكة جمال الكون".
وقالت نادية حسن مصطفى، 70 عاما، من قرية بيتين لقناة الجزيرة "أرتدي هذه القبعة، وسأنقلها إلى حفيدتي، نحن نقف هنا اليوم ولدينا تاريخ وحضارات وجذور".
وقالت ليلى غنام، محافظة رام الله "هذا النوع من الملابس هو جزء من حياتنا اليومية وكل من يتبع ثقافتنا يعرف ذلك".
"نحن لا نستخدمه في عروض الأزياء أو لملكات الجمال، جمالنا معروف، إنه في أمهاتنا، في أمهات الشهداء والسجناء، في جمال النساء المضطهدات ".
https://www.aljazeera.com/news/2021/12/16/palestinian-embroidery-added-to-unesco-cultural-heritage-list