مع التطورات المتسارعة وتصاعد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم، حذر أطباء من وصول فيروس جديد إلى مصر يجمع بين كورونا والإنفلونزا تم الاتفاق على تسميته «فلورونا».
وقال الأطباء إن "انهيار المنظومة الصحية في مصر وتقليص ميزانيات الصحة والعلاج من جانب نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، يساعد على انتشار هذا الوباء الجديد بين المصريين" .
يشار إلى أن هذا الفيروس كان قد ظهر قبل أيام في إسرائيل، وفقا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، التي أكدت أنه تم تسجيل أول إصابة بــ«المرض المزدوج» لامرأة دخلت إلى مركز رابين الطبي للولادة، الأمر الذي أثار ذعرا خاصة أن متحور «أوميكرون» ما زالت تداعياته تصيب العالم حتى الآن.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الإصابة المسجلة، ظهرت على امرأة غير ملقحة ضد المرضين، ويتابع الأطباء الحالة التي لم يظهر عليها أعراض قوية، في محاولة لمعرفة ما إذا كان امتزاج الفيروسين معا قد يؤدي إلى عدوى أشد خطورة، ويرجح مسؤولون إسرائيليون أن العديد من المرضى أُصيبوا بالفيروسين معا في أوقات سابقة، ولكن لم يتم تشخيص حالاتهم، كما أنه لم تسجل إصابات بالإنفلونزا عند نساء حوامل جئن السنة الماضية للولادة أو لمتابعة الحمل، إلا أن المركز بدأ يسجل مزيدا من الإصابات لدى الحوامل في الفترة الأخيرة.
وأكد الأطباء أن التطورات الجديدة أصابت المجتمع الطبي العالمي بحالة ذهول، بسبب ظهور المتحورات بهذه السرعة وانتشارها بشكل كبير خلال أشهر فقط، ما جعل الجميع ينظر إلى المستقبل بترقب وخوف من وجود مفاجآت أكثر شراسة خلال العام 2022 .
تسونامي إصابات
من جانبها لم تعلق منظمة الصحة العالمية على ظهور الفيروس الجديد، ما دفع الكثيرين للتساؤل عن طبيعة المرض الجديد، وهل هو متحور جديد لفيروس كورونا؟ وما مدى خطورته؟
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونه أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات، حيث يمثل ذلك عبئا هائلا على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار".
وأعرب عن قلقه من ظهور تحورات جديدة لفيروس كورونا مع استمرارها لفترات طويلة، ما يهدد العالم خاصة الدول النامية والفقيرة بإصابة الملايين من أبنائها دون توافر الإمكانيات لعلاجهم .
الإجراءات الاحترازية
الموقف الانقلابي الذي لا يبالي بصحة المصريين ولا يهتم بعلاجهم ودفع الأوبئة عنهم، استقبل متحور فلورونا بنفس السيناريو الذي استقبل به جائحة فيروس كورونا عند ظهورها، حيث أنكر وجودها في مصر وزعم أنه على أتم الاستعداد لمواجهة الوباء .
في هذا السياق علق حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة صحة الانقلاب، على ظهور فيروس جديد، يجمع بين «كورونا» والإنفلونزا، زاعما أن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها حكومة الانقلاب للوقاية من كوفيد -19 هي نفسها التي تحمي من الإصابة بالإنفلونزا .
وقال عبدالغفار في تصريحات صحفية إنه "مع بداية الانتشار الوبائي لفيروس كورونا في شهر يناير 2020 ، تحدث العلماء عن إمكانية الإصابة بفيروس كورونا والإنفلونزا في نفس الوقت".
وطالب المصريين بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، وارتداء الكمامة وغسل وتطهير اليدين بصفة مستمرة وفق تعبيره.
عدوى مزدوجة
في المقابل قال الدكتور شريف حته أستاذ الطب الوقائي إن "تلك الإصابة ناتجة عن انتشار فيروس كورونا خلال فصل الشتاء، حيث إن الإصابات دائما تصنف إما فيروس كورونا أو فيروس الإنفلونزا، وهذه هي الحالة الأولى على الإطلاق لمثل هذه العدوى المزدوجة لكورونا وفيروس الإنفلونزا منذ بداية ظهور الوباء، مشيرا إلى أنها ليست نوعا متحورا من فيروس كورونا، بل إنها حالة عدوى تنفسية مزدوجة ناجمة عن كورونا وفيروس الإنفلونزا، وعندما تكون فيروسات تلك العدوى موجودة في الجسم في نفس الوقت، يشار إلى الحالة باسم فلورونا.
وأوضح «حتة» في تصريحات صحفية أن أعراض الإصابة من الممكن أن تكون شديدة، وقد تصل إلى الالتهاب الرئوي ومضاعفات الجهاز التنفسي الأخرى والتهاب عضلة القلب، ما يشكل خطر الوفاة في غياب الرعاية الطبية، خاصة مع من يعانون من مشاكل في جهاز المناعة أو المدخنين .
وأكد أن فلورونا يسبب التهابا حادا في الرئتين، وقد تكون الأعراض بسيطة مثل التهاب الحلق والسعال وسيلان الأنف والحمى والصداع والتعب، وفقدان حاسة الشم والتذوق وألم في المفاصل والعضلات.
وأشار «حتة» إلى أن شدة الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب مناعة الجسم ومدى التزامه بالإجراءات الاحترازية، حيث إنه من الممكن أن ينتقل «فلورونا» من خلال جزيئات الهواء الجوي الملوثة بالفيروس الذي يطلقه شخص مصاب أثناء السعال أو التحدث أو العطس، مؤكدا أن أعراض العدوى تظهر خلال فترة تتراوح بين يومين إلى 10 أيام بعد الإصابة بالفيروس، وخطر انتشار الفيروس للآخرين يكون أكبر خلال الأيام الأولى.
وطالب «حتة» بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والحصول على لقاح كورونا.
وأشار إلى أنه في حالة الإصابة بالعدوى يمكن اتباع بروتوكولات علاج فيروس كورونا، حيث إنها تتضمن علاجا لفيروس الإنفلونزا.
أوميكرون ودلتا
وقال الدكتور أيمن الشبيني، أستاذ علم الفيروسات بجامعة زويل، إن "المرض الجديد «فلورونا» الذي ظهر في إسرائيل، ليس بسبب فيروس جديد، ولكنه امتزاج متحوري أوميكرون ودلتا، مع فيروس الإنفلونزا في توقيت واحد .
وأشار الشبيني في تصريحات صحفية إلى أنه تم رصد عدد منخفض من الحالات، وقد تلجأ شركات الأدوية المنتجة للقاحات لإنتاج لقاح ضد كورونا والإنفلونزا معا.
وتابع ، أن منظمة الصحة العالمية أوصت بضرورة الحصول على اللقاحات، خاصة أن معدل انتشار أوميكرون سريع جدا ويصل إلى 15 مرة أكثر من انتشار دلتا، حيث وصل عدد الإصابات به إلى 9 ملايين إصابة في اليوم الواحد حول العالم، مؤكدا أن اللقاحات مهمة لوقف انتشار الفيروس وتحجيمه.