رامي شعث يواصل فضح العسكر.. تفاصيل مروعة من داخل السجون

- ‎فيحريات

قال رامي شعث وهو أحد النشطاء البارزين، والذي أفرج عنه من السجن الشهر الماضي بعد تنازله عن الجنسية المصرية، لهيئة الإذاعة البريطانية إنه "شاهد بنفسه خلال فترة احتجازه نظاما كان يُستخدم فيه التعذيب، لجعل الناس يبلغون بعضهم عن بعض".

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن رامي شعث كان صوتا مهما في معارضة سلطات الانقلاب المصرية، حيث كان الرجل البالغ من العمر 50 عاما، وهو مواطن مصري فلسطيني شخصية رئيسية في الفرع المصري لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل بشكل كامل بسبب سوء معاملتها للفلسطينيين.

واحتجزت سلطات الانقلاب شعث في يوليو 2019 فقد اتُهم بمساعدة منظمة إرهابية، ولكن لم توجه أي اتهامات رسمية ضده.

ويُعتقد أن معارضته للتحرك نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية، كانت القشة الأخيرة التي أدت إلى القبض عليه.

وفي الحوار الذي أجرته معه "بي بي سي" قال إن ظروف سجنه كانت قاتمة، حيث شارك في زنزانة مكتظة بعشرات السجناء الآخرين. ولكنه يقر بكل أسف بأنه كان أفضل من كثيرين غيره.

"في حالتي لم أُعذب، لكن أن تكون معصوب العينين ومكبل اليدين وملصقا بالجدار لمدة ثلاثة أيام ، فهذا بالنسبة لي تعذيب، أما على المستوى المصري، فإن هذا يعتبر في الواقع معاملة للشخصيات المهمة".

والآن بعد أن اجتمع مع زوجته الفرنسية سيلين لبرون في باريس، وبعد أن اضطر إلى التخلي عن جنسيته المصرية كشرط للإفراج عنه، يتعافى رامي شعث من محنته، ولكن لا يزال ذهنه بين أولئك الذين تركهم في السجن.

وأضاف: " أكثر الأمور التي صدمتني خلال الاعتقال ، هو تدفق السجناء الذين لم يكن لهم أي نشاط سياسي يذكر أو لم يكن لهم أي مشاركة سياسية".

وقال إن "العديد من الذين قابلهم في السجن تم استجوابهم تحت الإكراه ، لتقديم المزيد من الأسماء لمزيد من الاعتقالات ، مهما كانت الأسباب واهية".

ووصف شعث طريقة المحققين مع المعتقلين قائلا: "فقط أخبرنا بأسماء عن أي شيء، إذا كنت ضمن مجموعة Facebook، أخبرنا بأسماء أشخاص آخرين في المجموعة، إذا كنت في مظاهرة، فقط أخبرنا بأسماء من كانوا معك".

 

تكتيكات عصابات

في عامين ونصف، تم استجوابه مرة واحدة فقط، لمدة 45 دقيقة، ولم يكن للأمر أي علاقة بالتهم التي كان يواجهها، ويقول إن "الهدف من هذا الاحتجاز هو ببساطة العقاب على كونه ناشطا".

ويقول إن "الوضع لم يكن يائسا على الإطلاق في ظل حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ، الذي أطاحت به ثورة يناير 2011 والتي لعب فيها شعث دورا".

وأضاف: "لم نصل أبدا إلى هذا المستوى من الخوف والاحتجاز التعسفي والتعذيب، لم نشهد قط مصادرة القضاء على هذا المستوى".

وأوضح "في عهد مبارك، كان هناك جهد للمحافظة على مستوى معين من الاستقلال في القضاء، لقد رأيت الكثير من العائلات تلقى في السجن، فقط كإجراء انتقامي ضد أحبائهم، إنها تكتيكات العصابات وليس تكتيكات الدولة".

ومن بين العديد من هذه الحالات، يستشهد بقصة أب معتقل لأكثر من عامين، بعد أن غنى ابنه البالغ من العمر تسع سنوات أغنية لم يكن يعلم أنها اعتُبرت مناهضة للحكومة في مدرسته، التي شجبته في ذلك الحين.

وفي بعض الحالات يقول "عندما يتم تعذيب الناس، فإنهم يخافون من الحديث عن أصدقائهم الذين يهتمون فعليا بالسياسة أو المجال العام، إنهم فقط يعطون أي أسماء لأصدقاء آخرين لا علاقة لهم بالسياسة أو النشاط ، فقط بحيث عندما تقوم قوات الأمن بفحصهم، أنهم بخير على الرغم من أنه لا يزال من الممكن اعتقالهم وزجهم في السجن".

 

الغرب يمكن أن يفعل المزيد

وأشار تقرير "بي بي سي" إلى أنه يعتقد أن الغرب يتمتع بنفوذ كبير على عبد الفتاح السيسي، وهو حليف إقليمي، ويمكنه القيام بالمزيد للحد من انتهاكات حقوق الإنسان.

من جانبه، نفى السيسي في السابق وجود أي سجناء سياسيين في مصر، نافيا التقارير المنتشرة على نطاق واسع التي تفيد بأن هناك عشرات الآلاف في السجون.

وفي أواخر العام الماضي، أطلق السيسي مبادرة باسم الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ، وهي خطة خمسية تهدف إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان وحمايتها، كما رفع حالة الطوارئ القائمة منذ عام 2017.

ويقول مؤيدوه إن "الإجراءات الأمنية كانت ضرورية للتعامل مع الاضطرابات التي أعقبت سقوط حسني مبارك لسنوات".

وعلى الرغم من تجاربه وخبرات غيره ممن التقاهم في السجن، يقول رامي شعث إنه "يعتقد أن حماس التغيير الذي أطلقته ثورة 2011 لم يتبدد تماما".

ويرى أن الناس لم يريدوا لسنوات طويلة أن يتذكروا ثورة 25 يناير، أو يتكلموا عنها بسبب الخوف والخجل والإحساس بالكيفية التي سارت بها الأمور على نحو خاطئ ، ولكنه في هذا العام يتلقى مئات الرسائل من التهاني والاحتفال، وبدأ البعض في إظهار الفخر مرة أخرى بما حدث.

 

https://www.bbc.com/news/world-middle-east-60306267