جددت رابطة الشباب المعتقلين في السجون المصرية الدعوة إلى الإفراج الفوري عن آلاف المعتقلين الذين يتعرضون لظروف حبس مميتة، لاسيما من المرضى وكبار السن وأكدت على أن آلاف المعتقلين ينتظرون الموت المحقق داخل السجون التي تفتقر لأدنى معايير السلامة وصحة الإنسان .
وقالت في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء تعقيبا على وفاة المعتقل محمود عثمان بسجن برج العرب بعد تدهور حالته الصحية وعدم حصوله على الرعاية الطبية اللازمة "القادم أسوأ داخل السجون ما لم تتبدل الظروف بشكل عاجل".
وأشارت إلى أن هذه هي الوفاة الرابعة منذ بداية الشهر الجاري، والثامنة عشر منذ بداية العام، وأن الآلاف من المعتقلين ينتظرون نفس المصير، ما دامت الأوضاع المأساوية كما هي، وما استمر ضمير الإنسانية في سبات عميق.
وتابعت في بيانها ، هنا عليك أن تمرض في هدوء، وأن تموت في صمت، فالاعتراض على سوء الأوضاع عواقبه وخيمة، والطرق على باب الزنزانة للإبلاغ عن حالة مرضية طارئة يعرضك لحساب عسير، ولا ينفع المريض في شيء.
وأضافت ، هنا مبان يطلق عليها مستشفيات ، ولكن الهدف منها ليس توفير رعاية طبية للمحبوسين، وإنما لاستقبال الزائرين من الإعلاميين وغيرهم وإجراء مشاهد تمثيلية للتصوير، وهنا أطباء ضباط يحملون الرتب، لكنهم لا يعرفون شيئا عن شرف مهنة الطب، ودورهم مقصور على توبيخ وإهانة من يخرج إليهم من المرضى، وفبركة التقارير الطبية حال وفاة المريض.
وأستكمل البيان ، هنا آلة فريدة من نوعها للقتل البطئ، تستحق أن تسجل كبراءة اختراع لنظام يعرف كيف يمرر جرائمه في عالم الواقعية والمصالح، أخبار متوفينا ستصلكم كل يوم أينما كنتم، طالما استمرت جريمة الإهمال الطبي، ومن قبلها جريمة اعتقالنا وسلبنا حريتنا.
واختتم البيان ، إن رابطة الشباب المعتقلين لتنعي ببالغ الأسى متوفيها بالسجون، وآخرهم المهندس محمود عثمان اللبان والتضامن مع عاداتهم.
تدهور الحالة النفسية والصحية للصحفي سيدعبداللاه
إلى ذلك دقت الشبكة المصرية ناقوس الخطر للالتفات لحالة الصحفي سيد عبداللاه المعتقل في سجن طرة المزرعة، والمحبوس احتياطيا منذ 22 سبتمبر 2019 ، حيث فقد الأمل في الحياة ويفكر بالانتحار بحسب زوجته التي وثقت الشبكة استغاثتها لإنقاذه بعد تدهور حالته الصحية والنفسية.
وأعلنت الشبكة عن تضامنها مع الصحفي المعتقل وأسرته، وحملت سلطات الانقلاب المسؤلية الكاملة عن حياته وسلامته وطالبت النائب العام بالتدخل وإنهاء معاناته، والوقوف على حالته الصحية والنفسية المتدهورة، نتيجة ظروف الحبس والاعتقال القاسية، وذلك قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه -لا قدر الله-.
واعتقلت قوات الانقلاب بالسويس الضحية منذ 22 سبتمبر 2019 بعدما تم اقتحام منزله وبعثرة محتوياته، وتم التحقيق معه وحبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 1338 وتم ترحيله لسجن أبو زعبل العسكري، وبعدها تم نقله بعدها لسجن ليمان أبو زعبل واحد ، وأثناء منع الزيارات في بدايه جائحة كورونا، تم نقله لسجن طرة عنبر الزراعة ليحصل بعدها على قرار بإخلاء سبيله.
وبتاريخ الثالث من نوفمبر 2020 تم ترحيله لقسم شرطة عتاقة بمحافظة السويس لاستكمال إجراءات إخلاء السبيل، حتى جرى نقله إلي نيابة أمن الدولة العليا وتدويره والتحقيق معه على ذمة القضية 1106 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا وترحيله إلى سجن طرة عنبر الزراعة ، ثم بعدها تم ترحيله إلى سجن طرة المزرعة، ولا يزال حتى الآن وللعام الثالث قيد الحبس الاحتياطي.
وأشارت الشبكة إلى ما تشهده السجون من حالات الانتحار العديدة خلال السنوات الماضية والتي رصدتها و وثقتها الشبكة المصرية وغيرها من المنظمات المصرية والدولية ، والتي تعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه الآلاف من المعتقلين السياسين بسبب سياسة الاعتقال التعسفي والتدوير في ظل فقدان الأمل في إخلاء السبيل .