أوضاع ماساوية تفتقر لأدنى معايير السلامة وصحة الإنسان ، وتهدر حقه فى الحياة ، حيث يقتل بالبطىء ، عبر ما يعرف بالإهمال الطبى المتعمد ، أو القتل الأبيض بترك المحتجز دون حصول على حقه فى العلاج، والرعاية الصحية الازمة ، هو ملخص لمشهد متواصل دون توقف ، داخل أغلب السجون المصرية ، التى أضحت مقابر لقتل معتقلى الرأى ، ورافضى الظلم الذى يتصاعد يوما بعد الأخر .
وكشف مصدر داخل سجن أبو زعبل ، الذى يقع بمحافظة القليوبية ، على بعد 30 كم شمال شرق القاهرة ، عن تصاعد الانتهاكات للمحتجزين داخل مستشفى السجن ، ويبلغ عددهم 6 محتجزين من معتقلى الرأى ، يتعرضون لإهمال طبى ، ويتركون فريسة للمرض ، الذى لحق بهم داخل جدران السجون ، التى تفتقر لأدنى معايير السلامة ، ولا يحصلون على العلاج المناسب ، ولا الرعاية الطبية اللازمة .
محمد فؤاد طبيب تجرد من الانسانية
بينهم المعتقل" جهاد عبدالغنى محمد سليم " يبلغ من العمر 33 عاما وتم اعتقاله منذ سبتمبر 2015 ولفقت له اتهامات ومزاعم لا صلة له بها وصدر ضده حكم بالسجن مؤخرا من محكمة لا تتوافر فيها أى معايير للتقاضى العادل بالسجن 15 عاما .
وأضاف المصدر أن الانتهاكات تحدث بإشراف طبيب السجن ويدعى " محمد فؤاد " الذى تجرد من الانسانية و يتعنت فى خروج المحتجزين إلى المستشفيات المتخصصه ولا يسمح لهم بالحصول على الرعاية اللازمة حيث تجتمع عليهم آلام المرض والسجن ظلما ضمن مسلسل الانتهاكات الذى لا يتوقف دون أى محاسبة من الجهات المعنية رغم شكوى الأهالى المتكررة والتى لا تحرك ساكنا لدى الجهات المعنية بينها النائب العام ومصلحة السجون ووزارة الداخلية بحكومة الانقلاب .
طبيب السجن :موتوا هنا أحسن
ونقل المصدر حديث طبيب السجن للمحتجز " جهاد سليم " المصاب بسرطان فى حلقه منذ نحو عام ونصف وتدهورت حالته الصحية بما يهدد سلامة حياته نتيجة لما يتعرض له من إهمال طبى يرقى لأن يوصف بأنه جريمة قتل بالبطىء فحينما سئل "جهاد " الطبيب لماذ لا تسمح بخروجى للعلاج فى مستشفى متخصص وإجراء الجراحة اللازمة لحالتى كان رده:"وتتعالج ليه .. إحنا عوزينك تموت هنا "
ومنذ أيام جددت أسرة جهاد استغاثتها لكل من يهمه الأمر بسرعة التدخل لرفع الظلم الواقع عليه والسماح بحصوله على حقه فى العلاج وحررت عدد من التلغرافات لعدة جهات بينها مصلحة السجون برقم 504265 وأخر للمحامى العام برقم 504266 تشكوا فيها ما يتعرض له " جهاد سليم " من إهمال طبى وتطالب بالسماح بحقه فى العلاج المناسب والخروج للمستشفى لإجراء الجراحة المقررة لحالته الصحية قبل فوات الأوان .
تعمد التنكيل بجهاد نموذج للانتهاكات والإهمال الطبى بابو زعبل
وقبل نحو أسبوع كشف مصدر من داخل سجن أبوزعبل عن تعمد إدار السجن التنكيل بالمعتقل " جهاد عبدالغنى محمد سليم " بعدما استطاع أن يسرب رسالته الأخيرة والتى كشفت تعمد قتله بالبطىء عبر الإهمال الطبى بأوامر من الأمن الوطنى الذى يعرقل حصوله على حقه فى العلاج المناسب وإجراء جراحة عاجله بعدما أصيب بسرطان فى حلقه داخل محبسه .
وأضاف أن الرسالة التى تعاطف معها مئات الآلاف من رواد مواقع التواصل الإجتماعى ووثقتها عدد من المنظمات الحقوقية والتى بدورها طالبت بحق جهاد فى الحصول العلاج المناسب وبدلا من أن تستجيب إدارة سجن أبو زعبل للنداءات والمطالبات بضرورة إجراء الجراحة اللازمة لحالة جهاد حفاظا على حقه فى الحياة قامت بالتشديد عليه داخل محبسه بمستشفى السجن ومنعت دخول احتياجاته الاساسية خلال آخر زيارة ولم تسمح له بالخروج للمستشفى المتخصص بحالته .
وأضاف المصدر الذى نتحفظ عن ذكر اسمه حفاظا على سلامته أن حياة جهاد باتت فى خطر بالغ مع تدهور حالته الصحية يوما بعد الأخر فى ظل ما يحدث معه من إهمال متعمد وعدم إجراء الجراحة اللازمة لحالته .
وطالب المصدر كل من يهمه الأمر بالتحرك بشكل سريع قبل فوات الأوان خاصة وأن حالته الصحية تسوء بشكل متسارع يوما بعد الآخر واصفا أن ما يحدث معه هو جريمة قتل بالبطىء وبشكل متعمد
المنظمة العربية ما يحدث لجهاد جريمة شروع فى قتل متعمد
بدورها أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا على أن ما يتم بحق المعتقل "جهاد عبدالغني محمد سليم " القابع بسجن أبو زعبل هو عملية شروع في قتل متعمد وأن سلطات النظام الانقلابي في مصر تتحمل مسؤولية الحالة الصحية المتردية التي يعاني منها منذ عام ونصف بعد إصابته بالسرطان .
ودعت المنظمة في بيان صادر عنها كافة المؤسسات الحقوقية والإعلامية والصحفيين والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان إلى التدوين والنشر حول “جهاد سليم” ومحاولة تكوين رأي عام ضاغط للإفراج عنه وتمكينه من العلاج، وإنقاذ حياته من الخطر الذي يحيق به.
وأشارت إلى أن منظومة السجون المصرية تعاني من سمعة سيئة وأوضاع احتجاز غير إنسانية، ينتشر فيها الفساد والتلوث وسوء المعاملة، ويُحتجز “سليم” داخل واحد من أكثر تلك السجون سوءا، وهو سجن أبو زعبل الذي سبق ونُفذت فيه مذبحة سيارة ترحيلات الشهيرة عام 2013، حيث قُتل 38 معتقلا من السياسيين المعارضين للنظام الانقلابي .
https://aohr.org.uk/wp-content/uploads/2022/07/New-distress-from-Egyptian-prisons.pdf
مرصد السجون يوثق الانتهاكات بسجون أبو زعبل
ويؤكد مرصد السجون الصادر عن الجبهة المصرية لحقوق الانسان أن الأنباء التي تتوارد عن سجون أبو زعبل بشكل عام تشير إلى عدم التزام إدارات السجون باللائحة الداخلية للسجون، واتباع سوء المعاملة كأسلوب أساسي مع المحتجزين.
وأشار المرصد تصريح أعضاء بالمجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2015 بأنهم وجدوا آثارا للاعتداء على بعض السجناء، كما وثقوا خوف المحتجزين بالسجن من التصريح بالانتهاكات الممارسة بحقهم خشية انتقام إدارة السجن منهم.
المرصد يؤكد عدم جاهزية مستشفى السجن
كما أكد المرصد أنه رغم ما تروجه وسائل إعلام مختلفة تابعة لنظام السيسىى المنقلب حول جاهزية مستشفى ليمان أبو زعبل والرعاية الصحية التي يحصل عليها السجناء، فإن الكثير من الأخبار ترد حول تدهور الحالات الصحية للسجناء المحتجزين، والإهمال الطبي المتعمد بحقهم والذي يأخذ أشكالا عدة من منع الحصول على الأدوية، والتعنت في النقل للمستشفى، والإهمال المباشر من مدير مستشفى السجن.
سجن أبو زعبل وتاريخ من القتل لمعتقلى الرأى
وأشار المرصد إلى وفاة المحتجز حسني خيري دياب عفيفي بمستشفى أبو زعبل في 2015، بعد عامين من الحبس الاحتياطي والمعاناة من سرطان الكبد، وكانت الإدارة قد منعت عنه الأدوية.
https://egyptianfront.org/ar/prisons/abu-zaabal2/
أيضا وثقت عدد من المنظمات الحقوقية وفاة المعتقل " عبدالمحسن فؤاد "من محافظة الأسكندرية داخل محبسه بسجن أبوزعبل، عشية شهر رمضان الأول من أبريل الماضى 2022 داخل مستشفى السجن ولم يتم إبلاغ أسرته سوى بعدها بعدة أيام .
وذكرت أن الضحية معتقل منذ شهر أغسطس 2021 على ذمة القضية 627 لسنة 2021، وتعرض لسلسلة من الانتهاكات والإهمال الطبى فى ظل ظروف الاحتجاز التى تفتقر لأدنى معايير السلامة .
وكان سجن أبو زعبل اشتهر في أغسطس 2013 بحادثة سيارة الترحيلات التي وقعت داخل أسوار المنطقة، وراح ضحيتها 38 شخصا – غالبا بالاختناق – بسبب تكدسهم داخل سيارة ترحيلات تسع 25 فردا.
وبتاريخ 30 ديسمبر من العام الماضى 2021 وثق مركز الشهاب لحقوق الانسان قيام ادارة سجن ابوزعبل بانتهاكات جسيمة بحق المعتقلين والتي تشمل حلاقة شعر الرأس بالكامل (على الزيرو)، وتمزيق ملابسهم، والتعدي اللفظي، إلى جانب مختلف ألوان المعاملة غير الإنسانية، والتي تتعمد من خلالها إدارة السجن الحط من كرامة المعتقلين السياسين الذين تم ترحيلهم من مجمع سجون طرة.
وحمل الشهاب لحقوق الانسان وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب المسئولية عن تجاوزات افرادها تجاه المعتقليين والتي تخالف القانون،وطالب النائب العام بالقيام بدوره بمتابعة السجون ومراكز الاحتجاز.
https://www.facebook.com/elshehab.ngo/photos/a.1705203299752591/3063722227234018