حذرت أسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي، في ذكرى استشهاد نجلها عبدالله محمد مرسي الثالثة التي وافقت 4 سبتمبر 2019 من أن "قضية الرئيس مرسي ونجله عبدالله ليست ورقة للمقامرة السياسية".
وفي الذكرى الثالثة لاستشهاد عبدالله مرسي، عقدت (مؤسسة مرسي للديمقراطية) وهي مؤسسة مجتمع مدني دولية غير ربحية مؤتمرا صحفيا على الواقع الافتراضي ، أشارت فيه إلى أن الشهيد عبدالله كان من وضع الأساس الأول للمؤسسة ، وهو من وكّل مكتب المحاماة الدولي لمتابعة قضية مقتل الرئيس ومتابعته في محبسه ، وقضية الرئيس وأسرته وعلى رأسها اعتقال نجله أسامة محمد مرسي ".
وحذرت الأسرة على لسان بيان تلاه الإعلامي محمد جمال هلال على أسماع متابعي منصة المؤسسة الأحد 4 سبتمبر 2022 ممن نصبوا أنفسهم متحدثين باسم أهالي الشهداء وأسر المعتقلين للمقامرة والمتاجرة باسم الآلام والتضحيات ووقف النزيف واللهث وراء أوهام ما هي إلا مضيعة للوقت وزيادة في التشرذم والضعف، معتبرة أنهم ممن يبدلون مواقفهم".
وأشارت عدة بنود ضمن بيانها ومنها رفضها أن "تكون الأسرة ورقة أو جزءا من أي لعبة أو مقامرة أو عمل سياسي محلي أو إقليمي ، وتتمسك بخيار الرئيس رحمه الله بالبعد لا عن مجال السياسة الذي اختاره الرئيس لأسرته وتتمسك بكافة حقوقها ومبادئها، لافتة إلى أن من يقود هذه المقامرة هم من لا يحترم التضحيات ولا المواقف ولا النظم وينتحل الصفات للحديث باسم الشهداء والمعتقلين.
وقالت "الحوار لا يكون إلا مع من لا يؤمنون به ولا يسعون إليه بل وتلوثت أيديهم بالجرائم ، والرئيس رحمه الله كان أول من دعا إلى الحوار وهو منهجه السلمي وسبيله الدعوي وطريقه السياسي ، ولكنه ليس مع المستبدين والفسدة ، وقد أطلق الرئيس رحمه الله لاءاته الثلاثة لا تفاوض .. .لا تنازل .. لا استسلام".
ورأت الأسرة أن الذين من حقهم الحديث باسم آلام الشهداء والمعتقلين هم المظلومون والأحرار الذين ينشدون الحرية والعدل ويؤمنون بالقضية المصرية والعدالة ، يتحدث عنها من عاشها واكتوى بنارها في الداخل.
نص البيان
عن مؤسسة مرسي للديمقراطية وبيان أسرة الرئيس الشهيد
"السلام عليكم ورحمة الله
من يبحثون عن الحرية والمبادئ والعدالة في هذا الكوكب
الثابتون على مواقف الحق والنضال
القابضون على الجمر
بين أيديهم الحق والحقيقة مع واقع من الظلم والقمع والاستبداد.
نوجه لكم فقط هذه الكلمات ، ونعلم أن غيركم لن يفهمها ولن يستوعبها.
لن يفهم معنى الحق وحقوق من ضحى من يلهث وراء أوهام الحوارات فيقامر بدمائنا دون أي شيء.
الأخوة والأخوات الأحرار حول العالم
في الذكرى الثالثة لاستشهاد نجلنا عبدالله مرسي -رحمه الله ونحسبه شهيدا ولا نزكيه على الله- هو والرئيس محمد مرسي والرحمة حاضرة على أرواحهم وأرواح شهداء مصرنا الحبيبة.
نوجه لكم هذه الكلمات:
"لنكون على درب أبينا الذي سطر لنا معاني القدوة والثبات في طريق الحرية والعدل،
وهو ذات الطريق ونفس الدرب الذي مات عليه عبدالله الذي نطق بكلمات نحسبها صادقة " أنا على درب أبي ، رجلا لن أقبل الضيم ، ولن أنزل أبدا على رأي الفسدة".
رحل عبدالله في ظروف غامضة ودون تحقيق واضح يكشف حتى الآن ما تعرض له، تماما كما حدث مع والده الرئيس الشهيد محمد مرسي.
ونحن هنا لا نبكي الفراق ولا نجدد الأحزان -وإن وجدت بالطبع- ولكن ليس بالتي تعيق طريق آل مرسي كما كان يقول عبدالله عنهم أن "نفوسنا تُزهق نفسا نفسا ولن يروا منا إلا كل البأس".
وتؤكد الأسرة في هذه المناسبة على عدة معاني :
أولا: تحتسب الأسرة قائدها وربها الرئيس الشهيد محمد مرسي شهيدا -صدق ما عاهد الله عليه، وما عاهد عليه شعبه- وهي تؤمن أنه يوما ما سيعود حقه في الدنيا وإنه إن شاء الله في الآخرة من الفائزين.
ثانيا: تؤكد الأسرة على ما أكد عليه نجلها شهيدها عبدالله مرسي من جميع المعاني الراسخة والثابتة والواضحة والتي هي درب وطريق الرئيس رحمه الله.
ثالثا: تؤمن الأسرة أن الحق لا يرتبط بالوقت والعدل لا يضيع بالزمن ، والله كتب على نفسه الحق والعدل وما كتب الله على نفسه شيئا إلى ووفّى به، ومن أصدق من الله حديثا ومن أصدق من الله قيلا.
رابعا : الأسرة ليست في حاجة إلى تأكيد مواقفها الوطنية حيال مصر وشعبها العظيم ، وهي ذات المواقف الصادقة التي عاش عليها الرئيس محمد مرسي رحمه الله ، حاملا الإخلاص والإصلاح لكافة المؤسسات من أجل الاستقلال والعدل والحرية .
خامسا: تؤكد الأسرة أنه لا يفارقها الأمل ولا يمل لسانها ولا أيديها برفع الدعاء لكافة المعتقلين، وليس لنجلها أسامة مرسي فقط، وأن دعاءها أن يفك الله بالعز ليس بغيره أسر كل معتقل وأن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء.
سادسا: لا تلتفت الأسرة إلى هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم متحدثين باسم أهالي الشهداء وأسر المعتقلين -وللأسرة كما يعلم الجميع شهيدين ومعتقل- ولا تدعي الأسرة حديثا باسم أحد ولكنها ترفض المقامرة والمتاجرة باسم الآلام والتضحيات ووقف النزيف واللهث وراء أوهام ما هي إلا مضيعة للوقت وزيادة في التشرذم والضعف.
سابعا: ترفض الأسرة أن تكون ورقة أو جزءا من أي لعبة أو مقامرة أو عمل سياسي محلي أو إقليمي ، وتتمسك بخيار الرئيس رحمه الله بالبعد لا عن مجال السياسة الذي اختاره الرئيس لأسرته ، وتتمسك بكافة حقوقها ومبادئها ، كما توجه رسالة إلى من يدّعون للحوار متجاهلين العدالة بأن الحوار لا يكون إلا مع من لا يؤمنون به ولا يسعون إليه ، بل وتلوثت أيديهم بالجرائم ، والرئيس رحمه الله كان أول من دعا إلى الحوار وهو منهجه السلمي وسبيله الدعوي وطريقه السياسي ، ولكنه ليس مع المستبدين والفسدة وقد أطلق الرئيس رحمه الله لاءاته الثلاثة (لا تفاوض .. .لا تنازل .. لا استسلام)
وجزى الله الشدائد كل خير .. علمتني عدوي من صديقي".
ثامنا: الأسرة جزء من الشعب المصري ومن المظلومين والأحرار الذين ينشدون الحرية والعدل ويؤمنون بالقضية المصرية والعدالة ويتحدثون عن كل شخص وفرد لأنهم في طريق واحد، والأسرة تتكلم اليوم وهي التي اكتوت بنار ما حدث في مصر ، وليس من لا يحترم التضحيات ولا المواقف ولا النظم وينتحل الصفات للحديث باسم الشهداء والمعتقلين.
فالأسرة وحولها الكثير من الأسر لم يوكّلوا هؤلاء للحديث عنهم ولا لتبديل مواقفهم
ونختم بخالص الشكر والتقدير لكل من أحيا ذكرى نجلنا عبدالله مرسي وأحسن الله عزاءنا في مصابنا.
ورفع الله عن مصرنا الحبيبة البلاء والابتلاء والوباء والظلم والغلاء".
انتهى البيان
ذكرى الوفاة
وأُعلن عن وفاة عبدالله مرسي بعد نقله لمستشفى الواحة بمحافظة الجيزة وبعد نحو 79 يوما من وفاة والده الشهيد بعد إخفاء قسري وسجن طويل وتعذيب ومنع من العلاج.
وقبل وفاته كان عبد الله المتحدث الإعلامي باسم والده الأسير إلى العالم وصوت قضيته الحقوقية، ورافق عبد الله جنازة والده، ونقل للعالم الرحلة الأخيرة للرئيس الراحل من السجن إلى القبر، حيث تخلص من أغلال السيسي وعذابات السجن الانفرادي الذي استمر لسنوات ست.
ولفقت للشهيد عبدالله محمد مرسي قضايا عدة -كما تؤكد عائلته- من بينها تعاطي المخدرات، واعتقل على خلفيتها عام 2014 وصدر ضده حكم بالحبس لمدة عام ، ثم أفرج عنه عام 2015 قبل أن يعاد اعتقاله عام 2018 بتهمة نشر بيانات وأخبار كاذبة، وكانت أن "استنكر خلال مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ظروف اعتقال والده ، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في نفس العام بتهم منها الانضمام لجماعة إرهابية والتحريض على العنف ، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
ونالت أسرة الرئيس مرسي نصيبا وافرا من الاستهداف، حيث تعرضت نجلاء محمود زوجة مرسي وأولاده الأربعة أحمد وأسامة وعبد الله وشيماء لنصيب وافر من التشهير الإعلامي الذي قادته الأذرع المحسوبة على السيسي، وروجت شائعات متعددة عن كل أفراد العائلة المكلومة منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ومنعت أسرة الرئيس مرسي من زيارته إلا 4 مرات واعتقل بعض أفرادها وحرمت من أبسط حقوقها.
وجرت أولى الزيارات في محبسه بسجن برج العرب في نوفمبر 2013 لهيئة دفاعه وأفراد من الأسرة.
وفي 2017 كانت هناك زيارتان في محبسه بسجن طرة جنوبي القاهرة، الأولى في يونيو لزوجته وابنته شيماء ومحاميه، والثانية في نوفمبر للمحامي فقط، وفي سبتمبر 2018 سمح لأفراد من أسرته بزيارة ربما لم يكونوا يعرفون أنها ستكون الأخيرة.
حياة قصيرة
ووُلد عبد الله مرسي في 3 سبتمبر 1994 في محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر لمحمد مرسي، الذي كان أول رئيس منتخب ديمقراطيا بعد ثورة 25 يناير في مصر في عام 2012 والذي أُطيح به في انقلاب عسكري في عام 2013 ووالدته هي السيدة نجلاء محمود.
في عام 2018 درس إدارة الأعمال في جامعة الكلية الكندية الدولية بالعاصمة القاهرة.
وتوفي والده وهو رهن الاعتقال في 17 يونيو 2019 واتهم عبد الله مرسي 15 مسؤولا مصريا كان قد نشر صورهم ومن بينهم عبد الفتاح السيسي ووزير داخليته الحالي توفيق والسابق عبدالغفار وقضاة منهم شعبان الشامي وشيرين فهمي بالمسؤولية عن قتل والده الرئيس الشهيد.
في 7 سبتمبر 2020، صرح محامي أسرة محمد مرسي توبي كادمان أن عبد الله مرسي مات بالفعل بعد حقنه بمادة قاتلة وليس بسكتة قلبية أثناء قيادته لسيارته، حيث تعرض للقتل المتعمد خارج المنزل، وأن سيدة لا تعرف عبد الله وشخصا مجهولا قاما بنقل عبد الله بسيارته إلى مستشفى قريب من المكان.
