السيسي ذمها واحتفل بعيد الشرطة.. ماذا تعني تهنئة شيخ الأزهر بثورة يناير

- ‎فيتقارير

في خطابه بذكرى عيد الشرطة الإثنين 23 يناير23م واصل جنرال الانقلاب عبدالفتاح السيسي هجومه وتطاوله على ثورة 25 يناير؛ مدعيا أن الثورة استهدفت تحطيم الجيش والشرطة! وهو الهجوم الذي تزامن مع سياسة إعلامية  فرضت على جميع الفضائيات والصحف التابعة للسلطة بالتركيز فقط على ذكرى عيد الشرطة الحادي والسبعين، وتجاهل ثورة 25 يناير.

وكان السيسي، قد قال الاثنين 23 يناير 23م، إن ثورة 25 يناير 2011 كان هدفها هدم الشرطة والجيش. وأضاف السيسي، في كلمة له، خلال الاحتفال بعيد الشرطة إن "محاولات هدم الشرطة والجيش مستمرة منذ سنوات"، متابعاً أنه "كانت هناك محاولة من 10 سنين أو أكثر. إن الهدم يحصل والجناح ده (الجيش والشرطة) مايبقاش موجود علشان البلد تتاخد".

ووضعت المحطات التلفزيونية شارات احتفال بعيد الشرطة، مطابقة للشارة التي أطلقتها وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب وتمت تغطية احتفال الوزارة بعيدها بحضور السيسي على نطاق واسع، ولم تسلم من هذه الموجة العدائية سوى قناة واحدة، أو اثنتان على أقصى تقدير، وضعت شارة الاحتفال بذكرى الثورة إلى جانب شارة الاحتفال بعيد الشرطة، فيما وضعت الغالبية العظمى من القنوات شارة الاحتفال بعيد الشرطة فقط. كما انطبق هذا الوضع على برقيات تهنئة البرلمانيين في مجلسي النواب والشيوخ بسلطة الانقلاب، ممن أغرقوا دوائرهم الانتخابية بلافتات تهنئ الشرطة المصرية بعيدها، دون أي ذكر للثورة. كذلك بادر مجلس النواب إلى الموافقة على مشروع قانون تعديل بعض أحكام القانون رقم 109 لسنة 1971 في شأن تنظيم هيئة الشرطة، والذي يهدف إلى "تحقيق الاستقرار الوظيفي لأعضاء هيئة الشرطة وترسيخ قيم الانضباط بما يتواكب مع التشريعات التي صدرت أخيراً. في الوقت الذي لا يزال عشرات الآلاف من أبناء ثورة يناير قد الاعتقال والمحاكمات الجائرة التي انتهت إلى  عقوبات مغلظة لأنهم تجرأوا  على وصاية الجيش والشرطة وحلموا بوطن حر شريف بلا تمييز أو عنصرية يعيش فيها الجميع أحرارا متساوين.

كما يهدف مشروع القانون إلى "ضبط صياغة بعض النصوص، وتعديل بعض معايير وقواعد توقيع الجزاءات والإحالة لمجلس التأديب لأعضاء هيئة الشرطة من ضباط وأفراد، لتحقيق التجانس والتكامل التشريعي مع القوانين ذات الصلة". إلى جانب ذلك، أغرق النواب حساباتهم الخاصة وصفحاتهم العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، بتهنئات لجميع العاملين في جهاز الشرطة ووزارة الداخلية. كذلك كتب عدد منهم مقالات في الصحف التي ينشرون فيها أعمدة ثابتة للتهنئة بعيد الشرطة.

 

الأزهر  يهنئ السيسي بثورة يناير!

في ظل هذه الأجواء العدائية لثورة يناير؛ يأتي بيان مشيخة الأزهر ليهنئ جنرال الانقلاب أولا بعيد الشرطة وثانيا بذكرى ثورة يناير؛ الأمر الذي يمكن أن يعده السيسي وأجهزته  شكلا من أشكال الاستفزاز؛ رغم أن الثورة منصوص على الإشادة بها في ديباجة دستور الانقلاب الذي جرى تمريره في استفتاء دموي أسفر عن مقتل نحو 15 من معارضي الانقلاب.

وقال الأزهر الشريف، في بيان الثلاثاء 24 يناير23م، إنه يعرب عن اعتزازه وتقديره "لما قدمه رجال الشرطة البواسل في ملحمة الإسماعيلية من تضحيات غالية، وبذلوا أرواحهم في سبيل حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن الوطن، فسطروا بذلك صفحة من صفحات الشرف والفخر في التاريخ المصري، لتظل هذه الذكرى تاريخاً تتجدد معه عزيمة المصريين كل عام من أجل العمل والبناء والعطاء للوطن". وأضاف البيان: "كما يهنئ الأزهر الشريف الر… وجموع المصريين بذكرى ثورة 25 يناير المجيدة، التي كتبت فصلاً جديداً في تاريخ النضال المصري والسعي نحو النهوض بالوطن، سائلاً المولى -عز وجل- أن يوفق رئــ… إلى مواصلة مسيرة البناء والتنمية، وأن يهيئ لمصرنا كل أسباب الرخاء والاستقرار، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء».

وعلى غير عادته منذ اغتصاب الحكم، تجاهل السيسي الاحتفال بذكرى الثورة، الذي كان يحييه في السنوات السابقة، عبر تسجيل كلمة متلفزة تذاع في هذا اليوم. ويصادف الاحتفال بذكرى الثورة وجود  السيسي في العاصمة الهندية نيودلهي، للمشاركة في الاحتفال بـ"يوم الجمهورية" هذا العام الذي تحتفل فيه مصر والهند بالذكرى الخامسة والسبعين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما.