التلفزيون الألماني:هجرة المصريين للخارج تتزايد وسط تردي العوامل الاقتصادية وأوضاع حقوق الإنسان

- ‎فيتقارير

 

طرح تلفزيون ديتش فيليه الألماني، تقريرا جديدا حول ارتفاع هجرة المصريين للخارج ما يزيد من تساؤلات البحث عن الفرار من مصر حتى ولو كلف ذلك موتهم في عرض البحر أو الاختطاف عبر قراصنة الطريق، أو الموت قنصا من عصابات المافيا الدولية.

 

البحث عن مأوى

دويتش فيليه قالت إن “تقارير مختلفة تشير إلى تصاعد ملحوظ في أعداد المصريين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، يذكر بعضهم عند الوصول للسواحل الأوروبية أنهم قادمون من ليبيا، لكن بعضهم يذكر أنه خرج عبر السواحل المصرية”. 

وفق التقارير الدولية تصاعدت أعداد المصريين الذين يعبرون البحر المتوسط قادمين من سواحل ليبيا بحسب ما يقولون، وكان من بين المهاجرين أعداد من المصريين تصاعدت وانخفضت معدلات استخدامهم لمسار ليبيا – أوروبا عبر البحر المتوسط، خصوصا مع عدم صعوبة عبور المصريين للحدود البرية الغربية ودخول ليبيا.

 

تصاعد في أعداد المهاجرين المصريين

لكن المسار إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط عبر السواحل الليبية وصولا إلى سواحل أوروبا يشهد في الآونة الأخيرة تصاعدا ملحوظا في أعداد المصريين الذين يستخدمونه، إذ إنه وفقا لأحدث البيانات التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM)  كان هناك 117156 مهاجرا مصريا في ليبيا .

ويشكل المواطنون المصريون ثاني أكبر عدد من المهاجرين، ويمثلون 18٪ من إجمالي المهاجرين.

 

هجرة والهروب من الجحيم

في أحدث البيانات التي نشرتها فرونتكس، كان هناك ما مجموعه 3292 حالة رصد لمواطنين مصريين على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الاتحاد الأوروبي بين ينايرومايو 2022، لذلك كان المصريون هم الجنسية الأكثر شيوعا التي تم اكتشافها على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال هذه الفترة الزمنية، حيث يمثلون 20 ٪ من اكتشافات وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

 

أهم أسباب الهروب

وقال تقرير التلفزيون الألمانى ، إن “تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وخصوصا في الأعوام الأخيرة جعل كثيرين يفقدون الأمل، ويتخذون قرارهم بالهروب إلى أوروبا عبر البحر”.

مصدر آخر تحدث أن “الضغوط المتزايدة في المشهد السياسي الداخلي بمصر وقتل الحياة السياسية والملاحقات الأمنية المستمرة لكل من يبدي رأيا، كلها أمور جعلت كثيرين يفكرون في اللجوء لهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر”.

 

كلب حراسة

 

وفي أكتوبر من عام 2021 كررالمنقلب  السيسي حديثه عن منع مصر موجات الهجرة غير المنظمة التي كانت تخرج من بلاده سابقا باتجاه أوروبا، في سياق مطالبته الدول اﻷوروبية بمزيد من الدعم لمصر، وللدول التي تعاني من أوضاع غير مستقرة تؤدي لهجرة مواطنيها، مستخدماً هذا الطرح في الدفاع عن أوضاع حقوق الإنسان المتردية في مصر بحسب ما نشر موقع مدى مصر.

 وفي   31 أكتوبر، 2018 سطر عبد الفتاح السيسي تاريخا جديدا من الابتزاز والتبعية المهينة للغرب منذ انقلابه، بعدما اتفق مع مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي مشترك، على دخول مصر كشريك رئيسي في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي زعم خلالها المنقلب أن مصر نجحت في توظيف نفسها في تأمين حدودها البحرية بشكل هائل ومنع خروج مهاجرين غير شرعيين من الحدود البحرية المصرية إلى دول أوروبا.

ويصر المنقلب السيسي أن يروج لنفسه في أوروبا على أنه الأمين الوفي، وأن بقاءه ضمان حماية الأوروبيين من موجة عارمة من الهجرة غير الشرعية، مدعيا أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين المصريين التي ارتفعت خلال فترة حكم السيسي من 5 إلى 9% ستزيد.

سبق أن تحدث السيسي لأحد التليفزيونات الأوربية قائلا “تصور لو حصلت حرب أهلية في مصر، تصور آثارها على الاستقرار مش بس في مصر، ولكن على المنطقة وأوروبا بالكامل، إحنا هنا في مصر أكثر من 90 مليون، تصور لو حصلت حرب أهلية هنا، تصور حجم الهجرة والمعاناة والضحايا، اللي كان هيحصل، والنتائج اللي كانت هتحصل في مصر والعالم وأوروبا قد إيه؟”.

وفي تصريحات أخرى للسيسي، ردا على سؤال حول قضية الهجرة غير الشرعية أن مصر لم تتلق مساعدات دولية لمواجهة أزمة اللاجئين والتخفيف من الضغوط التي يشكلها اللاجئون بأراضيها، مشيرا إلى أن اللاجئين يتعلمون في المدارس ويتلقون العلاج بالمستشفيات بمصر مثل المواطنين.

 

 

قفزة نوعية في الأعداد

بحسب تقرير لوكالة الاتحاد الأوروبي للهجرة والذي صدر في يوليو 2022 (ويتحدث عن الفترة من مارس 2022 إلى يونيو 2022) فإنه في مارس 2022  وصل عدد المصريين المتقدمين للحصول على اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي إلى أعلى مستوياته منذ 2014 على الأقل، وبالنسبة للربع الأول من عام 2022 كانت 24٪ من القرارات المتعلقة بطلبات المصريين إيجابية وافقها في الغالب قرارات بالحماية المؤقتة.

ويشير التقرير إلى أن معظم المواطنين المصريين الذين يسافرون بشكل غير نظامي إلى الاتحاد الأوروبي يفعلون ذلك عن طريق القوارب على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​إلى إيطاليا.

ويقول التقرير إنه “من المفهوم أن المصريين الذين يهاجرون إلى الخارج يتأثرون في المقام الأول بالعوامل الاقتصادية والبحث عن عمل، فقد انخفضت قيمة العملة بشكل كبير منذ بداية العام بعد تخفيض البنك المركزي لقيمة العملة أمام الدولار، وارتفع التضخم وزادت أسعار المواد الغذائية على الرغم من تدخل الحكومة للسيطرة على سعر الخبز”.

ويشير التقرير أيضا إلى سوء أوضاع حقوق الإنسان في مصر ويعده عاملا مؤثرا في قرار العديد من المهاجرين المصريين الراغبين في السفر إلى الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الإطار يشير التقرير إلى استمرار المنظمات الدولية في الإعراب عن قلقها بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير، وسوء أوضاع السجون، وحالات الاختفاء القسري، والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في البلاد.