ما مصير الطغاة أمثال السيسي لو سقطت الهيمنة الأمريكية؟

- ‎فيتقارير

تتحالف أمريكا مع الشياطين من أجل مصالحها القذرة، وتدهس كل القيم والأخلاق والديمقراطيات عندما تتعارض مع مصالحها، تدعم أحقر وأقذر الطواغيت على وجه الأرض، بينما تعادي كل من يحاول أن ينهض بوطنه وشعبه، أو بعبارة أخرى، فإن الأمريكيين لا يتحالفون مع الأخيار، بل مع الأشرار، لأنهم يحققون المصالح الأمريكية أكثر بكثير من الأخيار الذين غالبا ما يحققون مصالح شعوبهم وبلادهم، وكل من يحاول أن يحقق مصالح شعبه، فسيكون بالنتيجة عرضة للاستهداف الأمريكي.

من بين هؤلاء الأشرار رئيس النظام المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي لا يمل ولا يكل عن امتداح هيمنة أمريكا وإبداء فروض الولاء والطاعة لها، حتى أنه قال خلال اتصال بإحدى القنوات المحلية، أن الدولار سيظل على عرش العملات العالمية، مطالبا بعدم ربط سعر الصرف بقوة الاقتصاد المصري.

 

حقيقة الوضع

وقال الطاغية السيسي إن "البعض يتحدث بشكل سلبي عن الدولة دون علم لحقيقة الأوضاع؛ الأمر الذي يتسبب له في حزن شخصي، مؤكدا حزنه على عدم دراية الكثيرين ببواطن الأمور".

مضيفا أنه يدرك حقيقة الوضع في مصر بالتحديات والأرقام، منوها إلى ترحيبه بأي شخص يمتلك الحلول للأزمات القائمة، أكاذيب وادعاءات السيسي يرد عليها الأمريكي "فريد زكريا" المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN، عندما قال إن "الدولار هو القوة العظمى الأخيرة الباقية لأمريكا، إنه يمنح واشنطن قوة اقتصادية وسياسية لا مثيل لها، يمكن أن تفرض عقوبات على الدول من جانب واحد، مما يحجب ذلك البلد من أجزاء كبيرة من الاقتصاد العالمي ويمكن لواشنطن أن تنفق بحرية، على يقين من أن ديونها سيتم شراؤها من قبل بقية العالم".

وأضاف أن "هيمنة الدولار مترسخة بقوة لأسباب عدة، يحتاج الاقتصاد المعولم إلى عملة واحدة من أجل السهولة والكفاءة الدولار مستقر، يمكنك شراؤه وبيعه في أي وقت، وهو محكوم إلى حد كبير بالسوق وليس نزوات الحكومة، لهذا السبب لم تنجح جهود الصين لتوسيع دور اليوان دوليا".

مضيفا "ومن المفارقات أنه إذا أراد شي جين بينغ إحداث أكبر قدر من الألم لأمريكا، فإنه سيحرر قطاعه المالي ويجعل اليوان منافسا حقيقيا للدولار، لكن ذلك سيأخذه في اتجاه الأسواق والانفتاح الذي هو عكس أهدافه المحلية الحالية".

واستطرد "الأرقام تكشف، انخفضت حصة الدولارات في احتياطيات البنك المركزي العالمي من حوالي 70% قبل 20 عاما إلى أقل من 60% اليوم وتنخفض بشكل مطرد".

وتابع زكريا "يحاول الأوروبيون والصينيون بناء أنظمة دفع دولية خارج نظام سويفت الذي يهيمن عليه الدولار، تغازل المملكة العربية السعودية فكرة تسعير نفطها باليوان، وتقوم الهند بتسوية معظم مشترياتها من النفط من روسيا بعملات غير الدولار، قد تكون العملات الرقمية بديلا آخر".

وبناء على تحليلات زكريا فإن أمريكا ربما تسقط في أي لحظة إذا تحالف ضدها الكبار في العالم مثل الصين وروسيا، فماذا يفعل طاغية مثل السيسي وهو صناعة أمريكية؟ ولقد درج الأمريكيون تاريخيا على احتضان أبشع الطواغيت والجنرالات، وخاصة في أمريكا اللاتينية حديقتهم الخلفية.

 

الطاغية الحقير

وذات يوم سأل صحفي أمريكي الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون "يا سيادة الرئيس أنتم ترفعون شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنكم في الوقت نفسه تدعمون ذاك الطاغية الحقير الذي يحكم شعبه بالحديد والنار، هل يعقل أنكم يا سيادة الرئيس تدعمون حاكما ابن زنا، فرد نيكسون ببرود شديد قائلا "صحيح أننا ندعم هذا الطاغية النغل ابن الزنا لكنه ابن الزنا بتاعنا، لقد لخص نيكسون السياسة الخارجية الأمريكية ببلاغة عز نظيرها.

ولو أردنا أن نحلل السياسة الأمريكية الآن تجاه السيسي وأردوغان مثلا، فما علينا إلا أن نسترجع كلمات نيكسون، فالأمريكيون يحتضنون، ويدعمون فقط من يحقق مصالحهم، وليس من يحقق مصالح بلاده.

وطالبت مجلة فورين أفيرز، في مقال للكاتبة سارة ليئة ويتسون، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بوقف تمويل السيسي عبر المساعدات الاقتصادية والعسكرية.

ورأت المجلة أن القمع الذي يمارس في مصر ليس عرضيا أو ليس منتجا ثانويا ناجما عن تجاوزات معينة، وإنما هو استراتيجية متعمدة وأساسية ينتهجها النظام الدكتاتوري من أجل الحفاظ على بقائه.

وأضافت أنه وإذ يقترب بايدن من منتصف سنته الأولى في منصب الرئاسة، ينبغي عليه أن يفي بما وعد به من إعادة تعيير مقاربة واشنطن مع القاهرة.

ورأت أنه بالنسبة للولايات المتحدة، هذه ليست مشكلة أخلاقية فحسب، وإنما أيضا مشكلة قانونية؛ فالمساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان تمثل انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللقانون الأمريكي ذاته.

لاحظوا كيف أن أمريكا تركت طاغية مثل السيسي يقتل أكثر من الآلاف من المصريين، ويعتقل أمثالهم ويدمر مناطق كامة من على الخريطة مثل سيناء وجزيرة الوراق، ويشرد سكانهما، ويحول بلدا عظيما إلى ركام على مدى عشر سنوات، دون أن يرمش لها جفن.

وكل ما فعلته على مدى الأعوام الماضية إطلاق تصريحات سخيفة لم تعد تقنع أطفال المدارس، مثل تصريح بايدن، أن لقب أم الدنيا يليق بمصر نظرا لاستضافتها قمة المناخ، مؤكدا أن الحوار سيستمر حول قضية حقوق الإنسان، وهو ما يعني أن ليس لدى أمريكا للضحك على ذقون المصريين والعرب سوى تلك التصريحات البائسة.