دعت منظمة "العفو الدولية" لتحرك عاجل من أجل الإفراج عن أنس البلتاجي دون شرط أو قيد، وإسقاط جميع التهم التي وجهت إليه، فقط لصلته بوالده نائب الشعب السابق الدكتور محمد البلتاجي والقابع داخل السجون منذ الانقلاب العسكري على إرادة الشعب المصري في يوليو 2013.
وإلى حين يتم الإفراج عنه أهابت المنظمة بجميع الجهات المعنية أن توفر له ظروف احتجاز تلبي المعايير الدولية لمعاملة السجناء، وتتاح له سبل الاتصال بأسرته ومحامية بانتظام فضلا عن توفير الرعاية الصحية الكافية لسلامته.
وأكدت أن استمرار احتجاز أنس البلتاجي منذ أن تم اعتقاله في 24 ديسمبر 2013 غير قانوني، وقالت "يجري احتجاز أنس البلتاجي بمعزل عن العالم الخارجي بمجمع سجون بدر، ويداهمه خطر التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة".
وأضافت أن أنس يُحتجز تعسفيا منذ أكثر من تسعة أعوام لمجرد صلته الأسرية، ويُمنع من أي زيارات أو أي نوع آخر من التواصل مع أسرته منذ أكثر من ستة أعوام.
وأشارت إلى أنه منذ اعتقاله في ديسمبر 2013 ارتكبت السلطات المصرية بحكومة الانقلاب سلسلة من الانتهاكات بحقه، تضمنت الاختفاء القسري والتعذيب، وتصاعدت بواعث القلق حيال سلامته وصحته البدنية والعقلية في الأسابيع الأخيرة، بعد أنباء مُقلقة وردت من مجمع سجون بدر حول انتحار سجناء وإضراب آخرين عن الطعام احتجاجا على ظروف احتجازهم.
أيضا جددت منظمة الديمقراطية الآن دعوتها للإفراج الفوري عن أنس، وقالت "9 سنوات ونصف قضاها أنس البلتاجي في السجن، لا ذنب له أو جريمة سوى أنه ابن محمد البلتاجي، فقررت السلطات معاقبته لأنه ابن معارض سياسي، منعت عنه الزيارات، ومنعته من استكمال تعليمه، ومُعرّض للتعذيب في سجن بدر3، يجب على السلطات المصرية فورا الإفراج عنه".
ونقلت منظمة "حقهم " المختصة بالدفاع عن سجناء الرأي ما روته والدته في وقت سابق عن عن حوار بينه وبين الضابط الذي اعتقله بالصدفة بعد أن أخبره أنس أنه ابن السياسي محمد البلتاجي، حيث قال له كيف لك أن تكون خارج السجن؟ لن نترك أحدا من أسرتك، ولن ترى الشمس ثانية".
اختفاء بمقبرة سجن "بدر3"
وفي أكتوبر 2022 نشرت أسرة أنس مناشدة عبر موقع "فيسبوك" تفيد فيها بأن الأسرة لا تعرف أي معلومات عن نجلهم منذ انتقاله لسجن بدر 3، وناشدت كل من يعرف أية معلومة عنه إبلاغهم بها، وحتى هذا اليوم لم يتسنَ للأسرة أو المحامين الحصول على معلومات تطمئنهم عليه.
تعذيب ممنهج
وفي وقت سابق سُربت رسائل لأنس على فترات متباعدة يشتكي فيها مما يُمارس بحقه من تعذيب بدني ونفسي وحبسه انفراديا لشهور، وحرمانه من الطعام والماء لأيام الأمر الذي أثر على صحته بشكل ملحوظ في ظل حظر الرعاية الصحية له من قبل السلطات بشكل متعمد، وهو ما يمثل جريمة قتل بالبطيء بالامتناع عن توفير الرعاية الصحية اللازمة لسلامة حياته.
تهم مسيسة على 6 قضايا ملفقة
وذكرت حقهم أن سلطات النظام الانقلابي وزعت التهم الموجهة لأنس على ٦ قضايا مع تكرار الاتهامات، لضمان استمرار اعتقاله، جُدد حبسه فيها احتياطيا لعدة مرات دون حضوره، والتحقيق معه أو إخطار محاميه، لكنه رغم ذلك حصل على براءة في 4 منهم لانعدام الأدلة في معظمهم .
وأضافت أن أكثر القضايا غرابة هي القضية رقم (26343/2016) التي اتُهم فيها بحضور تجمع غير قانوني خارج السجن في العام 2016 رغم خضوعه للحبس الانفرادي التعسفي منذ اعتقاله في 2013 ، ليفاجأ بحبسه عاما بالقضية دون حضور أي جلسة تحقيق أو استماع.
حرمان من التعليم
وأشارت إلى حرمان أنس من حقه في التعليم، حيث تروي والدته بعد فصل الجامعة لأنس إثر ضغط أمني "ذهبتُ إلى عميد الكلية وطلبتُ منه أن يكمل أنس دراسته، وأخبرني باستحالة ذلك، وقال لن نزوده بالكتب ولن نسمح له بأداء الإمتحانات، فيما رفضت 7 جامعات أخرى طلب الالتحاق والدراسة بها".
9 سنوات ونصف من التعذيب المتواصل
ورغم مرور أكثر من 9 سنوات على اعتقال أنس مازال يتواصل حبسه في ظروف غير إنسانية، حيث يخضع للتعذيب والحبس الانفرادي، ويحرم من الزيارات مع عائلته ومحاميه، ومن فرصة إكمال تعليمه الجامعي بالرغم من أن أغلبية التهم الموجهة إلى أنس تتعلق بجرائم سياسية لا صلة له بها ، ولا يوجد دليل موثوق به على أن أنس ارتكب أي جريمة.
وتؤكد منظمة الديمقراطية الآن على أن اضطهاد أنس له دوافع سياسية بالكامل بسبب انتمائه العائلي باعتباره ابن محمد البلتاجي، البرلمان السابق وأحد أبرز رموز ثورة 25 يناير والذي قتلت قوات الانقلاب ابنته أسماء البلتاجي، أثناء مذبحة اعتصام رابعة العدوية في 2013.