ضمن قصص المختفين قسريا في سجون الانقلاب منذ سنوات، رصدت حملة أوقفوا الاختفاء القسري رفض سلطات النظام الانقلابي للعام الخامس على التوالي الكشف عن مصير المواطن درويش أحمد درويش عبد الحفيظ ، يبلغ من العمر 32 عاما ويقيم بأوسيم محافظة الجيزة .
وذكرت أن الضحية تم اعتقاله يوم 27 أكتوبر 2018 أثناء تواجده في الشارع أمام منزله وذلك في الساعة 7 مساء، حيث تعدوا عليه بالضرب والإهانة واصطحبوه في سيارة تابعة لشرطة داخلية حكومة الانقلاب، حسب رواية الشهود العيان الذين شاهدوا واقعة القبض عليه.
وأشارت إلى أن أسرته قامت باتخاذ الاجراءات الرسمية اللازمة، إلا أنها لم تستدل على مكانه حتى اللحظة، ضمن مسلسل جرائم النظام الانقلابي ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم .
https://www.facebook.com/photo/?fbid=296510432918569&set=a.179901484579465
وفي الإسماعيلية تتواصل جريمة إخفاء الشاب حسن حسني حسن علي، يبلغ من العمر 28 عاما منذ أن تم اعتقاله تعسفيا بتاريخ 28 أكتوبر 2018 دون سند من القانون .
وأوضحت أن الضحية بحسب أسرته خرج من منزله بحي العبور بمحافظة الإسماعيلية يوم 28 أكتوبر 2018 إلا أنه لم يعد من حينها وانقطع تواصله مع الأسرة تماما ، لم تصل أسرته لشيء سوى أنهم حصلوا على معلومة غير مؤكدة، أنه بسجن العازولي بالإسماعيلية، وعند محاولتهم السؤال لم يحصلوا على معلومة أكيدة.
بدورها قامت الأسرة بعمل محضر تغيب عقب الاختفاء مباشرة حمل رقم 4944 لسنة 2018 إداري ثاني الإسماعيلية، ومنذ ذلك التاريخ تتواصل مأساة حسن وأسرته، كما الآلاف من أسر المعتقلين والمختفين قسريا في سجون النظام الانقلابي .
https://www.facebook.com/photo?fbid=295974199638859&set=a.179901484579465
وتضامنت منظمة حقهم المعنية بالدفاع عن معتقلي الرأي مع معاناة المختفين قسريا، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف، ونقلت شهادة أحد المعتقلين السابقين والذي كان قد تعرض للاختفاء القسري، حيث قال : "الاختفاء القسري في شهور الصيف لا تقارن معاناة المختفين قسريا في فصول الصيف أثناء موجات الحر الشديد بأي معاناة أخرى، تخيل عشرات الأجساد شبه العارية، تكاد تتلاصق وتفوح منها رائحة العرق وكأنك غارق في بحر منه، داخل غرف مغلقة مظلمة، من حولها غرف كالقلاع بلا منفذ واحد للهواء، والأيدي مقيدة بسلاسل وأصفاد تُضّيق دوما مع التكدير والتعذيب على ارتفاع 30 سم من الأرض، ودورة المياه لدقائق مرتان يوميا، والماء ساخن، وغير مسموح بالاستحمام مهما طال بك الزمن، والعصابات تغلق الأعين وتضغط على الرأس".
وأكدت المنظمة على أن معاناة ضحايا الاختفاء القسري في شهور الصيف مضاعفة، ودعت للتضامن مع المعتقلين داخل السجون ومقار الاحتجاز في ظل موجة الحر الشديدة الحالية، وتكرار انقطاع التيار الكهربائي والتدوين على هاشتاج #عاوز_أتنفس.
وتعتبر جرائم الإخفاء القسري التي تنتهجها سلطات الانقلاب في مصر انتهاكا لنص المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بأنه لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا.
يشار إلى أن هذه الجرائم تعد انتهاكا لنص المادة الـ 54 الواردة بالدستور، والمادة 9 /1 من العهد الدولي للحقوق الخاصة المدنية والسياسية الذي وقعته مصر، والتي تنص على أن “لكل فرد الحق في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه”.