بعد لقاء السيسي مع رئيس شركة إيني والذي تحدث عن اعتزام الشركة الإيطالية لها شركاء خليجين أبرزهم قطر والإمارات، ضخ 7 مليارات دولار في استثمارات جديدة حفر آبار جديدة، وليس في ميزانية السيسي لصالح إنتاج جديد، كشف المتحدث باسم وزارة البترول بحكومة الانقلاب حمدي عبد العزيز أنه من الطبيعي تناقص إنتاج الغاز في حقل "ظهر" والشركة المنفذة "إيني الإيطالية" تحفر المزيد من الآبار لزيادة الإنتاج.
غير أن موقع (العربية -مصر) السعودي أعد تقريرا مصورا عن الغاز في مصر قال: إن "التصدير هوى 70% ما السر وراء تراجع إنتاج الغاز في مصر بعد 5 سنوات من الاكتفاء الذاتي؟".
وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية: "حيث تم بحث قيام الشركة باستثمارات جديدة في مصر، خلال الأربع سنوات المقبلة، بقيمة ٧،٧ مليار دولار، في إطار حرص الشركة على تعزيز مشروعاتها الناجحة بمصر".
وأعلن وزير البترول بحكومة السيسي طارق الملا عن خطط لاستثمار 1.5 مليار دولار في حفر 35 بئرًا للغاز الطبيعي بحلول عام 2025، مشيرا إلى أن شركة (bp) بريتش بتروليم البريطانية تخطط لاستثمار 3.5 مليار دولار في التنقيب عن الغاز في مصر على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وفقا للموقع الأمريكي.
إلا أن تقريرا نشر الأحد قبل زيارة رئيس شركة إيني وبعد زيارة رئيس شركة بريتش بتروليم الإثنين الماضي أغسطس 2023، قالت فيه صحيفة واشنطن بوست: إن "مصر كانت متحمسة بشكل مفرط لتصدير الغاز لأوروبا عوضا عن روسيا وتوفير العملة الأجنبية، لكنها فشلت في التخطيط بسبب تراجع إنتاج حقولها والأزمة التي واجهتها في شبكات الكهرباء".
غير أن المراقب الباحث الاقتصادي عبدالنبي عبدالمطلب عبر Abdelnabi Abdelmuttalb تمنى أن تصدق الأقوال ولكنه لم يفندها وقال: "لو صحت هذه الأنباء فسوف يتحقق حلم مضاعفة المساحة المأهولة للجمهورية، وسوف يتم بناء عشرات المدن الحضارية الجديدة بالقرب من مناطق استخراج الغاز والنفط.".
تقرير "واشنطن بوست"
مديرة مكتب واشنطن بوست في القاهرة كلير باركر أجابت على تساؤل قناة العربية " لماذا فشلت مصر في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة؟".
ونسب تقرير الصحيفة إلى محللين قولهم: إن "مصر كانت متحمّسة بشكل كبير في سعيها لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي، ولكنها فشلت في التخطيط لتراجع إنتاج الحقول وتنويع مصادر الطاقة التي تزود شبكتها بالطاقة، في بداية الصيف، بدأت الكهرباء تنقطع بشكل عشوائي على ما يبدو، كما روى المصريون وفي بعض الأحيان كانت تنقطع عدة مرات في اليوم، وأحيانًا لساعات".
وأوضحت أنه في يونيو، أدركت الحكومة أن شبكة الكهرباء كانت تحت الضغط، فأوقفت صادرات الغاز، ولكن موجة الحر القاسية أعقبت ذلك في يوليو.
وأشارت إلى أن الحكومة في ذلك الشهر حددت جدول زمني لانقطاع التيار الكهربائي يوميا في جميع أنحاء البلاد.
ولفتت إلى إعفاء المناطق الساحلية في مصر، التي تجتذب السياح الأجانب ونخبة القاهرة خلال أشهر الصيف، من انقطاع التيار الكهربائي المخطط له.
وأضافت إليه حكومة السيسي بعض الضواحي الراقية المبنية حديثا في العاصمة.
تم اكتشاف الغاز الطبيعي لأول مرة في مصر في الستينات، لكن الصناعة انطلقت في العقد الماضي مع اكتشاف حقل ظهر سنة 2015، وهو أكبر اكتشاف للغاز في البحر الأبيض المتوسط.
عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، واضطرت الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي إلى البحث عن أماكن أخرى، برزت مصر، وبحلول نهاية أبريل من تلك السنة، كانت مصر قد كسبت من صادرات الغاز نفس القدر الذي حققته في سنة 2021 بأكمله، أي 3.9 مليار دولار، وذلك حسب ما ذكره موقع “كوارتز”. وبموجب اتفاق تم توقيعه في يونيو 2022 مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي، تم أيضا توريد الغاز الإسرائيلي إلى المصانع المصرية لتسييله وإرساله إلى أوروبا.
صدّرت مصر 8.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في سنة 2022، مما يجعلها في المركز الثاني عشر بين أكبر المصدرين في العالم، وذلك وفقا لمؤسسة “ريستاد إنرجي” وأعلنت السلطات أنه للمرة الأولى، تم تصدير 60 % من إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
ونقلت عن سياماك أديبي، من شركة “إف جي إي” العالمية الاستشارية الطاقية، أنه حتى لو كان لديك حقل كبير، إذا قررت إنتاج كمية كبيرة للغاية من الغاز في فترة زمنية قصيرة، فإنك ستواجه بعض الصعوبات.
ونقلت عن بسمة المومني، أستاذة العلوم السياسية بجامعة "واترلو" في كندا، أن انقطاع التيار الكهربائي محرج بشكل خاص للسيسي لأنه راهن بإرثه على تحسين البنية التحتية، وهي تعتقد أن أزمة الكهرباء تنال من الناس، لأنها تتناقض بشكل صارخ مع ما يدافع عنه السيسي.
وبعد لقاء رئيس شركة بريتش بتروليم، أعلنت حكومة السيسي عن خطط لحفر 35 بئرا استكشافية وزيادة الطاقة الإنتاجية
ونقلت عن بسمة المومني، أستاذة العلوم السياسية بجامعة "واترلو" في كندا، أن انقطاع التيار الكهربائي محرج بشكل خاص للسيسي لأنه راهن بإرثه على تحسين البنية التحتية، وهي تعتقد أن أزمة الكهرباء تنال من الناس، لأنها تتناقض بشكل صارخ مع ما يدافع عنه السيسي.
وبعد لقاء رئيس شركة بريتش بتروليم، أعلنت حكومة السيسي عن خطط لحفر 35 بئرا استكشافية وزيادة الطاقة الإنتاجية في حقل ظهر.
غير أن إعلان وزير البترول طارق الملا عن خطط حفر 35 بئرًا للغاز الطبيعي بحلول عام 2025، كشف أن كلفتها مصر استثمارت ب 1.5 مليار دولار وليس 7.7 مليار دولار التي عرضتها شركة إيني بحسب بيان مكتب السيسي.
موقف مصر من الغاز
وسبق لوزير البترول الأسبق أسامة كمال أن قال: إن "إنتاج مصر حاليا من الغاز 5.8 مليار قدم مكعب في اليوم الواحد كان حقل ظهر ينتج منها 2.3 مليار قدم".
وأشار إلى أن تراجع الإنتاج عن السابق مؤكد وأن ذروة الإنتاج كانت قبل عامين بنحو 7 مليار قدم مكعب في اليوم الواحد كان لظهر منها 2.8 مليار قدم.
وأشار إلى أن قلة إنتاجية الحقول البحرية وصلت إلى نسب 10 ل 15% سنويا في الطبيعي، وأن السير بهذا المعدل يصل الإنتاج الحالي من 3.5 ل 4 مليار قدم يوميا، وحقل ظهر قد يصل ل 1.4 مليار قدم يوم ولكن الكفاءة والمهاراة في إدارة الحقول ودخول حقول جديدة قلل هذه النسبة.
وعزا "كمال" السبب إلى رشح الماء في آبار الغاز مستدركا أن ذلك ليس معناه إنهيار البئر ولكن يقتضي الأمر تقليل السحب، وقد حدث تسريب سابقا في حقل ظهر بين عامي 2018 و 2019 وتوقف الإنتاج الذي بدأ ب 300 مليون قدم يوميا لمعالجة الأمر.