«الصهاينة».. هربوا من محرقة مزعومة ليصنعوا أخرى حقيقية لأهل غزة!

- ‎فيحريات

تتكدس الحقائق التي تؤكد استخدام الصهيونية العالمية للإرهاب الفكري والمعنوي والمادي ضد كل من يحاول أن يكشف الحقيقة ويتحدى الأدعاء الصهيوني بحدوث المحرقة أو “الهولوكوست” والتي يزعم الصهاينة فيها بانه تم قتل ملايين اليهود على ايدي النازيين في فترة الحرب العالمية الثانية.
وكان الكاهن ريتشارد وليامسون أحد ضحايا هذا الإرهاب، فقد أجبرت الصهيونية الفاتيكان على طرد ويليامسون وتجريده من رتبته الكنيسة ومنعه من الاتصال بالناس وطرده من الأرجنتين كونه فقط شكك في حصول المحرقة اليهودية.
ولكن من المؤكد ان الصهاينة استغلوا الهولوكوست الى أبعد حد ممكن وسخروها للحصول على تعاطف دولي وجمع دول العالم حولهم، ولابتزاز المال من المجتمع الدولي وألمانيا، حيث دفعت تعويضات لليهود تقدر بمئات المليارات من الدولارات بسبب هذه القصة.
بينما يقف المقاوم الفلسطيني اليوم في مواجهة سياسة الأرض المحروقة، وهي تحرق غزة صبح مساء، ولكنه يحمل أخلاقيات الحرب، فيقاتل وهو يسلم روحه لمنهج عقائدي متماسك.
منذ أن اندلعت معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، لا تكاد تمر ساعة من دون مجزرة إسرائيلية إضافية مروعة في غزة، وهي مجازر صريحة، عبّر عنها الناطق الرسمي باسم “جيش” الاحتلال بقوله “نركز في هجماتنا على إلحاق الضرر وليس على الدقة”، رغم قدرة تكنولوجيا الحرب الغربية التي يملك المحتل أحدثها، على دقة التصويب بنسبة خطأ صفر، لكن الأولوية الإسرائيلية الآن لإلحاق الضرر، ما تسبب باستشهاد أكثر من ألف فلسطيني حتى الآن، معظمهم مدنيون عزل، تم قتلهم وهم نيام بعد قصف بيوتهم من الجوّ، والرقم مرشح للارتفاع بطبيعة الحال أضعافاً مضاعفة، في ظل التحشيد والجنون الإسرائيلي غير المسبوق ضد غزة.
قد تكون قصة الهولوكوست الصهيونية ليست إلا مجرد كذبة، لكن الصهاينة ارتكبوا بالفعل هولوكوست معكوسة ضد الشعب الفلسطيني فمنذ عام 1936 وحتى الآن قتل الكيان الصهيوني بمشاركة بريطانيا وأمريكا مئات الآلاف من الفلسطينيين وشرد الملايين منهم بعد أن استولى على منازلهم وممتلكاتهم وأرضهم وحولهم إلى لاجئين.
وتعرض للأسر في السجون الإسرائيلية أكثر من 750 ألف فلسطيني، وما زال الالاف منهم يعانون العذاب في السجون الإسرائيلية، فضلا عن قيام الاحتلال بتحويل قطاع غزة الى سجن كبير لأكثر من ميلوني شخص، يعيشون في أصعب الظروف بسبب الحصار، واستمراره باحتلال اراض فلسطينية من الضفة الغربية، مع تواصل مساعيه لضم غور الاردن والجولان السوري المحتل تحت مسميات “صفقة ترامب” التي لم تبقي على أي حق للفلسطينيين.
وفي جولة على الإعلام الغربي المكتوب والمقروء والمسموع، يظهر لنا التحيز والزوبعة الإعلامية التي أثاروها بسبب مقتل وجرح وأسر آلاف الإسرائيليين، في حين أن الصمت يسود عندما تدمر غزة عن بكرة أبيها، ويُقتل النساء والأطفال، وتُقصف المستشفيات والمساجد، ويُقتحم المسجد الأقصى، وتُنتهك حرمة مدينة القدس.
في صحيفة “تايمز” البريطانية -على سبيل المثال-، تعدّ الكاتبة البريطانية ميلينا فيليبس، أن “وحشية حماس هي الأسوأ منذ المحرقة”.
وتضيف الصحفية -البالغة من العمر 72 عاما- وأغلب مقالاتها تُعنى بحقوق الإنسان والطفل، أن “الوضع الذي تكشف يوم السبت الماضي، هو أكثر من أسوأ كابوس إسرائيلي.”
وزعمت أن “نحو 1000 من إرهابيي حماس اقتحموا السياج الحدودي، وهاجموا المجتمعات في البلدات والقرى والكيبوتسات في جميع أنحاء جنوب البلاد. وكان هدفهم القتل الجماعي للمدنيين الإسرائيليين”.
وادّعت أنهم “انتقلوا من منزل إلى آخر وذبحوا ساكنيه وأحرقوا منازلهم. أطلقوا النار على الناس في سياراتهم. قتلوا كبار السن من الرجال والنساء والأطفال الصغار، وضربوا إسرائيليا حتى الموت بفأس”.
ولم تُشر ميلينا في مقالها إلى حصار قطاع غزة أو حرمان سكانه من أيسر حقوقهم، وقصف مدنهم وقتل الأبرياء فيها، وجهة نظر واحدة في المقال منحازة بشكل كامل للاحتلال.
ولم تبتعد صحيفة “إيكونومست” عن خط “التحيز الأعلامي” وتنشر مقالا بعنوان، “الرهائن الإسرائيليون يواجهون محنة مرعبة”.
وتصف الصحيفة يوم انطلاق “طوفان الأقصى” بيوم الرعب وأن حماس “اختطفت عددا لا يحصى من الإسرائيليين، من مدنيين وجنود، وأعادوهم إلى غزة. وتم التعرف إلى عدد قليل منهم، إما من خلال المقاطع المرئية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإما من خلال المقابلات الحزينة مع عائلاتهم على التلفزيون الإسرائيلي. ولا يزال كثير منهم دون أسماء”.
بينما لم تكترث الصحيفة نفسها لآلاف المعتقلين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في السجون الإسرائيلية، ولا يُعرف مصيرهم، أو كيف يُعاملون؟