“بايدن هل تسمعني؟”.. رسالة طبيب نرويجي تحت القصف في مجمع الشفاء

- ‎فيحريات

أنهى العدوان الصهيوني الواسع على قطاع غزة يومه الـ 37 بتكثيف قوات الاحتلال الصهيوني، استباحة المستشفيات وقصفها وحصارها وقصف النازحين واقتراف المجازر واستمرار حرب الإبادة الجماعية، مع تصاعد عمليات التوغل البري من عدة محاور، ووصولها لشمال غزة، بعد تدمير شامل وسط مقاومة شرسة.
وخرج الطبيب النرويجي المختص في التخدير والطوارئ مادس جيلبرت، في فيديو مباشر من داخل مستشفى الشفاء بغزة أثناء القصف الإسرائيلي، موجها رسالة مدوية للمجتمع الدولي وتحديدا الرئيس الأمريكي جو بايدن.

فبينما تنص القوانين الدولية على أن قتل الأطفال والنساء والأبرياء يعد تجاهلا للقيم الإنسانية ويقود إلى نهاية الإنسانية جمعاء، لكن ما يحدث في مستشفى الشفاء بغزة قد يكون كافيا لتأليف فصول كاملة عن كتب قوانين دولية جديدة، فالمجزرة التي تعرضت لها العيادات الخارجية في مجمع الشفاء الطبي، كانت الدافع وراء خروج الطبيب النرويجي الذي يقضي أيامه مع الجرحى الفلسطينيين إلى العلن، ليناشد الضمير العالمي بالتحرك لوقف العدوان على المدنيين في مستشفيات غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات على أرجاء متفرقة من مدينة غزة بما في ذلك منازل على رؤوس ساكنيها، ولا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها، بعد خروج مجمع الشفاء الطبي عن العمل وتعرضه للحصار والقصف المتكرر واستهداف أي شخص يتحرك داخله.
وقصفت طائرات الاحتلال مستشفى مهدي للولادة غرب غزة، ما أدى إلى استشهاد طبيبين ووقوع إصابات بصفوف النازحين في المشفى، ووفق المصادر، فإن مشفى مهدي يتبع للقطاع الخاص، وخصص لحالات الولادة بمدينة غزة.
وأكد المتحدث باسم الصحة في غزة، فقدان 5 مصابين في مجمع الشفاء الطبي نتيجة عجز طواقمنا على معاجلتهم إثر انقطاع الكهرباء، فيما توفي طفل ثان من الأطفال المبتسرين بالمشفى.
وواصلت طائرات مسيرة للاحتلال إطلاق النار تجاه أي شخص يتحرك داخل مجمع الشفاء الطبي، وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة فياض شرق القرارة في خانيونس.
وقصف جيش الاحتلال الطابق الثالث بمقر UNDP في حي النصر بمدينة غزة، الذي يضم نازحين، ما أدى إلى شهيدين وإصابات، ومناشدات للصليب الأحمر للتدخل والسماح بإسعاف المصابين.
وظهر مادس جيلبرت في فيديو مباشر من داخل مستشفى الشفاء أثناء القصف الإسرائيلي، دعا فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن وكل رؤساء العالم، إلى الإنصات لصراخ المرضى الذين لا تعطيهم الهجمات الإسرائيلية الوقت لتلقي العلاج.
ورفض جيلبرت الخروج من غزة، وتحدث في البث المباشر بلهجة طغى عليها الحنق والغضب، وتساءل عن الموعد الذي سيقرر فيه زعماء العالم وقف ما يحدث من دمار في قطاع غزة.
وقال الطبيب النرويجي: “الرئيس بايدن، السيد بلينكن هل تسمعاني؟ السادة رؤساء دول العالم هل تسمعونني؟ هل تسمعون هذه الصرخات من مستشفى الشفاء؟ هل تسمعون صرخات هؤلاء الأبرياء؟”.
وأكد جيلبرت أن المستهدفين في المستشفى هم نازحون يبحثون عن ملجأ من القصف الإسرائيلي، وختم بنبرة غاضبة “متى ستقررون وقف هذا؟ أنتم جميعا متواطؤون”.
وقوبل موقف الطبيب النرويجي بترحيب من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب كفاح سونجوك: “للأسف لا يسمعون ولا يستمعون إلا لإسرائيل، ولكن الله سيسمع صرخات الأبرياء فينصرهم إنه هو السميع المجيب”.
وقال الناشط مهند ساخرا: “نعم يسمعونها ويشفون مسامعهم بتلك الأصوات، فهي بالنسبة لهم كمعزوفة موسيقية لسمفونية تساعد على هدوء الأعصاب”.
أما إيمان النيرات فأعجبت بموقف الطبيب النرويجي، وكتبت: “ما أجمل صوته نطق بالحق رغم أنه ليس عربيا، لكنه نطق بما لم يستطع غيرُه أن يفعل”.
وبمنشور عبر منصة “إكس” قالت الناشطة الجزائرية سعيدة لحيس: “شكرا لك سيدي على ضميرك الحي”.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر أن الدبابات على بعد 20 مترا من مستشفى القدس، وأن قوات الاحتلال تطلق النار مباشرة على المستشفى، وحالة هلع وخوف شديد بين النازحين.
وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل مقابل مخبز بدرة بحي الصبرة في غزة، وارتقى شهداء وأصيب آخرون في قصف مسجد التوابين ومنزل لعائلة الجعل بالقرب من شركة الكهرباء في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة، وارتقى 5 شهداء في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة النجار في منطقة معن شرق خانيونس،
وارتقى 10 شهداء ولا يزال آخرون تحت الأنقاض بعدما قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الغوطي في رفح.
وتعرض صحفيون لاستهداف إسرائيلي خلال محاولتهم توثيق ما يجري من قصف محيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة.