أفادت تقارير بأن الدبابات الإسرائيلية حاصرت المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حيث قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس: إن “12 شخصا قتلوا خلال الليل” بحسب شبكة بي بي سي.
وقال مدير المستشفى، الدكتور مروان السلطان، لبي بي سي: إن “قسم الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية أصيب وكانت القوات على بعد حوالي 20 مترا فقط”.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن “قواته استهدفت إرهابيين فتحوا النار عليهم من داخل المستشفى”.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية إنه يشعر بالفزع.
وكتب الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، على X ، المعروف سابقا باسم Twitter “لا ينبغي أبدا أن يتعرض العاملون الصحيون والمدنيون لمثل هذا الرعب ، وخاصة أثناء وجودهم داخل المستشفى” .
وفي الوقت نفسه، تم نقل 28 طفلا فلسطينيا مبتسرا تم إجلاؤهم يوم الأحد من مستشفى الشفاء المحاصر في مدينة غزة، والذي داهمته القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، إلى مصر لتلقي العلاج.
شنت دولة الاحتلال حملة عسكرية كبرى في غزة ردا على هجوم عبر الحدود شنه مئات من مسلحي حماس في 7 أكتوبر، قتل فيه ما لا يقل عن 1,200 شخص واحتجز نحو 240 آخرين كرهائن.
وتقول وزارة الصحة في غزة: إن “13 ألف شخص على الأقل قتلوا في القطاع خلال الأسابيع الستة التي تلت ذلك”.
وصباح الاثنين، أظهرت لقطات فيديو تحققت منها بي بي سي عدة دبابات متمركزة على طريق على بعد حوالي 240 مترا شمال شرق المستشفى الإندونيسي، الذي تموله إندونيسيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن مصادر طبية قولها: إن “عشرات العربات المدرعة الإسرائيلية كانت في المنطقة المحيطة، وإن القناصة كانوا على أسطح المنازل ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المستشفى”.
وقالت وزارة الصحة: إن “12 جريحا وشخصا كانوا معهم قتلوا وأصيب عشرات آخرون عندما سقطت قذيفة إسرائيلية على الطابق الثاني من المنشأة”.
وقال الدكتور سلطان لبي بي سي: إنه “سمع إطلاق نار في جميع أنحاء المبنى خلال الليل وأن ما لا يقل عن 10 أشخاص قتلوا”.
ونشرت الجزيرة مقطع فيديو قالت الشبكة التي تتخذ من قطر مقرا لها يظهر الصحفي أنس الشريف وهو يسير في المستشفى بعد الحادث، ويمكن رؤية جثة شخص واحد على الأقل، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالسقوف والمعدات في العديد من الغرف والممرات.
وأفاد الشريف أن الضحايا يتراكمون على الأرض وأن هناك حالة عارمة من الذعر بين المرضى.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة دولة الاحتلال بتشديد الخناق حول المستشفى، لكنه قال إن 200 مسعف هناك يصرون على أنهم سيبقون لرعاية 600 مريض.
وتتمتع المستشفيات بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويجب أن تتخذ أي عملية عسكرية حول المستشفيات خطوات لتجنيب المرضى والطاقم الطبي وغيرهم من المدنيين داخلها.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: “خلال الليل، فتح الإرهابيون النار من داخل المستشفى الإندونيسي في غزة باتجاه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي العاملة خارج المستشفى، وردا على ذلك، استهدفت قوات الجيش مباشرة المصدر المحدد لنيران العدو، لم تطلق قذائف باتجاه المستشفى”.
وأضاف المتحدث “على الرغم من التحديات التي يواجهها الجيش في الحرب ضد حركة تعمل من المستشفيات، فإن الجيش ملتزم بالقانون الدولي ويتخذ العديد من التدابير لتقليل الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين”.
وفي ليلة الأحد، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقاطع فيديو جديدة من مستشفى الشفاء، حيث ادعى أن هناك مركز قيادة واسع تحت الأرض لحماس.
وقالت: إن “إحداها أظهرت نفقا يؤدي إلى باب مقاوم للانفجار، وإن اثنين آخرين أخذتهما كاميرات المراقبة أظهرا رهينتين ينقلان إلى المستشفى في 7 أكتوبر”.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضا: إن “تقرير الطبيب الشرعي ومعلوماته الاستخباراتية أظهرا أن جندية إسرائيلية تم انتشال جثتها من مبنى قرب الشفاء الأسبوع الماضي أصيبت في غارة جوية إسرائيلية ثم قتلها عضو في حماس داخل المستشفى”.
ونفت حماس استخدام مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى كدروع لمقاتليها.
وفي الوقت نفسه، قالت منظمة الصحة العالمية: إنها “تضع اللمسات الأخيرة على خططها لاستكمال إجلاء ما بين 250 إلى 260 مريضا مصابا بجروح خطيرة أو مريضا محاصرين في الشفاء”.
وقال مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ، الدكتور ريتشارد برينان ، لبي بي سي “ويشمل هؤلاء حوالي 29 مريضا يعانون من إصابات في العمود الفقري ، و 22 مريضا يعانون من الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى” .
وتعاني الغالبية العظمى من المرضى المتبقين من إصابات حرب معقدة كسور وبتر رهيبة، وحروق سيئة، وإصابات في الرأس والبطن، وصدر، وكثير منها معقد بسبب عدوى الجروح الشديدة”.
وتم إجلاء 31 طفلا خديجا من مستشفى الشفاء إلى مستشفى الإمارات في جنوب غزة يوم الأحد من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة، بمساعدة الجيش الإسرائيلي، وكان خمسة أطفال آخرين على الأقل قد لقوا حتفهم في السابق بعد إخراجهم من حاضناتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد نفاد الوقود من المستشفى.
وفي يوم الاثنين، تم نقل 28 من الأطفال الذين تم إجلاؤهم إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي لتلقي العلاج، يتم إدخال بعضهم إلى المستشفى في العريش بينما يتم نقل آخرين في ظروف أكثر خطورة إلى القاهرة.
وقال الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة حديثي الولادة في مستشفى الأهلي الإماراتي، لبي بي سي :إن “والدي طفلين رفضا إرسالهما إلى مصر بسبب ظروف شخصية، وإن طفلا ثالثا محتجز في غزة لأن حالته مستقرة ووالداه غير معروفين”.
ووصف الدكتور برينان عملية الإجلاء بأنها “واحدة من الأخبار الجيدة القليلة التي تلقيناها خلال هذا الصراع”، لكنه أشار إلى أن الأطفال أمامهم طريق طويل للتعافي.
وفي تطور منفصل، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عيادتها في مدينة غزة تعرضت لإطلاق نار صباح الاثنين.
وأضافت “رأى زملاؤنا أن جدارا قد هدم وأن جزءا من المبنى قد اجتاحت النيران، حيث وقع قتال عنيف في كل مكان حوله. شوهدت دبابة إسرائيلية في الشارع”.
وأضافت أن أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود و20 من أفراد أسرتها كانوا في العيادة وهم في خطر شديد، بينما كان 50 شخصا آخرين في المباني المجاورة.
ولم يصدر تعليق فوري من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-67474549